تواصل المصالح القضائية بإنزكان، النظر في ملف عامل بالمجزرة الجماعية للمدينة، الذي أحالته على السجن المحلي “آيت ملول”، في إطار الاعتقال الاحتياطي، على خلفية شكاية، تقدّمت بها والدة طفلة قاصر، يبلغ عمرها 15 سنة، بعد تعرّضها لهجوم بالسلاح الأبيض، وسط الشارع العام، تسبّب لها في جروح غائرة على مستوى الجانب الأيسر من وجهها، وامتدّت إلى لسانها، واستدعت نقلها على وجه الاستعجال إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان. الطفلة لُبنى، المُعتدى عليها، تحكي في تصريح للجريدة، أنها خرجت برفقة والدتها، حوالي الساعة العاشرة من ليلة الخميس 28 يوليوز المنصرم، من أجل البحث عن أخيها بحي “الجرف”، فتفاجأت بالمشتكى به، في حالة هستيرية، حاملا سكينا، وشرع في الصراخ والسبّ بكلمات خادشة للحياء، قبل أن يتقدّم نحوها، موجّها إليها ضربة سكين، كادت أن تؤدي حياتها، وفقا للُبنى. “المعتدي عليّ لا تربطني به أية صلة، بل كان يتردّد بين الفينة والأخرى على الزقاق الذي نقطنه”، تقول لُبنى، التي بالكاد تحاول الحديث، مردفة أن حديثا مقتضبا دار بين والدتها والمعني، “تدخّلت بعدها لمطالبة أمي بالانصراف، فوجّه لي وابلا من ألفاظ السب والقذف، فاستلّ سكينا ووجّهه إلى وجهي”، وأمام خطورة الجروح، توجّهت الضحية إلى المستشفى مترجّلة، غير أنه تابع خطواتها، في محاولة لمواصلة الاعتداء عليها، تقول المتحدثة. الجروح الغائرة، جرى رتقها بأزيد من 30 غرزة، خلّفت تشوها في وجه لُبنى، كما استصدرت شهادة طبية، حُدّدت فيها مدة العجز في 30 يوما، عزّزت بها والدتها شكايتها المرفوعة إلى وكيل الملك بابتدائية إنزكان، الذي أمر حينها باعتقال المعني، ووضعه السجن المحلي بآيت ملول، في حين تم الأمر، يوم الاثنين، في إطار جلسات المحاكمة، بإجراء خبرة طبية على الضحية، درء لمضاعفات صحية محتملة، وفقا لما أوردته رئيسة جمعية “صوت الطفل”، فاطمة عاريف، المؤازرة للطفلة أمام القضاء. واستنكرت عاريف، ما نعتته ب”الاعتداء الشنيع” على الطفلة لُبنى، وهو ما يُشكّل بحسبها، تهديدا لأمن وسلامة ساكنة الحي المذكور، وليس الضحية لُبنى وحدها، و”التي أصيبت بشبه عاهة مستديمة على مستوى لسانها ووجهها، بالإضافة إلى الأزمة النفسية الحادة التي ألمت بها بعد واقعة الاعتداء، اعتبارا للتشوه الذي طال أحد أهم جزء من جسد الفتاة، وجهها”، تقول رئيسة جمعية “صوت الطفل”.