مأساة في أنزا، باسم الشعودة والأعراف، فقيه ومساعده أخرجا روح عروس مريضة دون أن يطردا «الجن» من جسدها. فعل داوما عليه هذه الأيام فتسببا في قتل شابة دخلت مرحلة الزواج حديثا ولم تستأنس بعد، فعاودها داء الصرع، وقد أحيلا مساء يوم أول أمس الخميس على جنايات أكادير في حالة اعتقال، بتهمة الإيداء العمدي المؤدي إلى الموت، وممارسة الشعودة. فصول فظيعة وحزينة جاءت في اعترافات الفقيه ومساعده، وشقيق الضحية، وباقي أسرتها، لا يمكن تصديقها مع ذلك، فهي حقيقية أفضت إلى إزهاق روح شابة مريضة بالصرع عشية يوم الأحد الماضي. الشابة تتحدر من منطقة أنزا بأكادير عمرها 22 سنة، تعاني من حالات صرع بين الفينة والأخرى، تزوجت حديثا وعندما رغب شريكها في نقلها إلى كرسيف تغيرت حالتها وعاودها الصرع، فانتدبت أسرتها فقيها داوم من الصباح حتى موعد العشاء على “صرعها” بتلاوة القرآن وضربها بشكل مبرح في كل أنحاء جسمها، والجلوس على صدرها وخنق أنفساها بيده، وفي أحايين أخرى يضرم النار في قطعة قماش ويقربها من أرنبة أنفها لكي تستنشق دخانها. يقوم بذلك وهو جاث على صدرها، بينما يقوم مساعده كما يحكي بالجلوس على فخذيها، وإحكام قبضته على يديها ليشل حركتها ويمنعها من المقاومة. حصة تعذيب يومية داوم عليها الفقيه القادم من مدينة آسفي لهذه المهمة، فالأسرة تستعجل “طرد الجن” من جسد العروس كي تتمكن من مرافقة زوجها إلى بيته بالمنطقة الشرقية بكرسيف، دون أن تدري بأنها تجهز نعشها على مهل. في يوم الجريمة كما يحكي مصدر قريب، بدأت حصة التعذيب في حدود التاسعة والنصف صباحا، الفقيه يرتل القرآن كالعادة ثم يجلس على صدرها ويجلس المساعد على الفخذين ويحكم المسك باليدين، لم تعد تقاوم كثيرا، كما لم تعد تأكل شيئا، بينما ظل الفقيه مصرا على طرد الجن بالضرب في كل أنحاء الجسد، ثم يصرخ مخاطبا الجن «اخرج يا ولد الحرام ، اخرج يا عدو الله، ما باغيش تخرج؟؟» فيشرع من جديد في تلاوة القرآن والضرب في كل أنحاء الجسد، بدأت حصة يوم الأحد في التاسعة صباحا وفي المساء فاضت روح العروس، فقرر الفقيه المغادرة بعدما أخبر الأسرة بأن الجن قام بخنق أنفساها وعليهم بدفنها. انتفض أشقاء العروس، فهددهم الفقيه إن بلغوا فسيجرهم إلى القضاء جميعا باعتبارهم شركاء معه في حصة العلاج هذه، خشيت الأسرة تمن تهديداته وتوجهت لدى طبيب بلدية أكادير، فرفض الترخيص بالدفن بعدما عاين رضوضا وزرقة في كل أنحاء جسد الضحية بسبب آثار الضرب المبرح الذي تعرضت له خلال أيام، وكان يوم الأحد أشد قساوة عليها بسبب الجثوم على جسدها وخنقها من قبل الفقيه بقبضة يديه، وبسبب كمية الدخان الذي استنشقته رئتيها رغما عنها عن طريق أنفها، إلى درجة أن شقيقها لم يتحمل المشهد وغادر البيت، وفي المساء تلقى خبر وفاتها. شقيق الضحية قام بتسجيل إحدى حصص التعذيب الذي تعرضت له بواسطة هاتفه النقال وقدمه إلى العدالة ليبين بالصوت والصورة فظاعة حصص التعذيب، وكشفت أفراد الاسرة للعدالة أن الفقيه ادعى أن الجن يقطن بجسمها وقام بمحاورته بحضورهم فاقتنعوا بحججه وسلموه ابنتهم ليطرده من جسدها، مع العلم أنهم لم يستشيروا قط أي طبيب. التقرير الطبي كشف عن زرقة واحمرار تعلو مختلف أنحاء الجسد وزرقة دم متختر على مستوى الرأس، واختناق الضحية، وبناء على ذلك قررت النيابة العامة إحالة الفقيه ومساعده على غرفة الجنايت باستئنافية أكادير.