كان موعد مستعملي الطريق الساحلية المتوسطية التي دشنها ملك البلاد مؤخرا مع مظهر دراماتيكي كاد أن يتحول إلى كارثة محققة، بعد أن تفاجأ كل من تواجد على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة الجبهة اتجاه مدينة تطوان على حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الجمعة على تساقط كتل جبلية بكاملها عبارة عن أحجار وأتربة صخرية وسط الطريق. حيث ساد جو من الهلع والخوف وسط المتوقفين بعين المكان بعد أن لاحظوا أن كتلا جبلية بكاملها وأحجارا ضخمة تتدحرج نحوهم كانت ستشكل خطرا حقيقيا حتى على العاملين الوحيدين المتواجدين ساعتها بنفس المكان ويأتي هذا المشهد ليعزز المخاوف التي عبر عنها في أكثر من مناسبة مستعملي هذه الطريق التي أعلن عن انتهاء الأشغال بها في شهر غشت الماضي فقط، حيث عبر العديد من السائقين الذين يستعملون هذه الطريق بشكل يومي عن شكوكهكم عن جاهزية هذه الطريق للإستعمال وخاصة بما اسموه ب"محور الموت" والذي يمتد على طول 80 كيلومتر بين مدينة الجبهة ومدينة واد لاو حيث الطريق عبارة عن فج عميق في معضمها والبنية الجيولوجية الهشة للتربة بادية للعيان من دون أن يتم وضع أية حواجز لتفادي تساقط الأتربة وسط الطريق كما حدث اليوم. وفي تصريحات من عين المكان لبعض السائقين المستعملين لهذه الطريق بشكل يومي فإن الأمر سيتفاقم أكثر مع تزايد التساقطات المطرية التي تشتهر بها المنطقة داعين المسؤولين إلى التدخل بسرعة لأن مثل هذه الحالة عرفتها الطريق في حالالت مماثلة من دون أن يتم حتى الإعلان عنها مكتفين بإيفاد عمال "بسطاء" يجازفون بحياتهم في غياب أدنى شروط السلامة يعملون على تسريح الطريق بعد أن تكف الأتربة والأحجار عن التدحرج ليعملوا على إزالتها وكأن" شيئا لم يحدث"، متسائلين –السائقين- عن مدى مصداقية التقارير التي رفعت إلى أعلى جهة في الدولة ليتم تدشين مثل هذه الطريق داعين الجهات المسؤولة "للتدخل بصفة مستعجلة تفاديا لكارثة لا قدر الله" للإشارة فإن الطريق الرابطة بين الجبهة وتطوان كانت آخر مقطع من الطريق المتوسطية الساحلية يتم انجازه حيث دشنه الملك محمد السادس في بداية غشت الأخير معلنا بذلك بانتهاء ما أسمته العديد من الأوساط بأهم المشاريع التي تم إنجازها في عهد محمد السادس حيث أصبح بالإمكان السفر بين مدينة الصعيدية ومدينة طنجة في مدة 7 ساعات فقط بعد أن كان الأمر يتطلب أكثر من 12 ساعة.