حملوا معهما تهما ثقيلة، وهما يتوجهان صباح أمس الإثنين ، للمثول أمام الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بطنجة، بعدما كانا يطمحان في حمل مبالغ مالية ضخمة رفقة باقي شركائهما، حين خططوا لتصفية حساباتهم مع خصمهم في عالم التهريب على طريقة الأفلام الأمريكية. الأمر يتعلق بصراع بين أباطرة تهريب المخدرات على الصعيد الدولي ، هذا ما وصلت إليه أبحاث مصالح الدرك الملكي بطنجة ، بمجرد ما توصلت يوم 12 نونبر الجاري ، بشكاية حول تعرض أحد الأشخاص للاختطاف ، حين كان يوجد بجوار مكان إقامته بالجماعة القروية القصر الصغير بتراب عمالة إقليم الفحص أنجرة. عملية الاختطاف أشرف عليها حوالي ستة أشخاص ، قاموا بنقل الضحية إلى إحدى الإقامات بسواحل إقليمتطوان ، وطالبوا أفراد أسرته( أبناؤه المقيمون بسبتةالمحتلة)، بأداء فدية مالية قيمتها 160 مليون سنتيم مقابل إطلاق سراحه، وهو ما دفع أفراد عائلته إلى إشعار مصالح الدرك الملكي بطنجة التي يمتد نفوذها إلى منطقة القصر الصغير ، حوالي 30 كلم عن المدار الحضري لطنجة. الشخص المختطف يعد من أثرياء المنطقة، المعروف بنشاطه في التهريب على مستوى ساحل المضيقوسبتة، وهذا المعطى جعل المحققين يكثفون أبحاثهم في اتجاه تفكيك علاقاته مع أفراد شبكات أخرى تزاول نفس النشاط ، وهو ما مكنهم من التوصل إلى هوية مجموعة من المشتبه فيهم ، ليتم رصد تحركاتهم طيلة الأيام الأخيرة ، قبل أن يتم إيقاف البعض منهم. عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي بطنجة، تمكنت من إلقاء القبض على شخصين، من الذين شاركوا في عملية الاختطاف ، أحدهما سائق السيارة التي استعملت في نقل المختطف ، وقد تم اعتقالهما بتطوان ، حيث تنشط شبكتهم في تهريب المخدرات، فيما تمكن اثنان آخران من الفرار عبر باب سبتة بعد التعرف عليهما ، أحدهما من المدبرين الرئيسيين لهذه العملية ، وذلك بعد أن أطلقوا سراح الرهينة. المعطيات الأولية للبحث، من خلال تصريحات الموقوفين، تشير إلى أن تدبير مخطط الاختطاف كان بهدف تصفية الحسابات بين الخاطفين والمختطف ، تعود إلى إحدى عمليات تهريب المخدرات ، التي تمت انطلاقا من السواحل المجاورة لسبتة ، حين تولى المختطف عملية نقل الحشيش المعد للتصدير إلى التراب الإسباني ، قبل أن يستلم البضاعة الخاطفون ويكتشفوا بأن ” السلعة مغشوشة ” ولم تكن ذات جودة كما كان متفقا عليه ، وهو ما دفعهم للانتقام حسب روايتهم. عناصر الدرك الملكي لم يتمكنوا من الوصول إلى الشخص المختطف ، الذي سارع بمجرد الإفراج عنه من قبل خاطفيه إلى الفرار نحو مدينة سبتة بسبب كثرة الشبهات التي تطارده ، ليتم إسدال الستار على الجزء الأول من هذه المغامرة بإحالة اثنين من الخاطفين على القضاء ، في انتظار سقوط باقي أفراد المجموعة التي لها سوابق في عمليات تهريب المخدرات وتنظيم الهجرة السرية.