على مدى أسبوع تقريبا تكون مدينة تارودانت على موعد مع موسم تمصريت الذي يقام في ال 15 من كل رمضان ،غير أن التطور الذي حصل من حيث أعداد الزوار الوافدين اليه من مختلف مناطق اقليمتارودانت للتزود بمختلف الأواني والمنتوجات الفخارية ، قد دفع السلطات والمجلس البلدي الى الترخيص للتجار والصناع بعرض منتوجاتهم بأيام قبل وبعد النصف من رمضان. هذا العدد الهائل من الزوار وخلال شهر رمضان وخاصة بالليل ،دفع العديد من المواطنين الى مطالبة المجلس البلدي بتوفير الانارة والأمن مع إعداد خيمة وسط المعرض تكون بمثابة خيمة خدماتية و إذاعة دينية محلية يؤطر برامجها فقهاء المجلس العلمي لتارودانت لتوجيه وتحسيس الزوار وتذكيرهم من خلال آيات بينات من القرآن الكريم والاحاديث النبوية بأهمية تعظيم حرمات شهر رمضان ، خلال تفاعلهم داخل اروقة معرض المنتوجات الفخارية الشهير هذا الذي تنفرد به مدينة تارودانت لوحدها على المستوى الوطني . هذا التطور والاتساع الذي أصبح يشهده هذا الموسم الذي تطور من موسم ديني بسيط الى موسم تجاري مع مايحمله من إرث ثقافي وذاكرة تاريخية تجسد لأهم الفترات التاريخية الزاهية لمدينة تارودانت ، قد دفع بالمجلس البلدي لتارودانت هذه السنة لان يوليه عناية خاصة بتنظيم حفل رمزي لإعطاء انطلاقته الفعلية مساء اول امس الاثنين ، مبادرة لاقت استحسان كل العارضين والمهتمين على السواء ،كما انها تندرج في اطار الأهمية التي أصبح يوليها المجلس البلدي للشأن الثقافي بمدينة تارودانت التي عانت ذاكرتها التاريخية والثقافية طويلا من الاهمال ، غير ان هذه الالتفاتة الرمزية للمجلس البلدي الجديد تبقى ناقصة اذا لم يبدع المجلس البلدي مستقبلا حلولا تعالج كل الاختلالات التي يعانيها هذا الموسم كل سنة . وخلال تجوال كاميرا الجريدة داخل معرض منتوجات الأواني الفخارية ،التقت الجريدة أحمد العمراني صانع من آسفي يعرض سلعته بفضاء ساحة باب الخميس حيث صرح للجريدة بكونه دخل صنعة الفخار منذ ان كان عمره 13 سنة ،مشيرا الى ان صناعة الفخار كانت معززة بمدينة آسفي ولا يقبل فيها من طرف الصانعين الا من هو صانع حقيقي ، اما اليوم فإنها أصبحت مفتوحة لمن هب ودب ، حيث دخلها كما يقال أصحاب الشكارة (أصحاب رأس المال) الذين يستخدمون أفران الغاز مما أثر سلبا على أوضاع الصناع التقليديين ،وبعد ان تحدث عن المراحل التي تقطعها صناعة الأواني الفخارية من بداية إعداد التراب الى ان تصبح أواني صالح للاستعمال ،أكد على ان العديد من المواد الاخرى التي تدخل في صناعة الأواني الفخارية العصرية التي تستعمل في تزيين المنازل او مختلف الاستعمالات الأخرى يتم استيرادها من إيطاليا وإسبانيا وتركيا مما يزيد من تكاليف هذه المنتوجات على الصانعين ، وحول الصناع والتجار المتواجدين هنا بتمصريت أشار الى ان اغلبهم من الصناع المحليين ومن مدينة آسفي الى جانب تجار وصناع قادمين من مختلف المدن المغربية ، وبخصوص مطالب العارضين هذه السنة بمناسبة موسم تامصريت ؛طالب السيد العمراني بأن تتوفر في ساحة العرض هذه النظافة والإنارة والماء الصالح للشرب ، وان تراعى ظروف الصناع في البداية من طرف السلطات والمجلس البلدي لتارودانت بخصوص الأداء عن استغلال ارضية ساحة المعرض دون ان يغفل الإشارة بانه لابد من مراعات الكميات المعروضة لكل صانع عند الاستخلاص . وتجدر الإشارة الى ان موسم تامصريت الذي يرجع تاريخه الى قرون خلت ، قد انتقل من ساحة سيدي حساين وسط المدينة بالقرب من ضريح ابن الوقاد الى ساحة باب القصبة ثم أخيرا خلال السنوات الماضية الى ساحة باب الخميس خارج سُور المدينة ، غير أن المجلس البلدي لم يعره الاهتمام الكافي لحد الآن خاصة من حيث توفير مجموعة من الخدمات مثل الماء الصالح للشرب والنظافة والإنارة العمومية التي أصبحت تشكل مبعث قلق للعديد من الزوار والمهتمين خاصة وان الساحة التي تعرض فيها المنتوجات الفخارية لا تتجاوز مساحتها حوالي هكتاران وبالمقابل يحج اليها يوميا بعد الافطار ما يقارب عشرة آلاف زائر وزائرة كل ليلة من مدينة تارودانت والنواحي .