انطلقت فعاليات المهرجان الوطني لأحيدوس في دورته السادسة عشر يوم الجمعة الماضي، بلوحات رسمتها الفرق الفنية الأمازيغية المشاركة من كل ربوع الوطن، وسط حضور كثيف لعشاق هذا الفن الأمازيغي الشعبي الذين حجوا لحفل الافتتاح بالمئات، بالإضافة إلى ووجوه سياسية وأخرى فنية، كان من أبرزها وزير الشباب والرياضة الأسبق، محمد أوزين، المنحدر من المنطقة، بالإضافة إلى عامل إقليمإفران ونائب رئيس جهة فاسمكناس. واعترافا لهم بسنين العطاء والتفرغ للفن والتراث، تم خلال الحفل الافتتاحي، تكريم 4 من رواد هذا الفن الأمازيغي الثراثي، وهم الشاعر محمد مكاوي المنحدر من آيت موسى آيت عزوز، والشاعر بن عيسى زريف الذي ذاع صيته في برنامج تافراوت إنشادن، والفنان حدو رزاق، الذي تمكن من تجميع وتكوين أرقى مجموعات الإبداع الشعري بآيت سغروشن، ثم الفنانة إسماعيلي عائشة، التي ذاع صيتها حين الاشتغال مع أسماء لامعة في الفنون الثراثية الأمازيغية، وعلى رأسهم الفنان المرحوم رويشة. المهرجان الذي تحرص على تنظيمه وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتعاون مع جمعية ثايمات لفنون الأطلس، والجماعة القروية لعين اللوح، أصبح حسب المدير الجهوي لمندوبية وزارة الثقافة بجهة فاسمكناس، جواد مستاري، "فضاء للتلاقي الإنساني في محيط إقليمي يعيش على دوي إطلاق النار، وتعبير فني يواصل منذ سنوات مهمته الحضرية النبيلة، المتمثلة في السلم المقرون بمظاهر الفرح والمحبة"، حسب تعبيره. كما اعتبر المستاري، كون "احتضان بلدة صغيرة لمهرجان ذي صبغة وطنية، يفيد أن سياسات التمركز دخلت في سجل الماضي"، معتبرا أن "منطقة الأطلس، قد أوليت اهتماما كبيرا من أجل استثمار مخزونها الثقافي في تعضيد التنمية، وتوفير فرص الإقلاع الاقتصادي، ومن بينها المهرجان الوطني لأحيدوس الذي يعد ثمرة تعاون جاد وممتد في الزمن بين الوزارة وجمعية تايمات"، يقول المتحدث. من جهته، اعتبر رئيس جمعية ثايمات لفنون الأطلس، حمو أوحلي، أن نجاح المهرجان يأتي أساسا من تظافر جهور الوزارة والجمعية وباقي الشركاء، الذينأولوا اهتماما بالغا بالتراث الأمازيغي، خاصة منه أحيدوس الذي يشكل موروثا ثقافيا مشتركا لكل المغاربة، عبر الاهتمام به وجعل مهرجانه فرصة لتلاقي عشاق هذا الفن الذين حجوا نحو عين اللوح بأعداد غفيرة". وسيواصل مهرجان أحيدوس الذي يشكل محطة أساسية داخل المهرجانات التراثية التي تنظمها وزارة الثقافة، فعالياته عبر عروض فرق أحيدوس المتأهلة للإقصائيات ضمن المسابقة التي يؤطرها المهرجان، الذي أصبح يعد ملتقى وطنيا سنويا لخلق جو من التواصل المستمر والبناء بين شعراء وفناني أحيدوس والباحثين في المجال، رغبة في التعريف بهذا النمط الغنائي التراثي، كمكون تراثي لامادي يمتزج في نشاطاته عبق التاريخ بحركات الرقص والغناء في أوعية إيقاعية متجانسة، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة الفنية والأدبية الموازية للمهرجان.