بدأت اليوم في سيول قمة مجموعة العشرين للاقتصادات المتقدمة والصاعدة في ظل خلافات حادة بشأن العملات والتجارة. وتواصلت اليوم المفاوضات لوضع صيغة نهائية للبيان الختامي الذي يفترض أن يتعهد فيه القادة بالتحرك نحو أسعار صرف تحددها السوق. ونشرت وكالة داو جونز الاقتصادية اليوم مقتطفات من مسودة البيان الختامي الذي لم تكتمل صياغته حتى المساء. وجاء في المسودة “سنتحرك صوب نظم للصرف الأجنبي تحددها قوى السوق بدرجة أكبر, وسنشجع مرونة أسعار الصرف لتعكس الأساسيات الضمنية للاقتصاد”. وقد استخدمت هذه العبارات نفسها في البيان الختامي لوزراء مالية المجموعة أواخر الشهر الماضي. وقالت داو جونز إن المسؤولين الذين يتولون صياغة البيان الختامي لم يقرروا بعد نوع العبارات التي سيستخدمونها فيما يتعلق بالتدخلات في سوق الصرف. وتعقد القمة الخميس والجمعة وسط استنفار أمني كبير واحتجاجات من الجماعات المناهضة للعولمة. ومن المقرر أن تبحث القمة قضايا أخرى لها صلة مباشرة بوضع الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد الركود, ومنها إستراتيجيات الخروج من سياسات التحفيز الاقتصادي التي تلت الأزمة المالية مطلع 2008. ويبدو أن الصعوبة التي يجدها نواب وزراء مالية المجموعة في صياغة مشروع البيان الختامي، خاصة بشأن تدخل الدول في أسعار الصرف، تعكس حجم الخلافات بين الدول الأعضاء في ظل التباينات العميقة بشأن أسعار صرف العملات, وأيضا بشأن ما تقول الولاياتالمتحدة إنها اختلالات تجارية كبيرة بين الدول المتقدمة والصاعدة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم عن مصدر من أحد الوفود المشاركة في المفاوضات بشأن البيان الختامي أنها قد تستمر إلى اللحظة الأخيرة قبيل انطلاق القمة. وقال متحدث كوري جنوبي باسم القمة إن ما ستفضي إليه المفاوضات مازال موضع شك في ظل الخلافات القائمة بين الدول الأعضاء. وفي الأيام القليلة الماضية, تأججت الخلافات بشأن أسعار الصرف وتأثيرها على التجارة العالمية بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ضخ 600 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية المقبلة لإنعاش الاقتصاد الأميركي. وتعرض القرار لانتقادات حادة من قبل الصين التي رأت فيه تلاعبا غير مباشر بالعملة من خلال طبع كميات كبيرة من الدولارات. بل إن دولا حليفة للولايات المتحدة مثل ألمانيا انتقدت بدورها القرار. وقبل أسابيع من القمة, تواترت التحذيرات من حرب عملات عالمية مع تزايد تدخل الدول في أسعار صرف عملاتها بطريقة أو بأخرى بما فيها اليابان والصين والولاياتالمتحدة. ودافع الرئيس الصيني هو جينتاو، في حديث نشرته اليوم وكالة أنباء الصين الجديدة، عن سياسة بلاده النقدية, رافضا مرة أخرى اتهامات توجه لبكين بأنها تتعمد الإبقاء على قيمة عملتها منخفضة لتحقيق فوائض تجارية أكبر على حساب شركائها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف جينتاو -الذي يلتقي الخميس في سول نظيره الأميركي باراك أوباما- أن على الدول الأخرى أن تواجه مشاكلها (الاقتصادية) بدلا من إلقاء اللوم على آخرين بشأن الهوة بين الدائنين والمدينين. وقبل وصوله الأربعاء إلى سول, كان أوباما قد دافع عن طباعة مليارات الدولارات, وقال إن هذه الخطوة ستخدم اقتصاد العالم برمته وليس اقتصاد أميركا وحدها. وقال أوباما في رسالة أرسلت أمس إلى قادة مجموعة العشرين إن قوة الدولار والاقتصاد العالمي يعتمدان على قوة الانتعاش ببلاده. وحاولت إدارة الرئيس استغلال القمة لفرض نسب محددة للفوائض والعجوزات التجارية. ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم تحديد مثل تلك النسب, وهو ما اعترضت عليه الصين أيضا هذا الأسبوع.