كغيري من النشطاء على الفايسبوك تلقيت رسالة تدعوني الى المشاركة في حفل الولاء للكرامة بالرباط , من أجل الغاء الطقوس المخزنية التي تقام كل سنة لتجديد البيعة بين الشعب و الملك أو ان صح القول بين المخزن و الملك. معتبرين أن كيفية تجديد الولاء والبيعة لشخص الملك والمتمثلة في الركوع الجماعي أمامه وهو على صهوة فرسه، مخلة بالكرامة الإنسانية ومذلة (لممثلي) الشعب. كلمة الكرامة ليست غريبة عني , فمن أجلها خرج الشعب المغربي يوم 20 فبراير 2011 لتظاهر , أما حفل ولاء , هذا الجزء من الجملة لم أستوعبه في الحين . انها دعوة وجهت الى عموم الشعب المغربي لتظاهر ظد البروتوكول السنوي المعروف بحفل الولاء والبيعة. هذه المرة تم توضيف كلمة كرامة في غير محلها , ليس سهوا طبعا . اذا لماذا تم توظيف مطلب الكرامة في غير محله ؟ و لمصلحة من ؟ و من وراء هذه الدعاية الاعلامية لاسقاط الطقوس المخزنية التي يستمد منها النظام مشروعيته ؟ لنأكد أولا أن المطالب التي خرج الشعب المغربي مطالبا بها يومه 20 فبراير لم تتحقق , فلا كرامة و لاعدالة , بل مزيدا من التفقير , التجويع, التعذيب , القتل ,و الاعتقال ... . فالنظام المغربي تمكن من أن يجعل من نفسه استثناء بفضل جهازه الايديولوجي و القمعي , و بفعل التناور المخزني على مطالب الشعب.اذ نخلص أن لا تغير حدث الا في أذهان حاشية الملك و أحزابه التي تعتبر بأن الملك أسقط النظام بخطابه التاريخي 9 مارس. اذا الكرامة لم تتحقق وهي مطلب شعبي منذ الاستقلال الشكلي , و قبل ذلك , أي عندما كان أجدادنا يحاربون المستعمر , و يتوقون لتحرر منه . اليوم مازالت الجماهير المغربية التي أعيتها سياسية الانتضار , تطالب بالكرامة التي لن تتحقق الا بتحقيق العدالة الاجتماعية , هذه الأخيرة أيضا لن تتحقق الا في نظام ديمقراطي . بالرغم أن النظام تمكن من اعادة انتاج نفس الخطاب بمفاهيم جديدة لا تحمل جديد , واضعا على رأس الحكومة حزب العدالة و التنمية . و اعادة صياغة مضامين دستور 1996 بزيادة بعض الفصول و تغير أماكن أخرى . كلها محاولا ت لخداع الشعب و لتسويق لوهم التغير. لم يتمكن من اخماد نيران الكداح و الطبقة العاملة و الفئات المحرومة و عموم الشعب المغربي , لذا يحاول جاهدا أن يوجه نظالات الجماهير , و ادخال الشعب في متاهات لامخرج لها. فتوظيف مطلب الكرامة لغاية أخرى , فيه ما فيه من الخبث السياسي , بمعنى أن اللذين دعوا لحفل الولاء للكرامة , يطالبون بالغاء طقوس البيعة لأنها مذلة لكرامة الانسان . لكن من هم الذين يقمون بهذه الطقوس ؟ انهم مجموعة من الشرذمة محترفو الخبث و السياسة , و اللذين بهم يصنع النظام تحفته الفنية من القهر و الاستبداد. و بهم قرر تكتيكا إجراء عملية تجميل دستوري وسياسي وانتخابي وحقوقي واجتماعي على الوجه المخزني الشاحب والبئيس لبنيته الحاكمة. انهم أعداء الشعب و جلاديه . فكيف يرى من يدعوا الى الغاء حفل الولاء هؤلاء ممثلين لشعب المغربي ؟ و يا سذاجة هؤلاء و غبائهم , فبدعوتهم تلك يطالبون من الشعب اعطاء الشرعية لهؤلاء السذج الركع , الذين يعتبرون أنفسه ممثلي الشعب , و يعتبرهم هذا الأخير ناهبي المال العام , و حراس الملك , بل هم من ينفذون الجرائم السياسية , الاقتصادية و الثقافية في حق هذا الشعب. فكيف لشعب ان يناظل لخلاص جلاديه من العبودية ؟ و يطالب الملك الغاء طقوس يستعملها مع خدمه و حراسه , لتسويق خاريجي و داخلي ,ولكي يستمد منها مشروعيته في الحكم. فمن كان وراء هذه الدعاية الاعلامية الكبيرة لاقامة حفل الكرامة ؟ هذه الدعوة التي أطلقت على الفايسبوك قبل أسبوع أو أكثر أطلقها مجموعة شباب مغاربة يريدون اسقاط طقوس الولاء و بعضهم يدعون أنهم من نشطاء حركة 20 فبراير . و لنرى بعد ذلك في خروج اعلامي لهم بمعية نشطاء حقوقيون أنهم يقدمون الشكر للحكومة ( التي قمعة الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان في الرباط - التي أطلقوا عليها اسم حفل الولاء للحرية والكرامة على حد تعبيرهم- و التي عرفت تدخلا وصف "بالعنيف جدا") لما كان لذاك القمع من اشعاع دولي , بعد أن أصيب بعض الصحفيين التابعين لقنوات أوروبية . بعد ذلك بأيام ظهرت حملة إلكترونية كبرى لتشكيل ما يسمى ب" اتحاد الصفحات المغربية الحرة"، على الفايسبوك داعية من خلالها جميع المغاربة إلى التعبير عن رأيهم حول الملكية المغربية والملك محمد السادس دون قيد أو شرط و المطالبة بالغاء طقوس البيعة.كما لقيت هذه الصفحة استهلاكا كبيرا في أخبار المواقع الالكترونية . أيضا بأروبا سيتم تنظيم "حفل الولاء للكرامة" يوم السبت فاتح سبتمبر أمام السفارة المغربية ب فرنسا من طرف شباب مغاربة, لايصال الرسالة الى الساحة الأروبية ووسائل الإعلام العالمية على حد تعبيرهم. .وطبعا سيتم تسويق لها اعلاميا بشكل كبير. كما تحركت عدت أقلام مخزنية كتبت مقالات مؤيدة و أخرى معارضة لحفل الولاء.كل هذا لمحاولة تشتية ذهن المغاربة واقناعه لخوض معركة خيالية بطله المخزن. الغريب ايضا خروج حركة 20 فبراير بالرباط يوم 26 غشت 2012 بشعرات من قبيل "الشَّعْب يُرِيد إسقاط الولاء ".فهل هذه فعلا حركة شباب 20 فبراير ؟ و هذا مطلب من مطالبها ؟ أم أن هؤلاء ثلة من المتمخزنين يحاولون تمويه الشعب عن قضايه الحقيقية , و اعطاء المشروعية لنظام فقد شرعيته و مشروعيته. فهل اسقاط الذل عن الجلاد مطلب شعبي أم مخزني ؟ فكيف يتحول مصاص دماء الشعب المغربي من موقع ظعف الى موقع قوة , التي يحاول أن يستمدها من مثل هؤلاء الخونة الذين يعرفون كيف يلعبون بالكلمات ليوظفوها متى شائوا و متى استطاعوا الى ذلك سبيلا . و كيف يحاول النظام أن يرسم طريقا جديدا لنظالات أبناء الشعب مستغلا هدوء تأثير رياح الثورات على نسيم البلاد ؟ ربما وحده التحليل الدقيق للمعطيات و الحقائق من سيجيب عن هذه الأسئلة . ختاما أقول أن من كان وراء هذه الدعوات , هو نفسه من أحرق 5 من أبناء مدينة الحسيمة و قتل أخرون في مدن أخرى يومه 20 فبراير , و هو من يستعبد الشعب و يريده أن يقيم حفلا للعبودية . [email protected]