علمت الصباح من مصادر مطلعة، أن مصطفى سلمة تعرض طيلة ليلة اعتقاله بسجن انفرادي في منطقة الرابوني إلى التعذيب والتنكيل، على يد مدير آلأمن امحمد لعكيك، وعناصر من قواته حضرت التحقيق إلى جانب أفراد من المخابرات الجزائرية، وأضافت المصادر نفسها، أن مصطفى سلمة، نقلته وحدات عسكرية تابعة للأمن العسكري الجزائري في اتجاه أحد السجون الذي يوجد فوق تراب بشار، مشيرة إلى أن أخر سيارة عسكرية نقلته، بعد اعتقاله في منطقة المهيريز، كانت تابعة للمنطقة العسكرية الثانية التي تقع تحت قيادة بيد الله إبراهيم المعروف باسم آكريكاو، مثيرة إلى أن عساكر الأخير تكلفوا بنقل مصطفى سلمى، قبل وضعه في سجن انفرادي. وذكرت المصادر نفسها، أن مصطفى سلمة تعرض لاستنطاق مطول من طرف مدير الأمن، امحمد اعكيك، مشيرة إلى أن سلمة كرر المواقف نفسها التي عبر عنها في ندوته الصحافية والتي دافع خلالها عن قناعته بمبادرة الحكم الذاتي، وهو الأمر الذي أغضب قادة بوليساريو قبل أن يتقرر تكليف عناصر من المخابرات الجزائرية لاستكمال التحقيق مع سلمة، بعد نقله إلى سجن يوجد فوق تراب بشار، حيث يتعرض هناك للتعذيب على الطريقة التي كانت تمارس ضد جزائريين متهمين بالإرهاب، إذ يجري خنقهم واستخدام أدوات تعذيب بشعة في حقهم غالبا ما تنتهي بحتفهم، وهو الأمر الذي يثير مخاوف عائلة مصطفى سلمة بالنظر إلى الصيت الذائع لوساتل التعذيب التي تستخدمها المخابرات الجزائرية في سجون بشار. ووفق معلومات حصلت عليها الصباح، فإن الفيلق رقم 12 التابع للقوات المسلحة الملكية والمتمركز على الحزام الأمني في مستوى منطقة المهيريز، كان غير بعيد عن النقطة التي اختطف منها مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، مساء يوم الثلاثاء الماضي، وراقب عملية اختراق فريق من قوات بوليساريو المتكونة من 12 عنصرا كانوا على مقز سيارتي جيب، للمنطقة الهازلة، ولم يرغب في الدخول في مواجهات مع العناصر المسلحة من بوليساريو، احتراما لاتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت شهر دجنبر سنة 1991 ، والتي خرقتها جبهة الانفصاليين، إذ أضحت وحداتها المرتزقة تستفز انطلاقا منها القوات المسلحة الملكية المنتشرة على طول الحزام الأمني. وأصدرت الجبهة الشعبية لخط الشهيد (التيار التصحيحي في جبهة بوليساريو) بيانا استنكاريا عقب اعتقال مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، ندد بهذا العمل اللامسؤول لقيادة بوليساريو، والذي يمس، حسب البيان، بحق المواطن الصحراوي في التعبير عن رأيه بكل حرية وديمقراطية. وأعلن تيار خط الشهيد عن تضامنه العلني مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود في حقه في التعبير عن رأيه بكل حرية وديمقراطية، وفي حقه في لقاء عائلته، وحقه في حرية التنقل، وأعتبر ما قامت به قيادة بوليساريو من عمل قمعي وفاشستي تمثل في اختطاف مصطفى سلمة، يذكر بعهد سجن الرشيد الرهيب، وبسنوات الرصاص الرهيبة خلال السبعينات والثمانينات، ذلك العهد الذي ما زال يحن إليه الكثير من الحرس القديم داخل قيادة بوليساريو. وطالبت الجبهة الشعبية خط الشهيد قيادة بوليساريو المتسلطة على رقاب سكان مخيمات تندون، بالإطلاق الفوري والسريع لسراح مصطفى سلمة، والسماح له بدخول المخيمات وجمع شمله مع أهله وعائلته والتعبير عن رأيه بكل حرية داخل المخيمات وحملت كامل المسؤولية في ما قد يتعرض له من عمل يمس صحته وحريته وأمنه وسلامته واعلنت عن تنظيمها حملة لاطلاق سراحه داخل مخيمات تندوف اختير لها شعار (الحرية للجميع ولمصطفى سلمة). رضوان حفياني واحسان الحافظي