احتضن المركب الاجتماعي لزاوية الشيخ بإقليم بني ملال، مابين 13 و15 أبريل الجاري، الملتقى الجهوي للشعر والزجل، الذي نظمته الجمعية الثقافية بشراكة مع مجلس جهة تادلة أزيلال من أجواء حفل التكريم (خاص) وبدعم من المجلس البلدي للمدينة، والمديرية الجهوية للثقافة، تحت شعار "الأطلس يتوهج شعرا". وشكل الملتقى محطة لتكريم الشاعر والكاتب صلاح بوسريف، من خلال مداخلات نقدية وقراءات في تجربته الإبداعية، افتتحها الأستاذ المحجوب العرفاوي بقراءة في ديوان "شرفة يتيمة"، اعتبرها قراءة نصية وتأويلية من الغلاف والعنوان إلى جميع مكونات النص التيمية واللغوية والجمالية والمقصدية. وقدم الشاعر عبد الغني فوزي، ورقة عبارة عن شهادة تمتزج بالحس النقدي في تجربة المبدع صلاح بوسريف، تبحث عن شاعر الحافة والقلق المنثور، وملامح الكتابة لدى الشاعر والكاتب، عبر أسئلة تطرح مشروعا نظريا يطرح العلاقة بين المكتوب والشفاهي، ويراهن على نص يطرح إمكانا وينطرح كمكان. تلته مداخلة للشاعر صلاح البريني، عبارة عن قراءة عاشقة لمتاهات الشاعر، في ديوانه "شرفة يتيمة"، باحثا عن صلاح/ القصيدة، متوسلا الحداثة الشعرية، والكتابة أفقا إعادة تشكيل العالم وهواجس الذات، في نصه الشعري الحامل للجمالية الفنية في ذاته، بلغة تلتحم مع التجربة الإبداعية، عبر مشروع شعري، يتسم بعمق رؤياوي، تمتح من الداخل والسيرة ومكابدة الوجود. وتدخل الشاعر صلاح بوسريف بورقة سماها "طريقي في الشعر"، أشار فيها إلى بعض ملامح الكتابة لديه، وفق مشروع شعري ونظري وفكري، رافضا فكرة اليقينيات، جاعلا من الشعر جنسا منفلتا من توصيف القالب والنمطية، ولاغيا الفيصل بين الشعر والنثر عبر مفهوم النظم، يمتح في تجربته من معين المرجعيات المتعددة، خاصة التراث العربي والإنساني والتجربة الصوفية والملاحم وغيرها من مكونات الثقافة الكونية، ليكون الشعر ملتقى مهب الرياح، التي ترتق الأشياء في الكتابة. ومن أبرز لحظات الملتقى الأمسية الشعرية، التي شارك فيها ثلة من الشعراء منهم عبدالهادي روضي، ومحمد رفيق، ورشيد طلبي، وعبدالغني فوزي، وعبد الله بن ناجي، وعبدالرحيم كريم، وجواد أوحمو، وعزيزة العميري وعبدالصمد حمدوشي، بقصائد يرافقها اللحن، مع الانفراد لسمر شعري مع الشاعر صلاح بوسريف. كما تميز اللقاء بعرض نظري حول الزجل المغربي، وآخر حول أنواع الشعر الأمازيغي، بمشاركة كل من الأستاذين حسن أميلي ومبارك الحسين، وقراءات شعرية في الزجل والشعر الأمازيغي، مع سهرة للسمر في هذا النوع من الشعر، شارك فيها مجموعة من الشعراء منهم الحسين المجدوبي، ويوسف هريمة، ومحمد عامري، وعلي أولحو، وصالح أودغا وصالح أمداح. يشار إلى أن صلاح بوسريف، العضو المؤسس لبيت الشعر في المغرب، نشر عدة دواوين شعرية من بينها "فاكهة الليل" في 1994، و"على إثر سماء" في 1997، و"ديوان الشعر المغربي المعاصر" في 1998، و"شجر النوم" في 2000 ، و"نتوءات زرقاء" 2002، و"شهوات العاشق" و"حامل المرآة" في 2008.