كشفت مصادر مطلعة أن المغرب وإسبانيا سيوقعان، خلال أيام، مذكرة تعاون في مجال تبادل الوثائق والمستندات المتعلقة بالمشاركة الإسبانية في تاريخ المغرب في القرن العشرين، سواء التي تخص مرحلة الحماية الإسبانية لشمال المغرب، من سنة 1912 إلى 1956 أو بالنسبة إلى المغاربة الذين تم نقلهم كجنود إلى التراب الإسباني خلال الحرب الأهلية الإسبانية، بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو. ويعتبر هذا التوقيع خطوة أولى مهمة في سبيل استعادة الذاكرة التاريخية المشترَكة بين المغرب وإسبانيا، والتي بدأت ملامحها تلوح في الأفق بعد تسهيل الحصول على الأرشيف الخاص بالمقيم الإسباني العامّ في تطوان، الجنرال إنريكي فاريلا، الذي ما يزال اسمه يطلق على حي سكني وسط تطوان.. وهو أرشيف يتوفر على الآلاف من الوثائق العسكرية والصور والأحداث التي جرت خلال توليه منصب الإقامة العامة من سنة 1951 و1954. ويأتي قرار توقيع الاتفاقية بين المغرب وإسبانيا بعد ثلاث سنوات من فتح ملفات حقبة الديكتاتور الإسباني فرانكو أمام المواطنين. وذكرت مصادر إعلامية أن وزارة الدفاع الإسبانية فتحت بعض أرشيف ملفات القضاء العسكري لحقبة فرانكو 1939 -1975 أمام الراغبين في الاطلاع عليها. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن حوالي 400 ألف ملف تعود إلى نهاية الحرب الأهلية، التي وقعت بين عامي 1936و1939، والتي جاءت بفرانكو إلى السلطة، قد وُضِعت في السجل المركزي وتم ترميمها وحفظها رقميا. ويعود تاريخ معظم الملفات إلى ما بين سنة 1938 و1945، وهي تتعلق، في مجملها، بالمحاكمات السريعة لمعارضي نظام فرانكو، الذين أعدِم بعضهم على خلفية اعتناق إيديولوجيات متضاربة. وتطالب عدة مؤسسات وجمعيات، مغربية وإسبانية، بفتح إسبانيا أرشيفها العسكري الخاص بفترة حكم فرانكو وبحرب الغازات السامة في الريف وملفات أخرى تهمّ فترة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب، وهو الطلب الذي تتحفظ بخصوصه الحكومة الإسبانية دائما، نظرا إلى ما قد يحمله من مفاجآت قد تؤثر على العلاقات المغربية -الإسبانية ويعيد «نبش» الذاكرة حول فترة حالكة عاشها شمال المغرب تحت حكم الاستعمار الإسباني له.