كاد التاريخ أن يعيد نفسه بمدينة تارودانت لولا الأقدار الإلهية، وكادت التعليمات السلطوية أن تأتي بفاجعة لدى عائلة احد ممثلي السلطة برتبة مقدم كالتي عرف مقر عمالة تارودانت في وقت سابق في عهد عامل الإقليم ” طريبة ” المعفى من مهامه، حادثة مميتة ذهب ضحيتها شخصا واحد مخلفا وراءه أرملة وأطفال لا زال مصيره مجهولا إلى حد الآن، نفس الشيء بالنسبة للضحية الثاني الذي بتر احد أصابعه، وذلك على اثر انهار جدار إسمنتي على رؤوس الضحايا، قيل أن المسؤول الأول على الشأن الإقليمي كان السبب في ذلك، وذلك بإعطاء أوامره للضحيتين المحسوبتين على قصر العمالة براتب مالي على حساب ما يصطلح عليه ب ” الإنعاش ” وبطريقة وصفت بالغير القانونية وتتنافى مع حقوق العاملين بالعمالة الذين تم تحويلهم من طرف المسؤول المعفى من مهامه آنذاك إلى بنائين بدل مهمتهم الأصلية، وكانت النتيجة وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، وفاة احدهم وتسجيل إعاقة في حق الثاني، وفي الوقت التي لا زالت جراح اسر الضحايا لم تلتئم بسبب النسيان الذي طال ملفها وتهميشها بطي الملف بعيد عن الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الكوارث وإعطاء ذي حق حقه، كادت مصيبة أخرى أن تنزل كالصاعقة على رؤوس أفراد عائلة عون سلطة في شخص ممثل ” مقدم “، الذي أصيب في رجله اليسرى إصابة قيل عنها أنها بليغة بعض الشيء، خاصة وان يعاني من الم حاد في ركبته وتشنج في عضلات قدمه، ولعل مكامن الحادث لا تختلف عن المصيب الأولى في شيء، بحيث أقدمت السلطة المحلية بإعطاء أوامرها إلى عدد كبير من المقدمين وصل عدد إلى ما يفوق سبعة مقدمين ومساعدين القيام بهدم ما خلفته النيران في أول شهر رمضان بالسوق الأسبوعي بسطاح المدينة، لم يكن أمام هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة خاصة في الوقت الراهن، حيث لا حق لها في الإضراب أو حتى في الانخراط في العمل النقابي للدفاع عن مصالحها، إلا لفظة ” نعم أس “، وقتها شمر ممثلو السلطة الضعفاء عن ساعدين وشرعوا في تنفيذ التعليمات الخارجة عن إطار القانون، وبدأت الفؤوس والمعاويل في العمل الجاد، وما هي إلا دقائق حتى سمع ذوي انهيار حائط محسوب على احد بيوت الموز على رأس ” المقدم ” ولولا الألطاف الإلهية لكان في يومه المشؤوم في عداد المفقودين ويرقد إلى جانب زميله في المهمة بقصر العمالة، ليتم نقله على وجه السرعة في اتجاه قسم المستعجلات بالمركز الإستشفائي الإقليمي المختار السوسي لتلقي العلاج، حيث كلفه ذلك شهادة طبية مدة العجز بها حسب بعض المصادر 15 يوما قابلة للتمديد، في انتظار فحص جديد على ركبته، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الحالة التي أضحت عليها هذه الفئة والتعامل التي تعامل به، يجب إعادة النظر فيها حسب فئة عريضة من المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة، إذ سرعان ما تتحول هذه الشريحة والتي تعاني أصلا من العديد من الأزمات، إلى ” روبوات ” يتم تسييرها بشتى الطرق، وتتحرك حسب كل مناسبة، فتارة تراها بزي تقليدي أنيق للحضور إلى في بعض المناسبات قصد ملء المقاعد، وتارة أخرى تجدها تثقن فن مهنة النظافة والتزيين وتتحول إلى عمال لنظافة أزقة والدروب، وتارة أخرى تتحول إلى عمال للبناء، وهكذا دواليك حسب كل مناسبة.