نظمت جمعية تيماتارين الجلسة الأولى من المقهى الأدبي في نسخته الثانية، وذلك احتفاء بالتجربة الشعرية لمحمد وكرار، تجربة شعرية استطاعت التأسيس لإبدالات بنيوية داخل النسق الشعري الأمازيغي، وتماهت مع معطيات اجتماعية وثقافية مختلفة بما أتيح لها من قدرة تعبيرية من خلال اتصالها بتجارب أدبية وفكرية وفلسفية متباينة المشارب. تمحورت أوراق المتدخلين حول رصد مظاهر التجاوز التي وسمت المنجز الشعري للشاعر محمد وكرار إن على المستوى النصي أو الخطابي، فقد قدم الأستاذ محمد تايشينت ورقة نظرية قاربت تجربة الحداثة الشعرية عند المحتفى به، والإبدال النصي الذي خلقته في مسار الشعر الأمازيغي متجاوزة بذلك التوجه الكلاسيكي لطائفة من الأعمال الشعرية السابقة. وركز الباحث على تمظهرات الحداثة في التجربة الشعرية لمحمد وكرار خصوصا في ديوانه الاخير afnuz ns gr iman d tanga، حيث يشتغل الشاعر على اللغة كمقوم أساس يعمد من خلاله إلى ابتكار دلالات وعوالم شعرية طاعنة في الخرق والتقويض والمغايرة. أما ورقة الأستاذ أحمد بوزيد فقاربت ديوان Tinu مقاربة تأويلية لكشف تجليات التأسيس لتجربة شعرية مغايرة، والبنية الجمالية في النص، ومهد أحمد بوزيد قراءته بالإشارة إلى أهمية التأويل وما يقتضيه من احتراس منهجي لإنتاج قراءات مقبولة تستند إلى النص. وفي معرض حديثه عن بلاغة الوصف درس العنوان كبنية مكثفة، وأشار إلى أن الكتابة جاورت المحو، ووقف على الدلالات التي يوحي بها العنوان والتي من بينها الأنثى والكلمة. "سيرة شاعر رجيم، قراءة في تجربة شعرية استثنائية" بهذا العنوان استهل الدكتور رشيد أوترحوت ورقته التي اختار من خلالها تقديم بورتريه يبئر تجربة محمد وكرار الحياتية والشعرية، وترحاله بين الهوامش والعوالم المتخيلة والممكنة لخلق نصوص عميقة. وقدم كذلك منطلقات ومداخل تأويلية للاشتغال على التجارب الشعرية الحداثية المكتوبة باللغة الأمازيغية. وسافر محمد وكرار بالحضور إلى عوالم شعرية بعيدة من خلال قراءته لعدد من نصوصه العميقة والممتعة، خصوصا بفضل طريقته المميزة في الإلقاء. كما اختتمت الجلسة بحفل توقيع دواوين شعرية للمحتفى به.