خجول ، منغلق ، و متمرد ، في الثامنة والعشرين من العمر، ولد في العاصمة الروسية موسكو، من أب مغربي وأم روسية ، قضى فيها ست سنوات قبل أن ينتقل رفقة والده إلى أحد الأحياء الشعبية بالرباط ، بينما ظلت أمه وشقيقه بموطنها الأصلي، بعد ملاحقات استمرت لسنوات من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي والاستخبارات الأمريكي ، والأنتربول ، قامت السلطات التايلاندية، صباح أول أمس ، باعتقال الشاب في العاصمة بانكوك ، بتنسيق مع المصالح الأمنية السويسرية ، فمن يكون هذا الشاب ؟ وما التهمة التي جعلته عرضة لملاحقة الأجهزة الأمنية العالمية ؟ الحكاية كلها بدأت سنة 1979 حينما انتقل المواطن المغربي محمد الصبار إلى روسيا، كموظف بوزارة الخارجية، هناك التقى شابة روسية تدعى « ستيبانوفا» ، تزوجها وأثمرت علاقتهما ولدين ، الطفل فريد أحب التكنولوجيات الحديثة منذ كان صغيرا، وحينما بلغ ست سنوات، استطاع والده بفضل علاقاته أن يسجله، بعد عودته من روسيا، في أحد المدارس الخاصة بحي السويسي بالرباط، هناك فريد تفوق وحصل على أعلى النقط، وتميز في دراسته، وكانت أول مرة يتعرف فيها على الحاسوب داخل شركة والده للتصدير والاستيراد التي افتتحها بعد عودته إلى المغرب 0 كان الابن يحب العبث بالحاسوب كثيرا، ويتسبب في كثير من الأحيان في تعطيله، صار مولعا بكل ما يتعلق بالحاسوب والتكنولوجيا وصار يتقن الكثير من الأمور المتعلقة بالأنترنت.. حينما بلغ المستوى الإعدادي بدأ يتردد كباقي المراهقين من سنه على فضاءات الأنترنت من أجل الدردشة، كان فريد يتقن الروسية ويتبادل الرسائل مع عائلته الصغيرة بروسيا، ومع توالي الأيام وجد نفسه يهتم بندوات الدردشة الإلكترونية الروسية حيث تحلق عصافير غريبة تحمل اسم القراصنة0 مرة أخرى توجه فريد صوب روسيا لمتابعة دراسته في اللغات الحية، وهناك كان يقضي وقته في الإبحار والولوج إلى مختلف المواقع الإلكترونية وخاصة تلك الخاصة بالقرصنة المعلوماتية، حيث تمكن هذا الفتى من ربط علاقات صداقة مختلفة عبر شبكة الأنترنت مع العديد من القراصنة المعروفين بأسمائهم المستعارة داخل موقع خاص بتحالف القراصنة «الأنونيموس » 0 ومن داخل هذا الموقع تعرف فريد على التركي »كودر« و »باور سيسي« من الاردن و»استانير« من النرويج و»أنكاني« من بريطانيا»، وعن طريق تبادل المعلومات مع هؤلاء تمكن من صقل معرفته بحقل القرصنة المتطورة، وهكذا حصل على أرقام بطاقات ائتمان مقرصنة وتمكن من استخراج مبلغ مالي لا تتجاوز قيمته خمسمائة روبل روسي، وبعد عودته للمغرب قام بسرقة نقود من الوكالة البنكية “ويستيرن يونيون” وبلغ المبلغ الأول 8 آلاف درهم والمبلغ الثاني 5 آلاف درهم، وهما العمليتان الوحيدتان اللتان قام بهما في المغرب 0 بعد ذلك طور رفقة هاكرز تركي فيروس « زوتوب»، الذي كان من ضحاياه شبكتي التلفزة الأمريكية «سي إن إن» و« إيه بي سي نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» وسلسلة «ديزني» ومطار سان فرانسيسكو، كما قام بشل أنظمة مراقبة، ومصالح حيوية، بالعمق الأمريكي، التي تعتبر من أشد البلدان تحصينا في هذا المجال ، المفاجأة التي كشفتها التحقيقات التي باشرتها مصالح الاستخبارات الأمريكية، أخرجت شابا مغربيا من عتمة غرفته البسيطة بأحد أحياء الرباط الشعبية، إلى العالمية. تم اعتقال الشاب و حكم عليه بالسجن لمدة سنتين، قضى منها سنة وأربعة أشهر، بين أسوار سجن الزاكي بسلا، بقي خلالها تحت مراقبة أعين الأجهزة الأمنية الوطنية والدولية، ضمن قائمة الأسماء التي كانت تؤرق أجهزة المخابرات الأمريكية في المجال الإلكتروني، بعد مغادرة السجن ، انتقل رفقة والده صوب التايلاند ، ولم يتذكره أحد حتى اعتقلته الشرطة التايلاندية، جراء اتهامه واثنين من مشاركيه، باختراق مواقع أبناك سويسرية وولوج أنظمتها المعلوماتية والتسبب في خسارة تقدر ب4 ملايير دولار في 2011، وتوعدت هذه الأخيرة بإرساله إلى سويسرا من أجل المحاكمة فى غضون 90 يوما