كشفت مصادر متطابقة قريبة من التحقيق أن من بين الجزائريين الثلاثة الموقوفين في مخيم أكديم إيزيك شرق العيون، كومندو متقاعد من الجيش الجزائري، في حين ما يزال البحث جاريا عن مجموعة من المتهمين بالتورط في أحداث الاثنين الأسود، الذين تتحدث الأنباء عن أن عددهم يقارب 20. وأوضحت المصادر أن أحد الموقوفين الثلاثة يحمل الجنسيتين الجزائرية والإسبانية، وكان متنكرا بزي نساء، عندما ألقي القبض عليه، مبرزة أن الاثنين الآخرين أحدهما كومندو متقاعد من الجيش الجزائري، والآخر جزائري يحمل الجنسيتين الجزائرية والموريتانية. وجاء الكشف عن هذه المعطيات، في وقت تتضارب الأخبار حول ضبط 3 أسلحة من نوع كلاشنيكوف، أول أمس الأربعاء، في حي العودة، فيما أشارت مصادر أمنية إلى إيقاف أربعة، مساء اليوم نفسه، في ضواحي المدينة على متن سيارة رباعية الدفع، وبحوزتهم زي للوقاية المدنية، وآخر للقوات المساعدة، إلى جانب قنينة غاز، وسيوف، تبرز المعطيات أنها صنعت في مصانع خاصة محسوبة على الانفصاليين في حي بوكراع من قبل متخصصين في الحدادة. وحل مجموعة من المحققين من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمدينة للمشاركة في التحريات الجارية، التي ينتظر أن تكشف عن حقائق مثيرة مستقبلا. وينتظر أن تكون مصالح الأمن أحالت، أمس الخميس، على الوكيل العام لمحكمة الاستئناف، أزيد من 80 شخصا من المتهمين بالتورط في أحداث الشغب، من بينهم 10 أوقفوا في بلدية المرسى. وذكر مصدر قضائي مطلع، ل “المغربية”، أن عملية الإحالة ستجري في المحكمة الابتدائية، على اعتبار أن محكمة الاستئناف تعرضت للإحراق والتخريب. وعادت الحياة إلى مختلف أحياء العيون، حيث فتحت المؤسسات المالية، والمرافق العمومية، والمحلات التجارية أبوابها. وتواصلت، ليلة أول أمس الأربعاء، عملية الاستفادة من بطائق الإنعاش الوطني لفائدة الشباب العاطل من سكان العيون، وكذا استفادة النساء الأرامل من هذه العملية، بعد استيفاء جميع الشروط القانونية. وأظهرت هذه العملية أن السلطات جادة في التعامل مع ذوي المطالب الاجتماعية الحقيقية، التي ليس لها أي علاقة بالأجندة السياسية. ويأتي هذا في وقت حلت لجنة من وزارة الداخلية بالمدينة لبدء عملية إحصاء الخسائر، التي خلفتها أحداث الشغب. وشيعت، عصر أول أمس الأربعاء، جنازة عنصر القوات المساعدة شهيد الواجب، ياسين بوكطاية، المزداد سنة 1986، الذي ووري الثرى في مقبرة الحي الصناعي في العيون، وسط جو مهيب. وقال عبد الرحيم بوكطاية، والد الشهيد ياسين، ل “المغربية”، إنه “فخور لأن ابنه استشهد دفاعا عن بلده”، مشيرا إلى أن “”ياسين كان يقف، رفقة شقيقه، وزميل لهما، قرب المخيم، ولا يحملون أي شيء في أيديهم، لا عصي ولا غيرها، قبل أن يفاجئهم اثنان بالانهيال على ابنه وزميله بحجر على الرأس، غير أن شقيقه أفلت من قبضتهما، بينما سقط الشهيد ياسين قبل أن يدهسانه بسيارة رباعية الدفع”. وأكد عنصر من القوات المساعدة، ل المغربية”، أثناء مراسيم التشييع، أن “ياسين فقئت عيناه”. وخيم الحزن على الحي الذي يقطن فيه الشهيد ياسين، حيث رفع جيران العائلة الأعلام الوطنية ورددوا شعارات من قبل “يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح. لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله. الصحراء صحراؤنا والملك ملكنا”. وكانت مصادر طبية أكدت أن عنصرين آخرين من قوات الأمن توفيا، أول أمس الأربعاء، متأثرين بالجروح البليغة، التي أصيبا بها من طرف بعض المشاركين، في أحداث التخريب التي شهدتها المدينة. وبذلك يرتفع عدد أفراد قوات الأمن (القوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية)، الذين لقوا مصرعهم نتيجة هذه الأحداث إلى عشرة أفراد. من جهة أخرى، كان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون، أمر بفتح تحقيق لتحديد ملابسات وفاة إبراهيم كركار ولد محمد ولد حمادي، الذي دهسته شاحنة خلال أعمال العنف. وكانت قوات الأمن تدخلت، الاثنين الماضي، لتحرير الشيوخ والنساء والأطفال بمخيم كديم إيزيك، بضواحي مدينة العيون، الذين كانوا موجودين تحت قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا الحق العام، بعدما استنفدت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع المخيم غير المقبول قانونا. من العيون