بدء إغلاق صناديق الاقتراع في أمريكا    مشاريع مهيكلة بسيدي إفني ومير اللفت            29 برلمانيا بمجلس المستشارين يصادقون على مشروع قانون إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وثلاثة يمتنعون        وهبي يتهم جمعيات المحامين ب"الابتزاز" ويُكَذب تصريحات بشأن قانون المهنة    مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم سنة 2025 يندرج في إطار مواصلة تفعيل مخططاتها وبرامجها الهيكلية (لفتيت)    نتنياهو يقيل وزير الدفاع جالانت بسبب "أزمة ثقة"    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي    حكومة إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلفت 219 قتيلا    ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية    وقفة تستنكر زيارة صحفيين لإسرائيل        عندما طلب مجلس الأمن وقف «المسيرة « وأجاب الحسن الثاني : لقد أصبحت مسيرة الشعب    بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    الوداد يواجه طنجة قبل عصبة السيدات    "يوسي بن دافيد" من أصول مغربية يترأس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر        أخنوش: خصصنا في إطار مشروع قانون المالية 14 مليار درهم لدينامية قطاع التشغيل    الأحمر يغلق تداولات بورصة الدار البيضاء        جدل في البرلمان بين منيب والتوفيق حول الدعوة ل"الجهاد" في فلسطين    مرحلة ما بعد حسم القضية..!    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    قرض ب400 مليون أورو لزيادة القدرة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسط    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    كَهنوت وعَلْموُوت    التساقطات ‬المطرية ‬أنعشت ‬الآمال ..‬ارتفاع ‬حقينة ‬السدود ‬ومؤشرات ‬على ‬موسم ‬فلاحي ‬جيد    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو    وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل ما يجب أن تعرفه عن القرعة إلى أمريكا والحصول على ال «غرين كارد»
نشر في اشتوكة بريس يوم 19 - 10 - 2010

تعد الولايات المتحدة بلد المهاجرين بامتياز. بفضل سواعد هؤلاء، تحولت إلى أقوى قوة اقتصادية في العالم، وبفضل تنوعهم واختلافهم، نجحت في سن واحد من أكثر الدساتير تسامحا وإقرارا للحريات الفردية والجماعية في العالم. لكن أبواب الولايات المتحدة أُقفِلت في وجه المهاجرين، بعدما تم إقرار نظم جديدة لدخول البلاد والعيش فيها، خصوصا بعد هجمات الحادي عشر من شتنبر، التي اتخذتها بعض الجهات المحافظة في واشنطن ذريعة للمطالبة بإقفال الحدود ووقف تدفُّق المهاجرين. لكنْ، وعلى الرغم من ذلك، هناك طرق قانونية متعددة تُمكِّن المرء من دخول أمريكا والعيش فيها، قبل الحصول على جنسيتها واكتساب نفس الحقوق التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي وأي مواطن آخر، كما يقول موقع إدارة الهجرة الأمريكية، ومن هذه الطرق القانونية قرعة ال«غرين كارد» أو تأشيرة التنوع.
أقر الكونغرس الأمريكي، سنة 1990، قانونا جديدا للهجرة تحت رقم (4978Stat 104)، تم بموجبه رفع عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة من نصف مليون مهاجر إلى 700 ألف مهاجر سنويا. وتم استحداث 40 ألف تأشيرة، تُمنَح للأشخاص الذين سيلتحقون للعمل في أمريكا لمدة طويلة تقودهم، في الأخير، إلى الاستقرار في البلاد، و64 ألف تأشيرة قصيرة الأمد، للعمال الذين سيقيمون بصفة مؤقتة فقط، قبل أن يعودوا إلى بلدانهم. كما تم استحداث نوع جديد من التأشيرات أطلق عليه تسم تأشيرة التنوع (Diversity Visa) خُصِّصت له 50 ألف تأشيرة يتم منحها عن طريق تنظيم قرعة سنوية يشارك فيها مواطنون من دول تتميز بوتيرة هجرة ضعيفة في اتجاه الولايات المتحدة. وبموجب القانون المذكور أعلاه، تم، أيضا، فرض امتحان اللغة الإنجليزية على المتقدمين لنيل الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى إلغاء شرط الإصابة بمرض الإيدز، كسبب للإقصاء من الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
حقائق عن قرعة ال«غرين كارد»
«الغرين كارد» بطاقة تُخول لحاملها الإقامة الدائمة داخل الولايات المتحدة، وتعرف ب«الغرين كارد» نسبة إلى لونها، الذي كان أخضر في البداية، لكن السلطات الأمريكية غيّرت لون البطاقة، أكثر من مرة، فأصبح ورديا، ثم أبيض، إلى أن عاد شريط صغير أخضر يتوسط خلفية البطاقة الإلكترونية التي يتم منحها للمهاجرين حاليا.
يعتقد الملايين من الناس أن إدارة الهجرة والجوازات الأمريكية هي المسؤولة عن برنامج قرعة ال«غرين كارد»، لكن موقع وزارة الخارجية يؤكد أن الوزارة هي المسؤولة، قانونيا، عن البرنامج وليس دائرة الهجرة. وقد تم إحداثُه للتغلب على أعداد المهاجرين المرتفعة الذين تدفقوا على الولايات المتحدة من ثلاثة بلدان رئيسية، هي المكسيك والصين والفلبين. وتم استحداث البرنامج للحفاظ على التنوع العرقي الذي يتميز به المجتمع الأمريكي واستقطاب مهاجرين جُدد من إفريقيا وأوربا، بالأساس، وهما القارتان اللتان تحظيان بثمانين (80) في المائة من حصة تأشيرات التنوع في السنوات الأخيرة. ويقوم مركز قنصلي، تابع لوزارة الخارجية الأمريكية يقع في بلدة وليامسبورغ في ولاية كنتاكي، بالإشراف على عملية سحب الأسماء وتوجيه رسائل الإخطار إلى الفائزين. وكان مركز بورتسموث في ولاية فيرجينيا يقوم بهذا الدور، حتى سنة 2000، عندما تم نقله إلى ولاية كنتاكي.
يتم إخطار 100 ألف شخص بنجاحهم في الفوز بقرعة «غرين كارد»، تحسبا لعدم اكتمال ملفات البعض وعدم إتمام البعض الآخر المعاملات في الوقت المناسب، لكن في النهاية، يتم منح 50 ألف تأشيرة تنوع فقط من المائة ألف الذين تم إخطار المعنيين بها في البداية. وتشترط وزارة الخارجية الأمريكية أن يكون الفائز حائزا على درجة علمية تفوق شهادة الثانوية أو عاملا في مهنة ما أكثر من سنتين، مع قضائه سنتين سابقتين كفترة تدريب، مما يعني أربع سنوات من الخبرة في أحد المجالات.
البلدان الممنوعة من المشاركة في القرعة
من المقرَّر أن يتم توزيع التأشيرات على ست مناطق جغرافية في العالم، مع تخصيص عدد أكبر لمناطق ذات أعداد مهاجرين منخفضة الى الولايات المتحدة. ويعتبر مواطنو البلدان التالية غيرَ مؤهَّلين للتسجيل في القرعة، لأن عدد المهاجرين من تلك البلدان إلى أمريكا فاق 50 ألف مهاجر على مدى السنوات الخمس الماضية وهي: البرازيل، كندا، الصين، كولومبيا، جمهورية الدومينيك، إكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، الهند، جامايكا، المكسيك، باكستان، بيرو، الفيليبين، بولندا، روسيا، كوريا الجنوبية، فيتنام والممكلة المتحدة، ما عدا إيرلندا الشمالية والأقاليم التابعة لها.
أما الأفراد الذين وُلدوا في منطقة هونغ كونغ الإدارية وماكاو، (التابعتين لجهورية الصين الشعبية) وتايوان فهم مؤهَّلون للتسجيل في القرعة.
عدد التأشيرات الممنوحة سنويا
بلغ عدد تأشيرات الهجرة التي تم منحها لمهاجرين من مختلف بلدان العالم سنة 2000 أكثر من أربعمائة (400) ألف وأربعة عشر تأشيرة، لكنها انخفضت، بشكل كبير، عقب هجمات الحادي عشر من شتنبر ووصلت إلى ثلاثمئة وثمانين (380) ألفاً سنة 2003، ثم بدأ عدد التأشيرات في الارتفاع، ابتداء من سنة 2004 وبلغ نحو ثلاثمئة وثمانين ألف تأشيرة هجرة إلى أمريكا. أما بالنسبة إلى تأشيرات الزيارة لدخول أمريكا فكانت أكثر من سبعة ملايين ومئة ألف تأشيرة في العام 2000، وانخفضت إلى ما دون السبعة ملايين سنة 2001 وانخفضت إلى أربعة ملايين وسبعمئة ألف تأشيرة سنة 2003. وابتداء من سنة 2005، عاد العدد إلى الارتفاع وبلغ خمسة ملايين وتسعة وأربعين ألف تأشيرة. لكن الرقم لم يصل، إلى غاية الآن، إلى سبعة ملايين تأشيرة دخول، التي كانت تمنحها الولايات المتحدة قبل هجمات الحادي عشر من شتنبر.
ما هي حظوظ المشاركين في القرعة؟
حسب دراسات علمية ورياضية توردها مواقع أمريكية مهتمة بقرعة ال«غرين كارد»، فإن شخصا واحدا من بين 118 من المشاركين في القرعة السنوية ينجح في الحصول على تأشيرة التنوع ويتمكن من القدوم إلى الولايات المتحدة والاستقرار فيها. كما تشير تلك المواقع إلى أن نحو ثمانية وعشرين في المئة من الطلبات يتم استبعادهم من المشاركة، بسبب عدم استيفائهم الشروطَ التي تنص عليها وزارة الخارجية، إما بسبب حجم الصورة أو كيفية كتابة الطلب أو أشياء من هذا القبيل، مما يعني إلغاء ثلث الاستمارات التي يتوصل بها المركز القنصلي في ولاية كنتاكي. وقد بلغ عدد المهاجرين المقيمين داخل أمريكا، بفضل حصولهم على قرعة ال«غرين كارد» 10 ملايين مهاجر سنة 2007، فيما بلغ عدد المشاركين في قرعة سنة 2008 ستة ملايين وأربعمئة ألف شخص خلال فترة الشهرين التي سُمِح فيها بالتسجيل.
شروط المشاركة في القرعة
يمكن لأي شخص أن يشارك في القرعة، ما دام يقطن في أحد البلدان المخول لها المشاركة هذه السنة (تتغير لائحة البلدان المحرومة من المشاركة سنويا). ويجب أن يملأ الراغب في المشاركة استمارة إلكترونية (ألغت وزارة الخارجية الطلبات الورقية منذ سنة 2003). وحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فالاستمارة يجب أن تتوفر على الآتي :
-الاسم الكامل: الاسم العائلي، الاسم الأول والاسم الأوسط.
-تاريخ الميلاد: اليوم والشهر والسنة
-الجنس: ذكر أم أنثى.
-مكان الولادة: سواء كان مدينة أو قرية، واسم الدولة مكان الازدياد.
-صورة رقمية للمتقدم تخضع لشروط معينة في ما يخص الطول والعرض ولون الخلفية وملامح الوجه التي يجب إبرازها ومستوى النظر عند التقاطها ويكون حجمها الأقصى 62500 بيت.
وهناك معلومات مفصَّلة على موقع
vwww.dvlottery.state.gov
العنوان البريدي: على أن يتضمن اسم المدينة أو القرية أو المقاطعة أو البلد أو الإقليم أو الولاية والرقم البريدي واسم الدولة.
رقم الهاتف: اختياري
البريد الإلكتروني: اختياري
بالإضافة إلى ضرورة ذكر الوضع الأسري: أعزب أو متزوج أو مطلق أو أرمل أو منفصل قانونيا.
وكل من فاز في القرعة يكون أمامه 12 شهرا لإتمام عقد الزواج، إن كان خاطبا، ويمكنه ضم ملف الزوج أو الزوجة إلى طلبه الأصلي، وهكذا يسافر الزوجان معا. ويجب على المتقدمين ذكر عدد الأولاد غير المتزوجين والذين تقل أعمارهم عن 21 عاما، باستثناء الأولاد الذين يتمتعون بالإقامة الدائمة القانونية في الولايات المتحدة أو يحملون الجنسية الأمريكية.
عملية انتقاء المتقدمين وإخطارهم
يبلغ عدد المشاركين في القرعة أكثر من ستة ملايين ونصف مليون شخص. ويقوم جهاز كمبيوتر متطور بعملية اختيار عشوائية لملايين الطلبات الإلكترونية التي تنهال على المركز القنصلي في ولاية كنتاكي، ويتم إخطار الذين وقع عليهم الاختيار بواسطة البريد العادي، في الفترة الواقعة ما بين شهري ماي ويوليوز من كل عام، عبر رسائل عادية تزودهم بعدد من التعليمات ومعلومات عن الرسوم المتعلقة بالهجرة إلى الولايات المتحدة، والتي قد تصل في بعض الدول إلى ما يعادل ألف دولار. أما الأشخاص الذين فشلوا في القرعة فلا يتم إخطاهم بأي شيء ويتم إهمال ملفات طلبهم، بشكل آلي. وتعمل السفارات والقنصليات الأمريكية المنتشرة حول العالم على متابعة ملفات الفائزين، عبر دعوتهم إلى إجراء الفحوصات الطبية ودفع تكاليف إنجاز المعاملات وإجراء المقابلات الشخصية التي تعتبر آخر حاجز في عملية الاختيار، وعلى إثرها يقرر القنصل الأمريكي ما إذا كان المتقدم سيحصل على ال«غرين كارد» أم لا. وهناك حالات تكون قد مرت بجميع المراحل السابقة بنجاح لكن المقابلة الشخصية مع القنصل في السفارة الأمريكية أو ما يعرف ب Interview يكون بمثابة الحسم النهائي في مسألة الحصول على بطاقة الإقامة من عدمه. ويحق للأزواج أو الزوجات والأولاد غير المتزوجين دون سن ال21 عاما لمن وقع عليهم الاختيار طلب الحصول على تأشيرات دخول لمرافقة أو اللحاق بالمتقدم الرئيسي الذي نجح في القرعة.
عمليات نصب على الراغبين في تحقيق «الحلم الأمريكي»...
لا تفرض وزارة الخارجية الأمريكية أي رسوم على المشاركة في برنامج قرعة ال«غرين كارد» السنوي، كما تنفي الوزارة أن يكون لدى الحكومة الأمريكية موظفون أو مستشارون أو مكاتب معتمَدة تقدم خدمات خاصة في الخارج، لتسهيل عملية التسجيل في هذا البرنامج ،وتؤكد أن أي وسطاء أو غيرهم ممن يقدمون المساعدة من أجل إعداد ملف طلب الحصول على تأشيرة الإقامة للمتقدمين للقرعة إنما يفعلون ذلك دون أي تخويل أو موافقة من الحكومة الأمريكية، وتحذر من عمليات النصب التي يتعرض لها الملايين حول العالم، سنويا، من قِبَل شركات وهمية تدعي أنها «مخولة» من قبل الحكومة الأمريكية لتلقي الطلبات أو إعدادها، مقابل مبالغ تتراوح بين 10 و100 دولار.
وقد قدرت دراسات مستقلة أن المبالغ التي يتم «استخلاصها» من مواطنين سُذَّج سقطوا في شراك شركات وهمية تدعي صلتها بوزارة الخارجية الأمريكية بأكثر من 16 مليون دولار سنة 2006. ولهذا، عمدت الإدارة الأمريكية إلى اعتماد موقع وزارة الخارجية الرسمي لاستقبال طلبات قرعة ال«غرين كارد»، حتى تقطع الطريق على المحتالين الذين يستغلون حلم الملايين حول العالم بالعيش في أمريكا من أجل سلبهم أموالهم وبيعهم «وهْم» التمتع بحظوظ أفضل في الحصول على بطاقة الإقامة، إنهم استعانوا ب«خدمات» تلك الشركات الوهمية.
قرعة أمريكا «أنقذتني» وأسرتي...
ما زلت أتذكر، جيدا، اليوم الذي وصل فيه المظروف الكبير عبر «الفاكتور». كان عنوان القنصلية الأمريكية مطبوعا بوضوح، مما أثار انتباه «الفاكتور»، الذي طالبني ب«الحلاوة» أمام شباب الحي، مما تسبب لي في إحراج كبير، لأنهم دقوا باب منزلنا ليلا، خفية من أجل عرض الزواج بي واصطحابهم معي إلى أمريكا، مقابل خمسة
ملايين!... كان هناك أكثر من عرض، لكن والدتي رفضت.
أتذكر كيف تسولت والدتي ثمن المقابلة في القنصلية الأمريكية من عمي، الذي أجبرها على توقيع شيك مقابل المبلغ المالي الضخم.
أتذكر أن أمي بكت، بشدة، عندما خرجت من المقابلة في الدار البيضاء وأشرت لها من الباب بأنني نجحت في المقابلة. أتذكر كل الوصايا التي بدأت تسردها علي وتطلب مني التقيُّد بها في أمريكا. لن أنسى، أبدا، أنها أعلنت «حالة الطوارئ» في البيت وقامت بتعليمي فنون الطبخ السريع وكيفية إصلاح ملابسي من أي مشكل، كما طلبت من «الخرّازْ» في رأس الدرب أن يعلمني كيف أصلح أحذيتي...
كانت أمي تسهر على جميع التفاصيل الخاصة بهجرتي واكتشفتُ، عندما وصلت إلى أمريكا، أن كل ذلك غيرُ ذي جدوى. الأحذية هنا تبقى جديدة، لأن الشوارع نظيفة وليس هناك لا غبار ولا «غيسْ». اكتشفت أن الملابس هنا «غير هيا» وأنك يمكن أن تشتري ما تريد من محلات «وُولْمارت» مقابل مبالغ بسيطة... يمكن للفقير أن يعيش هنا ولا يشعر بفقره، أبدا، ولا ب«الحكرة»، أبدا. أحتفظ، إلى اليوم، بالرسالة الطويلة التي تسلمتُها من إخوتي وأخواتي وفيها كتبوا طلباتهم الصغيرة التي كانت تعني لهم الكثير...
أنقذت بطاقة ال«غرين كارد» أسرتي من الفقر، لأنني وصلت إلى هذه البلاد وعملت «ثلاثة ديال الخدامي في النهار» وأرسلت المال إلى والدتي وشيدت بيتا صغيرا لإخوتي وأخواتي وخلّصتهم من مهانة الكراء وتحرُّش الجيران ومالكي البيت وأولادهم الذكور، الذين كانوا يشعرون بأنهم «يملكوننا»، كما يملكون الطابق الذي كنا نسكن فيه...
أعيش في فرجينيا، منعزلة في الشقة التي اشتريتها قبل سنتين، حصلت على الجنسية الأمريكية قبل ثلاث سنوات. ومباشرة بعد حصولي على شهادة الجنسية، قصدت إدارة الهجرة، كي أطلب التحاق أسرتي بي. تستغرق هذه المسألة ما بين خمس وثمان سنوات، لكن الوقت هنا «يطير» بسرعة، وعندما تحصل أمي على الإقامة وتأتي مع إخوتي للعيش معي، سأكون سعيدة وأطوي صفحة المغرب إلى الأبد، لأنه لم يمنحني أي شيء، وهذا البلد أعطاني كل شيء...
«ف. ل.»
أشعر في أمريكا بأنني إنسان لديه كرامة !
لم أكن أتوقع، يوما، الوصول إلى الولايات المتحدة والعيش فيها، فمشاركتي في القرعة السنوية كانت مثل محاولاتي اليائسة للفوز ب«التيرسي»... فكل الخيول التي كنت أراهن عليها لم تكن تصل إلا في المرتبة الأخيرة!
كنت في «كاركاس»، في فنزويلا، عندما أخبرني والدي في مكالمة هاتفية أن ظرفا بريديا وصلني من الولايات المتحدة وأن علي العودة سريعا إلى أرض الوطن. طبعا، لم يكن ذلك بوسعي، إذ كان يجب علي انتظار انتهاء أشغال المؤتمر الذي كنت أشارك فيه، رفقة ثلة من الشباب المغربي المناضل.
عند عودتي إلى المغرب، كنت يائسا، لكن أبي أصر على أن أبعث برسالة إلكترونية أشرح فيها سبب تأخري في القدوم إلى المقابلة في القنصلية. كان يقول لي ساعتها: «إنها أمريكا... أولائك الناس يتفهمون وفلسفتهم تقوم على مبدأ الفرصة الثانية». وفعلا، تلقيت إجابة سريعة من القنصلية تفيد موافقة المسؤولين على تحديد موعد جديد للمقابلة...
سألني الموظف في القنصلية سؤالا واحدا خلال المقابلة الرسمية: لماذا تريد المغادرة؟ يبدو أن لك آفاقا واعدة في المغرب؟
أجبته إجابة واحدة، وكانت ساخرة: أريد ولادة جديدة... ما أزال أتذكر ابتسامته الماكرة وقوله: «ستكون هناك عمليات قيصرية... أهنئك وحظا سعيدا».
استقلت من عملي. ودّعت أصدقائي في حفلة خاصة لن تزول من ذاكرتي ما حييت. ودّعت أهلي وفي دواخلي، كنت أشعر بأنني لن أرى وجوههم إلا بعد زمن بعيد وأن المجهول ينتظرني...
أتذكر عندما وصلتُ مطار نيويورك: كان في استقبالي كان قد صديق تقاسم معي غرفة تشبه الزنزانة في الحي الجامعي مولاي اسماعيل. عانقني بحرارة وقال ضاحكا: «زارتنا البركة»!... كانت نيويورك تبدو كئيبة وصدئة وسريعة... وصلنا إلى منطقة في حي بروكلين كان يعمُّها السكون وأحسست برغبة في البكاء، لكني تمالكت نفسي فالرجال لا يبكون، البكاء مهنة النساء، أو هكذا كنت أظن.
أذكر أنني اتصلت بعدد من الأشخاص الذين وعدوني بتوفير أسباب الراحة والعمل المهني، لكنني تلقيت وعودا تبخرت، وكان الدرس الأول الذي تعلمته هو أنه لا يوجد من يحميك في أمريكا غير جيبك وذراعك ولسانك. اشتغلت في المطابخ، في المطاعم، كنستُ المراحيض، نظفت قارعة الطريق من أكوام الثلج، رقدتُ في المستشفى وحيدا لم تؤنسني إلا زيارة صديقين اثنين... لكني سعيد... تعلمت ما لم يكن بوسعي أن أتعلمه خلال عشرين سنة في المغرب. تعلمت أن أكون رجلا... تعلمتُ أن الحياة لا معنى لها بدون السقوط ومعاودة النهوض، أكثر قوة وعنفوانا...
في أمريكا، لم يسألني أحد يوما «ابن من أنت؟» أو «ما هو وطنك؟» أو «ما هو دينك؟»... لم يطالبني شرطي، أبدا، ببطاقة تعريفي أو مورس علي التمييز في إدارة أو مصلحة ما... شعرتُ هنا، وأشعر أنني إنسان أتمتع بكرامة لا يجرؤ أحد على خدشها!..
«خ. ز.»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.