مرت الآن سنوات طويلة منذ البدء في أشغال بناء مسجد السلام في روتردام ولم يكتمل بعد. وتطالب بلدية روتردام من إدارة الجامع ضمانات بوجود تمويل كاف، والا فستنتهي صلاحية الترخيص الممنوح لتشييده. والسؤال المطروح هل سيتمكن المهاجرون المغاربة في حي روتردام الجنوبية من الصلاة يوما ما في مسجد السلام؟ قبة يصل علوها الى خمسة وعشرين مترا ومنارتان اثنتان شاهقتان، انه بناء يجلب الأنظار. ما تزال الأشغال متواصلة في هذا المسجد الذي يقع بين منتزه صغير ومجمع سكني ومدرسة وبعض الطرقات وجسر وشبكة سكك حديدية، وهو مكان متسع بشكل كاف. احباط على جانب الأسلاك المحيط بالورشة يقف اثنان من المغاربة يلقون بنظرة على الأشغال "لا أصدق أن البناء سيكتمل، بعد مرور سبع سنوات لم يتم اكتمال المسجد" يقول أحدهما. ولم يعد لكلا الرجلين ثقة في ان يشيد مسجد جديد في هذا المكان "لا لن نتحصل على ترخيص مرة أخرى لبناء مسجد." الملايين وكان المحافظ القانوني في بلدية روتردام كاراكيس من حزب العمل اثار قضية مسجد السلام من جديد. فالمسجد كان من المفروض أن تنتنهي به الاشغال عام 2005. لكن اعمال البناء تم تجميدها لعدة اشهر، والسبب هو نقص في الأموال مما جعل المقاولين يتخلون عن مواصلة البناء. والآن يطالب المحافظ القانوني المذكور بأن توضع ضمانات واضحة على الطاولة بأن اعمال البناء ستتواصل. ويقول أعضاء إدارة المسجد أن المبالغ التي تصل الى 2.6 مليون يورو سيتم الحصول عليها من دبي من طرف مؤسسة المكتوم. ويقوم على هذه المؤسسة أحد الشيوخ الأثرياء الذي قام بتمويل عدة مساجد في أوربا. وكان صاحب مؤسسة المكتوم تبرع ببضعة ملايين لصالح بناء مسجد السلام، لكن المشروع لا يزال يتطلب مبالغ مماثلة أخرى. 2500 مسلم مغربي ويشيد مسجد السلام لسد الحاجة لنحو 2500 مسلم في منطقة روتردام الجنوبية ومن بينهم السيد محمد ابراهيمي وهو أحد سكان الحي الذي ينتقد إدارة المسجد حيث يقول "نحن نعيش في بلد ديمقراطي وشفاف، لكن ادارة المسجد الحالية لا تريد توضيح الأمور. نحن نملك الأرض، وقد حصلنا عليها بمبادلتها بقطعة أرض أخرى للمسجد لمشروع المسجد القديم. لقد جمعنا الكثير من الأموال والمجوهرات وأنا أسال الآن أين ذهبت تلك الأموال؟ نحن نشترط أن لا يكون دورنا أن نأتي هنا للصلاة ثم ننصرف. لا يمكن قبول أن يكون المسجد ملكا خاصا لذلك الشيخ الخليجي." ويرى السيد الإبراهيمي أن المسلمين من الجالية المغربية في هولندا يمكنهم جمع ما يكفي من الأموال لاتمام بناء المسجد. الخوف من المسلمين ومن جهته، يرى حزب ليفبار روتردام (روتردام صالحة للعيش) ذو التمثيل المعتبر في المدينة أن المسجد الجديد لا مكان له في روتردام "إن هذا المسجد ذو طابع يوحي بالسطوة، ويحمل رسالة مفادها: "نحن هنا ولسنا معنيين بالاندماج" يقول رئيس كتلة الحزب المذكور رونالد سورانسن "إذا كان الناس يريدون أداء صلواتهم فلا اعتراض على ذلك، ويمكنهم القيام بذلك داخل بيوتهم، أو في اماكن صغيرة متواضعة وليس في بنايات تبعث على العظمة كما نراها نحن. فالإسلام يتسبب في مشاعر سلبية. الأخبار في الاعلام يسيطر عليها أولئك المسلمون ممن يتسببون في المشاكل، والناس في هولندا يتملكهم الخوف بسبب ذلك." ويرى سورانسن أن المحافظ القانوني كنووب أن يتخذ موقفا حاسما بعد مرور فترة طويلة من وقف البناء، وأن يقوم بسحب رخصة البناء. ضمانات؟ من ناحيتها، تعمل إدارة المسجد كل ما بوسعها لاعادة الثقة في اكمال الشروع. وبالرغم من وجود تطمينات بأن تأتي الأموال اللازمة من دبي، فان الضمانات الرسمية من طرف البنوك لم تتم الموافقة عليها. جاء السيد عبد الرزاق بوطاهر، رئيس إدارة المسجد متأخرا بضع ساعات الى ورشة البناء بعد حضوره اجتماعا حاداً في مقر بلدية روتردام. بعض البنائين يواصلون أعمالهم في بناء المسجد. يقول بوطاهر نحن بحاجة الى مبلغ يصل الى 2.6 مليون يورو لاتمام بناء المسجد. المال موجود وسيأتينا من دبي" الا أنه لا يريد الحديث عن المحافظ القانوني ولا عن الضمانات "متأسف هذا الأمر بالغ الحساسية" يقول ابو طاهر. في شهر اكتوبر المقبل، يجب الانتهاء من أعمال البناء، يقول رئيس ادارة المسجد "هذا أمر ضروري." وما اذا كانت بناية المسجد مثير للأنظار من حيث الشكل والضخامة، لا يجد السيد ابو طاهر أي اشكال في ذلك "ولماذا تبنى الكنائس بالشكل الكبير المبهر الذي هي عليه؟ لماذا تشيد عمارات عملاقة؟ ولماذا مبنى الأوروماست في روتردام عملاق والجسور ايضا؟ هكذا هي طبيعة مثل هذه المشاريع. من دون أن تكون هناك منارة لا يمكن أن تقول ان المسجد مكتمل، هذا شيء ضروري." ولا يرغب المحافظ القانوني في الحديث عما سيحدث بالضبط في حال لم تقدم ضمانات بتوفر الأموال الكافية لاتمام اشغال بناء مسجد السلام في وقتها.