صادق المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة على برنامج العمل ومشروع الميزانية برسم سنة 2015 يوم الاثنين 08 دجنبر 2014 بمقر ولاية أكادير،تحت الرئاسة الفعلية للسيد عبد العظيم الكروج الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، وذلك في اجتماع دام أربع ساعات حضره 52 عضوا من أصل 64 يمثلون مختلف الهيئات الحكومية والمنتخبة والتربوية. وفي كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس الإداري وبعد الترحم على روح الفقيد السيد وزير الدولة عبد الله باها وضحايا الفيضانات ،أكد السيد الوزير المنتدب على أن أشغال دورات المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين هي بمثابة دعامة أساسية للحكامة الجيدة داخل المنظومة التربوية وذلك تفعيلا لمقتضيات الدستور المغربي الجديد. وأشاد بعدد من المؤشرات الكمية والنوعية التي طبعت عمل أكاديمية جهة سوس ماسة درعة وفريق العمل بهذه الجهة الشاسعة والمترامية الأطراف. كما أثنى السيد والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان على ما يبذله نساء ورجال التعليم بهاته الجهة إلى جانب أطر الجهوية والاقليمية، داعيا في هذا السياق إلى استحضار الإكراهات والتحديات التي يعرفها قطاع التربية والتكوين بالجهة، وأن يعمل كل من موقعه، وفي إطار من التنسيق والتناغم للبحث عن شركاء يمكنهم المساهمة في تمويل ما لا تسمح ميزانية الأكاديمية بتمويله. السيد الوزير يبسط المشروع التربوي الجديد لمشروع مدرسة الغد 2030 وقد استعرض السيد عبد العظيم الكروج أمام أنظار المجلس الإداري المعالم الكبرى للرؤية المستقبلية وإستراتيجية مدرسة الغد لعام 2030 والمشروع التربوي الجديد ، الذي تؤطره 9 محاور تتوزع على 23 تدبيرا. وبسط السيد الوزير عددا من المجالات التي تؤطر هاته الاستراتيجية من قبيل التمكن من التعلمات الأجنبية والتعليم العام والتكوين المهني وتثمينه، وكذا الكفاءات العرضانية والتفتح الذاتي، إضافة إلى تحسين العرض المدرسي والتأطير التربوي.وعلى مستوى نظام الحكامة. كما قدم السيد الوزير ثلاثة تدابير أساسية للارتقاء بها، منها تعزيز تدبير المؤسسات التعليمية وإرساء اللامركزية الفعلية ومراجعة النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية. وفي الشق المتعلق بتخليق المدرسة، أكد السيد الوزير أن عددا من الظواهر المشينة والممارسات والسلوكات اللاتربوية، بدأت تنخر المؤسسات التعليمية وتنتهك منظومة القيم التي من المفروض أن المدرسة هي مكان للتربية عليها، مشيرا إلى أن هذه الرؤية الإستراتيجية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني،تروم ترسيخ النزاهة والقيم بالمدرسة، عبر محاربة العنف والغش والممارسات السيئة من ساعات إضافية وتغيب المدرسين وتشجيع تلقي القيم الجيدة بالمؤسسة، والتكوين المهني من خلال تثمين الرأسمال البشري وتنافسية المقاولة. وفي معرض حديثه عن الجانب المالي والميزانياتي ومن أجل وضع جميع أعضاء المجلس في الصورة الحقيقة مقارنة مع الميزانية العامة وميزانية الوزارة الوصية ،أكد السيد الوزير أن 99 في المائة من ميزانية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتي تبلغ 47 مليار درهم بنسبة 27 في المائة من ميزانية الدولة (40 مليار درهم منها مخصص للأجور) تحول إلى الأكاديميات فيما تبقى فقط 1 في المائة في الوزارة ،مؤكدا على أن عددا من الاكراهات تعترض المنظومة حاليا من قبيل أن 3 مليار درهم من ميزانية الاستغلال، يوجه منها مليار درهم للدعم الاجتماعي، فيما تصرف نحو ملياري درهم في النفقات الأخرى، منها 500 مليون درهم لنفقات الكهرباء والماء والهاتف ،600 مليون درهم لخدمات الحراسة والنظافة ،كما أن 130 مليون درهم توجه لتنظيم الامتحانات الإشهادية والمهنية . السيد مدير الأكاديمية: هاته حصيلتنا وهذا مشروع الميزانية وبرنامج عملنا 2015 وخلال عرضه لحصيلة سنة 2013/2014 وبرنامج عمل وميزانية 2015 للأكاديمية الجهوية ،قدم السيد علي براد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة المؤشرات الرقمية لجهة سوس ماسة درعة كأكبر جهة وطنيا من حيث السكان والمساحة (241 جماعة منها 2016 قروية)، خصوصا تطور أعداد التلاميذ، حيث حققت الجهة مستويات تضاهي المعدلات الوطنية في نسب التمدرس(%95,9 بالنسبة للفئة العمرية من 6و11 سنة) ما بين سنتي 2005و2014 . ولمواجهة الطلب المتزايد على التمدرس أكد السيد المدير أن هاته الأكاديمية بذلت مجهودات مهمة خلال السنوات الأخيرة من أجل تنمية العرض المدرسي عبر برمجة 104 مؤسسة ما بين سنة 2009 و2014 لتدارك التأخر في هذا المجال ومواكبة التطور الذي يعرفه باستمرار عدد التلاميذ ،إذ تميز الدخول المدرسي الحالي بفتح 28 مؤسسة تعليمية جديدة، فضلا عن 70 حجرة في إطار التوسيع والتعويض بكلفة مالية تصل إلى نحو 275 مليون درهم ،وهو ما وسع العرض المدرسي ب 24744 مقعدا إضافيا ورفع من نسب التغطية بخدمات التمدرس خاصة على مستوى التعليم الإلزامي، حيث ارتفعت نسبة تغطية الجماعات القروية بالإعدادي إلى 72 في المائة . وقد أكد السيد المدير أنه تم اعتماد آليات متعددة لتعزيز الإجراءات الداعمة لتنمية مؤشرات التمدرس بالوسط القروي عبر تنمية الدعم الاجتماعي من خلال استهداف أزيد من 157 مستفيد(ة) من الإطعام المدرسي، و30 ألف مستفيد(ة) من المنح الدراسية ،ونصف مليون مستفيد(ة) من المبادرة الملكية مليون محفظة، و2,8 في المائة من برنامج التحويلات المالية المشروطة "تيسير" ،و62 في المائة مستفيد(ة) من الدراجات الهوائية ،وتعزيز أسطول النقل المدرسي ليصل إلى أكثر من 100 حافلة و 10 آلاف دراجة هوائية من ميزانية الأكاديمية و بدعم من شركائها. وأشار السيد المدير إلى أنه بالرغم من كل المجهودات المبذولة، ما تزال مؤشرات الهدر المدرسي تحتاج إلى الالتقائية في التدخلات مع شركاءنا للرفع من مؤشر الاحتفاظ بالمتعلمين في المنظومة،وأن الجهود اليوم منكبة على تحسين الممارسة البيداغوجية الصفية للرفع من جودة التعلمات، وتقليص نسب التكرار. وعلى الرغم من كل الصعوبات، تبقى نسب نجاح التلاميذ في امتحانات الباكالوريا مشجعة مقارنة بالمعدل الوطني، وبأعداد الناجحين الذين بلغوا 20 ألف و608 من الممدرسين فقط. إلى جانب نسب النجاح المتميزة هذا العام في الأقسام التحضيرية والتي لم تشهدها الجهة في المباراة الوطنية إذ تراوحت ما بين 87 و100 في المائة بفضل تظافر جهود الجميع أطقم إدارية وتربوية وشركاء، فضلا عن تعزيز جهة سوس ماسة درعة بمركز ثان للأقسام التحضيرية في ورزازات التي أثمرت صفقتها، وستنطلق الأشغال بها قريبا. وبخصوص التدبير المادي والمالي لسنة 2014، بسط السيد مدير الأكاديمية بين أنظار المجلس الإداري الحصيلة المرحلية للسنة الجارية مشيرا الى أنه تم تفويض 72,5 في المائة بالنسبة لميزانية الاستغلال، و86,3 في المائة بالنسبة لميزانية الاستثمار ل 9 نيابات و3 مؤسسات (CPGE وثانويتين تقنيتين) خلال السنة المالية الجارية، وذلك مواصلة لنهج اللاتركيز في تدبير الشأن المالي، ل 9 نيابات و3 مؤسسات (CPGE وثانويتين تقنيتين). وفي الشق المتعلق بالالتزام، فإن النسبة وصلت إلى 85,7 في المائة في ميزانية الاستغلال و 76,1 في المائة لميزانية الاستثمار، وهي مؤشرات إلى غاية 05 دجنبر 2014 ،إذ تم أداء كل السيولة المحولة لحساب الأكاديمية والتي توازي إعانة2014 بقيمة مالية تقارب 523 مليون درهم خصص منها 440 مليون درهم أي 84% من السيولة لأداء المتأخرات ،فيما خصص 83 مليون درهم لأداء 15% فقط من الملتزم به سنة 2014 . أما الباقي تحصيله، فقد استقر في ما يفوق المليار درهم، وهو راجع لتراكم الفارق بين الإعانة والسيولة عن سنوات 2009 إلى 2012. مشددا في ذات الوقت أنه أصبح من الضروري تخصيص السيولة اللازمة لتصفية المتأخرات المتراكمة للوفاء بالتزاماتنا أمام شركاء الأكاديمية الاقتصاديين. وبخصوص مشروع ميزانية 2015 وبرنامج عملها ،أشار السيد علي براد أن إدارة الأكاديمية اعتمدت في تحضيرها على مقاربة تشاركية لمختلف المكونات من خلال تفعيل الندوات الإقليمية للتأطير الميزانياتي ب 9 نيابات الجهة ،وكذا بسط مشروع الميزانية على أعضاء المجلس الإداري ولجنة المالية المنبثقة عنه برسم السنة المالية 2015 . ودعا السيد مدير الأكاديمية في تدخله أمام السادة أعضاء المجلس إلى العمل الجماعي على الالتزام الجماعي والانخراط الفعال، والتعبئة الشاملة من أجل تنفيذ برنامج عمل سنة 2015 وتنزيله على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه السعي إلى الإلتفاف حول المدرسة العمومية المغربية،شاكرا كل من حضر وآزر وتابع وانتقد. وخلال مناقشة برنامج عمل ومشروع ميزانية سنة 2015 ،عرفت أشغال المجلس تدخل 14 عضوا من الأعضاء الحاضريت قاربت مجموعة من القضايا ذات الصلة بالجانب المالي والتربوي من قبيل رصد اعتمادات اضافية لمواجهة مخلفات الفياضات الأخيرة بالمؤسسات التعليمية بجهة سوس ماسة درعة، والخصاص في الموارد البشرية بالجهة، على اعتبار أنها جهة عبور؛ والرفع من أعداد المدارس الجماعاتية والبناءات المدرسية…؛ نقاش تشاركي وردود وازنة والمصادقة على مشروعي الميزانية وبرنامج عمل 2015 قاربت تدخلات السادة أعضاء المجلس التي بلغ مجموعها 14، عددا من القضايا المتصلة بالخصاص في الموار البشرية والحاجة إلى المزيد من البناءات المدرسية وتعويض البناء المفكك والحجرات الدراسية المتضررة من الفيضانات، ودعم التعليم الأولي وتنميته إلى جانب التعليم المدرسي الخصوصي والحاجة إلى مزيد من السيولة. وأعقب ذلك، توضيحات كل من السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة والسيد الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني. وقد تم عرض مشروعي الميزانية وبرنامج العمل من أجل المصادقة، حيث تم بالاجماع المصادقة عليهما إلا واحدا عضوا واحدا اعترض. وتم خلال هاته الدورة التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة والاتحاد الجهوي لفيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بجهة سوس ماسة درعة. كما تم على هامش الاجتماع توزيع أوسمة الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى على ثلاثة أطر. يتعلق الأمر بكل من محمد أبو زكري ومحمد أبينو وثورية فهري، وكلهم يشتغلون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع أكادير.