فيما يعود الهدوء تدريجيا لأحياء مدينة العيون، كشفت مصادر محلية أن شائعة أشعلت فتيل المواجهات وزادت من حدة التوتر داخل المدينة أمس الاثنين. وتفيد هذه الشائعة التي انتشرت صباح أمس الاثنين وسط أحياء العيون أن قوات الأمن تدخلت بوحشية في حق الأسر النازحة بمخيم " أكديم إيزيك" ، والذي كان محجا لآلاف المواطنين المحتجين عن أوضاعهم الاجتماعية. واستنفرت الشائعة بعضا من سكان المدينة الذين خرج بعضهم بنية إحراق منشئات المدينة وتفجير قنينات الغاز، بينما تجمهر آخرون بعدد كبير من السيارات، محاولين الوصول إلى مخيم " أكديم إيزيك " في الضاحية الشرقية لمدينة العيون. وبعدما أصرت السلطات الأمنية على قرار منعهم من ولوج المخيم، حاولت مجموعة من الشبان تجاوز الحاجز الأمني بشرق العيون، قبل أن تنطلق شرارة المواجهة بعد استفزازات من صحراويات كن بجانب الحاجز الأمني، ليتم بعد ذلك رشق سيارات الأمن بالحجارة كرد فعل على المنع الذي تعرض له الراغبون في ولوج المخيم الذي تم إخلائه في مدة زمنية لم تتجاوز الساعة. وعاد مثيرو الشغب رفقة فارين من المخيم إلى أحياء المدينة عبر سيارات رباعية الدفع دهست عناصر تابعة إلى قوات التدخل السريع والقوات المساعدة والدرك الملكي، واقتحمت شوارع السمارة ومكة وحي معطا الله ، لينضموا إلى الساخطين من ساكنة المدينة وليقوموا بإحراق وتخريب عدد من المؤسسات، منها محكمة الاستئناف ومقر قناة العيون الجهوية وكذلك وكالات مالية، إضافة على إحراق عدد من السيارات، وغيرها. وفي حينه ذكرت مصادر أمنية أن الوضع في العيون لا يستدعي تدخل الجيش، مضيفة أن "الشرطة تتعامل مع ثلاثة أنواع من المحتجين.النوع الأول يشرح المصدر، هم مواطنون جرى التغرير بهم من طرف المشاغبين، أما النوع الثاني فهم أصحاب سوابق استغلوا الوضع لإثارة البلبلة، أما النوع الثالث فهم انفصاليون لهم مطالب سياسية. وكانت مصادر أمنية مغربية قد ذكرت إن قوات الأمن المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة قامت على الساعة السادسة و45 دقيقة من صباح أمس بعملية تحرير الشيوخ، والنساء، والأطفال المتواجدين تحت قبضة مجموعة من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا للحق العام بمخيم أكديم إيزيك، بعدما استنفذت كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا. وأوضحت ذات المصادر أن قوات الأمن التي كان هدفها إيقاف العناصر الخارجة عن القانون وبشكل سلمي، قد وجهت بالمنع من ولوج المخيم، وبرد فعل عنيف تمثل في استخدام الزجاجات الحارقة وقنينات الغاز. وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد أن من بين هؤلاء الموقوفين ذوو سوابق قضائية، وآخرون مبحوث عنهم في قضايا الحق العام، وكذا عناصر انتهازية لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية بل خططت لاستغلالها لخدمة أغراض سياسية وفق أجندة معلومة.