من مظاهر النفاق السياسي والاجتماعي لدى الإخوان في العدالة والتنمية في هدا البلد أن رئيسهم قبل أشهر أجل جميع أنشطته الرسمية واستبق الخطى لفاس ليحضر مع اليهود المغاربة مراسيم تدشين المعبد اليهودي، في الوقت الذي عمل فيه قبل أسبوع فقط على استصدار قرار بإغلاق دور القران التي تنظمها جمعية المغراوي بمراكش وهي المعروفة بتخريج المئات من الفقهاء والعلماء والأئمة الدين يطيبون أجواء شهر رمضان الفضيل بإتقانهم لتلاوة القران الكريم تجويدا وترتيلا...فأين تكافؤ الفرص في التدين في عهد بنكيران؟ وكيف يعقل أن يغلق دور القران أو يسكت عن إغلاقها في وقت نرى فيه أتباعه ينددون بهدا الإغلاق؟ لمادا هده الازدواجية بين الخطاب الموجه للشعب والممارسة في تدبير الشأن العام الحكومي؟ لمادا كلما استصدر قرار أو طرأ طارئ فيه خير للمغاربة يحسبونه لأنفسهم، لا أحد معهم في الثواب والأجر والبركة؟ وكلما وقع العكس ينتفضون هم الأولون ليعزون الأسباب والمسببات لجهات خارجية، تماسيح وعفاريت وثعابين وضفادع وسراق الزيت؟ من يسير هدا البلد من فضلكم؟ ألستم الحزب الأول في تسيير الشأن الحكومي؟ ألا تمتلكون مفاتيح المالية والتجهيز والنقل والأسرة والخارجية والحكامة والاتصال وزيد وزيد؟ ألم تشتروا الحزب الشيوعي بأمينه العام ووزرائه على حد السواء؟ ألم تقايضوا وزير التربية الوطنية لتردوه عن حزبه؟ أليس أمينكم العام هو الرئيس وهو الآمر والناهي بصلاحيات فاقت حتى المنصوص عليها في الدستور تجاوزا؟ أليس عرابه وزيرا للدولة وما أدراك ما لكرسي وزير الدولة من سيادة؟ لمادا يستحضر الإخوان نظرية المؤامرة في كل خطواتهم التصريحية الموجهة للشعب؟ هل تأثروا إلى هدا الحد بنظرية كفر عنها رفاقهم الشيوعيون أنفسهم؟ أم هي سياسة تستلهم من التقية ومن التدجين الشعبوي أسلوبا لاحتواء المجتمع المغربي الغارق في العاطفية وفي الجهل وفي اللاوعي وفي الفقر الطبقي؟ على العموم، منهج التهكم على الاخر ومنطق التحكم في الشعوب واللدان مارستهما طبقات سياسية متعاقبة أبانا عن فشلهما السريع في مختلف المجتمعات ولنا في محيطنا خير دليل على هدا...كما لنا في الأشهر القادمة خير جواب على أسئلة أكيد أنكم ستعجزون عن الإجابة عليها.