لقي عشرة أشخاص مصرعهم يوم الاثنين في واحدة من حوادث السير المروعة التي شهدها الناظور في المدة الأخيرة. وأكدت مصادر "الصباح"، أن حافلة للمسافرين كانت قادمة من الدارالبيضاء باتجاه الناظور انقلبت في حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا على الطريق الوطنية الرابطة بين تازةوالناظور على مستوى جماعة أفسو، ما أدى إلى وفاة المسافرين العشرة على الفور بينهم طفلة صغيرة، بينما أصيب 34 شخصا آخر بجروح متفاوتة الخطورة. ومن بين المصابين والقتلى أفراد عائلة واحدة يقطن أغلب أفرادها في مليلية، كانوا عائدين على متن الحافلة من حفل زفاف أحد أقاربهم بمدينة الدار البيضاء. وأوضح مندوب الصحة بإقليم الناظور، محمد بنلعريبية، في تصريح ل"الصباح"، أن أطقما طبية مهمة جندت لاستقبال الحالات التي وفدت على المستشفى من اجل إخضاعها للعلاجات اللازمة، كما أخضع عشرة أشخاص لعمليات جراحية عاجلة، فيما أودع القتلى في مستودع الأموات. وأكد أن بين المصابين رجال ونساء وأطفال، وأن أربعة من الجرحى إصاباتهم بليغة، وهم في الوقت الراهن رهن المراقبة الطبية الدقيقة بقسم الإنعاش. من جانب آخر، وصفت مصادر عاينت الحادثة بأنها كانت أقرب إلى المجزرة، إذ تطايرت في مسرح الحادث أشلاء و بترت أعضاء من أجساد بعض المسافرين، وفقد بعض الناجين أفرادا من أسرهم كانوا برفقتهم على متن الحافلة نفسها. ومن جهتها، سجلت عناصر الدرك الملكي التي حلت بالمكان شهادات تؤكد إفراط السائق في السرعة، وأنه مع مطلع الصباح غافله النوم ليفقد السيطرة على المقود في أحد المنعرجات، ما أدى إلى تدحرج الحافلة بعد انقلابها بقوة على جانبها الأيسر لمسافة طويلة. وأضافت، أن السائق نجا من الحادث وحاول مغادرة المكان، ويرجح انه لم يستعن أثناء سياقته الحافلة بأي مساعد، وشددت أن التحقيقات التي تجرى حول ملابسات هذه الفاجعة ستبحث في المسؤولية المباشرة للسائق وكذا مدى احترام الشركة المالكة للحافلة لشروط السلامة الطرقية. وأشارت، أن هذه الحادثة المروعة تستدعي مساءلة شركات النقل الطرقي حول مدى احترامها قوانين السلامة، وبخاصة مدى توفيرها لسائقين على متن كل حافلة، سيما أن شهادات الناجين تؤكد أن السائق لم يكن يرافقه في الرحلة أي مساعد، وفي ساعات الصباح الأولى استسلم للنوم متأثرا على الأرجح بالإرهاق الشديد بارتفاع درجة الحرارة. دليل الريف : عبد الحكيم اسباعي / الصباح