واصل موقع “ويكيليكس” الشهير مشاغاباته في فضح أسرار العام من مكان يقاوم هجوم نووي تحت 30 مترا من الصخور التي تحميها أبواب فولاذية. هذا المكان المحصن لا يكفي وحده لضمان استمرار الموقع الذي صار أشهر من الجميع، يتردد اسمه على كل لسان ويحذر منه البعض الآخرين على سبيل المداعبة بأنه سيكون حديث “الوثيقة القادمة”. فهو يحتاج أيضا إلى حصانة من القوانين والملاحقات القضائية والأمنية والرقابة التي تحاول حجبه عن العالم وكتم أسراره وقطع لسانه. بداية ويكيليكس موقع ويكيليكس الذي يذيع برقيات سرية تتناول أحداثا وأحاديث ما كان يبنغي لها أن تظهر إلا بعد سنوات طويلة، قصر الزمن كما يرى خبراء ومحللون. وجعل ما كان ستقرأه أجيال اليوم في شيخوختها متاحا لهم اليوم في عز شبابهم وبعد وقت قصير من وقوعه. زاد ما نشره الموقع عن 250 ألف وثيقة وما زال في جعبته الكثير. والاسم المركب ويكيليكس، حيث يعني المقطع الأول “ويكي” الباص المتنقل، فيما يعني الثاني “تسريبات”. تأسس الموقع عام 2007 ومنذ ذلك الحين يعمل على نشر المعلومات وخوض الصراعات والمعارك لحماية المبادئ التي قام عليها وأولها صدقية وشفافية المعلومات التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد. تعود أهمية الموقع إلى كشف أسرار العديد من القضايا الهامة ويعتمد في أغلب مصادره على أشخاص يوفرون له المعلومات من خلال الوثائق التي يكشفونها. ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع الموقع وسائل متطورة في التشفير، ويتلقى المعلومات إما شخصيا أو عن طريق البريد. ويحظى ويكيليكس بشبكة من المحامين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن حال نشرها على الموقع مراقبتها أو منعها. كيف تصل الوثائق والمستندات؟ ويتم التدقيق في الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية متطورة للتأكد من صحتها وعدم تزويرها، ويقوم الشخص بتحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتتم عملية ,لا يحتاج الشخص سوى تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلوماتل لتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة. وكان موقع ويكيليكس يستخدم خدمات شركات أمازون الأمريكية للاستضافة، لكن ما أن بدأ الموقع في إثارة المشاكل حتى ضغطت الحكومة الأمريكية على الشركة لقطع الخدمة عن الموقع وهو ما حدث بالفعل ، فانتقل لمركز بيانات لا يشبه أي مركز بيانات يمكننا أن نشاهده على الإطلاق، يقع تحت 30 مترا من الصخور ومزود بأبواب فولاذية سمكها نصف متر ويمكنه احتمال هجوم نووي. وكان هذا المكان في الأصل ملجأ للحماية من القنابل في العام 1943 ثم طورته الحكومة السويدية في السبعينات خلال الحرب الباردة ليصبح مركز قيادة طوارئ في حالة تعرضت الدولة لهجوم نووي، وبمرور الأيام اشترته شركة بنهوف السويدية لخدمات الإنترنت لتحوله إلى مركز بيانات خارق كما تبين الصور التي تعرضها “العربية.نت”.