صدمة بكل المقاييس أصابت العالم الرياضي وعموم الناس في هولندا هذا الأسبوع بعد تأكد نبأ وفاة الحكم المساعد أثناء مباراة للهواة. وسائل إعلامية كشفت صباح اليوم أن من بين الجناة شبابا مغاربة هم رهن الاعتقال على ذمة التحقيق. "آن الأوان للمغاربة أن يتصدوا لأفعال مثل هؤلاء الأوباش"، يقول شاب مغربي في رد فعله عن الحادثة. استهجان وعجز توفي ريشارد نيوهاوزن (41 عاما) في مستشفى مدينة ألميره قرب العاصمة أمستردام متأثرا بالضربات التي تلقاها على رأسه وأجزاء من جسمه يوم الأحد المنصرم عندما احتج لاعبون غاضبون على قرار رفعه علم التسلل. الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم لاتهامهم بضرب الحكم هم من أصل مغربي، حسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام الهولندية. وفاة ريشارد نيوهاوزن خلفت صدمة عميقة في الأوساط الرياضية ولدى عامة الناس. أما ردود أفعال الجالية المغربية في هولندا فيمكن تلخيصها في عبارات "الغضب" و "الاستهجان" و "العجز" عن مواجهتها. يقول عبد السلام الجدوني في رسالة توصلت بها إذاعة هولندا العالمية: "أقول بصفتي هولنديا من أصل مغربي إنني أشعر بغضب عارم، وفي الوقت نفسه أشعر بالعجز أمام هذه الشرذمة الفاسدة التي تلطخ اسم المغاربة أجمعين في الوحل. أنا أقدر الهولنديين حق قدرهم وهم يتعاملون مع هذا الحدث الشنيع بتعقل". عبد السلام الجدوني أضاف في رسالته أن على المغاربة الآن أن يجاهروا بصوتهم للتنديد بأفعال هذه القلة القليلة ممن أسماهم ب "الأوباش"، مقترحا في ذات الوقت تنظيم لقاءات في القريب العاجل بين الشباب لمناقشة هذه السلوكات التي تتكرر في ملاعب كرة القدم للهواة، وغالبا ما يتورط فيها شباب من أصل مغربي. دور التربية "إنها لعبة مقرفة"، كان هذا آخر ما فاه به ريشارد نيوهاوزن قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وفي تعليق له من مدريد عبر فرانك دي بور مدرب نادي آياكس أمستردام عن استهجانه لما جرى متسائلا عن دور التربية، خاصة وأن المتهمين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و16 سنة. ونقلت عنه صحيفة 'دي تلغراف‘ واسعة الانتشار قوله: "أين التربية؟ ينبغي علينا أولا أن نهتم كلنا بهذا الجانب". ومن جانبه دعا مايكل فان براغ رئيس الجامعة الملكية الهولندية لكرة القدم عبر رسالة قصيرة على حسابه الشخصي على التويتر إلى ضرورة أن يفكر الجميع في إيجاد حلول لهذه المعضلة: "أيها الناس، لا تتوقفوا فقط عند حدود الكلمات، لكن ساعدونا وفكروا معنا". ووعد فان براغ باتخاذ المزيد من الإجراءات "للقضاء على مثل هذه الأفعال التي تشهدها كرة القدم الهولندية". مدى الحياة الجدير بالذكر أن فان براغ ترأس العام الماضي لجنة للنظر في أعمال الشغب التي تعرفها ملاعب كرة القدم الهولندية. وإجراءات الردع التي أقرتها الجامعة الملكية لكرة القدم الهولندية في موسم 2010 – 2011 لمواجهة شغب الملاعب يمكن أن تصل إلى إبعاد المشاغبين عن الملاعب مدى الحياة. وأوردت صحيفة دي فولكس كرانت أن التقييم الأولي لرزمة إجراءات الموسم الماضي كان إيجابيا، حيث انخفضت حوادث العنف بشكل ملحوظ مقارنة مع المواسم السابقة مما شجع الجامعة على خفض مدة العقوبة للاعبين الشباب المتورطين في عنف الملاعب لتتحدد في 36 شهراً كحد أقصى. غير أن تقرير الجامعة الملكية لاحظ من جانب آخر أن اللاعبين الهواة في سن المراهقة هم من يتورط أكثر في أعمال عنف الملاعب، وأرجعت الأسباب لرغبة المراهقين في "التخلص" من سطوة الأب وصعوبتهم في التأقلم وضبط النفس. مراهقون لطفاء خلال الموسم الماضي طردت الجامعة الملكية 105 أندية للهواة من المنافسة كما أوقفت مائتي لاعب لمدة سنتين عن اللعب و74 لاعبا أوقفتهم مدى الحياة. وعُدت هذه الإجراءات خطوة مهمة في اتجاه مكافحة شغب الملاعب. اللاعبون الثلاثة الذين يتابَعون في حادث مقتل مساعد الحكم ريشارد نييوهاوزن لن يعودوا أبدا لممارسة اللعبة رسميا، كما طرد ناديهم 'نيو سلوتن‘ (من أمستردام) من المنافسة. أغلبية لاعبي فريق ب1 التابع لنيو سلوتن تتكون من مراهقين من أصل مغربي يزاولون لعبة كرة القدم منذ سنوات في ما بينهم. ونقلت صحيفة ألخمين داخبلاد المتخصصة في الرياضة عن إيريك فان دير بورخ، العضو المسير لمجلس بلدية أمستردام والمكلف بالرياضة أن هؤلاء المراهقين "مؤدبون ولطفاء كأفراد، ولكن يتغيرون إذا كانوا مجتمعين". "أرجو أن يعتبر مواطنونا المغاربة هذه الحادثة بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس. موت ريشارد يجب أن لا ننساه. إنه بطل". هذا ما يقوله قارئ في تعليقه على الخبر في إحدى الصحف الهولندية. وهذا بلا شك يترجم مشاعر الكثيرين وخاصة منهم الهولنديون من أصل مغربي. دليل الريف : محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية