خلف الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بالجديدة، الخميس قبل الماضي، والقاضي بإدانة المعتدية بشفرة حلاقة على الطفلة نسيمة ب3 أشهر فقط، وتعويضا ماليا قدره 30 ألف درهم، جدلا واسعا وسط الأوساط الحقوقية . وكان العديد من نشطاء المواقع الإجتماعية قد عبروا عن استيائهم من هذا الحكم الذي اعتبروه غير منصف في حق الضحية. هذا وقد اختلفت ردود الفعل بين متذمر ومتأسف من المدة السجنية التي اعتبروها غير منصفة للضحية، التي تشوه وجهها وباتت تحمل «عاهة مستديمة» حيث أصبحت مهددة بضياع سنتها الدراسية ومستقبلها بشكل عام. وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، قد وضع أما وابنتها القاصر، رهن الإعتقال الإحتياطي في ملف التلميذة «نسيمة» التي تعرضت لاعتداء شنيع بواسطة شفرة حلاقة، أسفر عن تشوهات في وجه الضحية التي تقطن بمركز أولاد الغضبان بجماعة مولاي عبد الله. وكانت عناصر الدرك الملكي بمركز مولاي عبد الله قد أوقفت، سيدة أربعينية وابنتها البالغة من العمر 16 سنة، على خلفية تعرض الطفلة « نسيمة» الى الاعتداء الذي جرى أمام منزل عائلتها. وجدير بالذكر أن التحقيق مع المتهمتين امتد لثلاثة أيام كاملة، بعد أن مددته النيابة العامة، ل 24 ساعة إضافية بعد عرضه على المركز القضائي للدرك بالجديدة، قبل إحالة الملف مجددا على وكيل الملك. هذا وفي الوقت الذي اعترفت التلميذة المعتدية أمام الضابطة القضائية وأمام نائبة وكيل الملك، بجريمتها المتمثلة في الاعتداء بشفرة حلاقة على الطفلة «نسيمة»، أنكرت والدتها الاعتداء وقالت بأنها كانت حاضرة بالفعل أثناء الواقعة ولم تر أي شيء من هذا القبيل، وأن الأمر يتعلق فقط بتبادل الضرب والجرح بين ابنتها والضحية «نسيمة» وأنها قامت بفض النزاع بينهما وذهبت بعد ذلك مع ابنتها الى حالهما. ورغم أن السيدة نائبة وكيل الملك أكدت لوالدة المعتدية أن ابنتها اعترفت بجرمها (الاعتداء بشفرة الحلاقة)، لكن المتهمة أصرت مرة اخرى على أقوالها المخالفة لأقوال ابنتها، لتقرر السيدة النائبة إحالة الملف على قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث مع كامل الاطراف. ومباشرة بعد الانتهاء من التقديم، قررت النيابة العامة متابعة والدة الطفلة المعتدية أمام قاضي التحقيق في حالة سراح مؤقت، في حين احتفظت بالطفلة المعتدية رهن الاعتقال الاحتياطي بعد اعترافها بما اقترفته في حق زميلتها، وذلك الى غاية الاستماع الى الشهود الذين حضروا واقعة الاعتداء من طرف قاضي التحقيق. ودخلت مجموعة من الجمعيات الحقوقية بالجديدة على الخط من اجل مؤازرة الضحية في هذا الملف، كما أن إحدى الجمعيات قامت بانتداب محام للدفاع عنها حتى يأخذ التحقيق مجراه الطبيعي من أجل إنصاف الضحية. يذكر أن الاعتداء الذي تعرضت له التلميذة «نسيمة» عرف تفاعلا كبيرا على المواقع الالكترونية المحلية والوطنية، كما شهدت صفحات التواصل الاجتماعي تضامنا واسعا مع الضحية وطالب المتضامنون «بالضرب بيد من حديد على كل من تورط في هذا الاعتداء حتى يكون عبرة لغيره». وينتظر أن تبت محكمة الإستئناف في هذا الملف مستقبلا، حيث يبقى الأمل أن يتم إنصاف الطفلة نسيمة التي أصيبت بضرر جسماني ونفسي كبير.