لم يعط لحسن حداد وزير السياحة الفرصة للمهنيين والفاعلين، في اللقاء الجهوي الموسع حول السياحة الذي احتضنته اكادير يوم الجمعة 17 ماي، حيث أشرف على توقيع البرنامج الجهوي للسياحة بجهة سوس ماسة درعة. وحرم بذلك رؤساء الجماعات والمجالس الإقليمية بالعمالات والمجالس السياحية والمتدخلين في القطاع من مناقشة العرض الذي قدمه، وبسط المشاكل الكثيرة والعراقيل الحقيقية التي تحول دون تنزيل هذه الرؤية، بل اكتفى بإلقاء العرض، وذكّر الجميع بأنه سيعقد ندوة صحفية في قاعة أخرى. وهنا طالبه رئيس المجلس الجماعي لأكَادير طارق القباج ونائب رئيس المجلس البلدي لتارودانت محمد جبري، بأن يعقد هذه الندوة الصحفية هنا بالقاعة الكبرى أمام جميع الحاضرين، حتى يستمع الوزير للتدخلات والأسئلة، لكن هذا الأخير أصر في نوع من الهروب على عقد ندوة صحفية ستخصص للصحفيين فقط بعيدا عن الأسئلةالتي ستحرجه من قبل المهنيين والفاعلين في الميدان . وأوضح طارق القباج للجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية أنه لا يعقل أن نصادق على هذا البرنامج دون مناقشته، لأنه أولا فرض علينا من فوق، وثانيا لم يؤخذ برأي الجماعات المحلية في ما يتعلق أساسا بالوعاء العقاري الذي ستقام عليه تلك المشاريع لأن معظم الأراضي يحتاج إلى اللجوء إلى مساطر نزع الملكية، والتسوية المادية للملاكين وذوي الحقوق. واستدل على ذلك بمنطقة تماونزا التابعة لبلدية أكَادير، وليس لجماعة أورير كما ورد في برنامج الوزارة،أضف إلى ذلك يقول القباج هناك مشاريع سياحية بدأت في الإنجاز، ولم تحصل إلى حد الآن على تراخيص من الجماعة المحلية كما هو الشأن بالنسبة لمحطة تغازوت. وقد أكد ذلك شخصيا وزير السكنى والتعمير، ويؤكده رئيس جماعة تغازوت محمد بوعود. كما أن منطقة فونتي(صونابا) تعرف مشاكل عويصة من ناحية تسوية ملف العقار من قبل شركة لاسميت وغيرها من الأمثلة التي تحتاج إلى تشاور بين الوزارة والجماعات المحلية والوكالة الحضرية والسلطات المحلية والفاعلين السياحيين لإيجاد حل لمشكل التراخيص، والالتزام بالتصاميم المعمارية والتسوية النهائية للأراضي التي ستقام عليها المشاريع، علما بأن المنتخبين يعانون كثيرا من ضغط السكان المالكين لهذه الأراضي. واستعرض وزير السياحة في اجتماع موسع حضره والي الجهة وعمال الأقاليم ورؤساء المجالس الإقليمية بها، ورؤساء المجالس السياحية وأعضاء المجلس الجهوي للسياحة ورؤساء الجماعات المحلية والفاعلون السياحيون والمهنيون أرباب الفنادق والمطاعم، الخطوط العريضة لبرنامج العقدة الذي يستهدف النهوض بنوعين من السياحة: السياحة الطبيعية والأيكولوجية من خلال المجال السياحي "الأطلس والوديان" الذي يضم ورزازات وتنغير وزاكَورة، والسياحة الشاطئية والثقافية من خلال المجال السياحي "سوس الصحراء الأطلسي" الذي يضم كلا من اشتوكة أيت باها وسيدي إفني وتارودانت وتزنيت. وذكر الوزير في عرضه أن الهدف من تنزيل هذه الرؤية والبرنامج على أرض الواقع هو مضاعفة عدد السياح، خاصة أن الجهة تتوفر على منتوج متكامل ومتجانس يجعلها تحظى بإشعاع دولي ورواج سياحي وتنافسية كبيرة مع محطات سياحية دولية بالبحر الأبيض المتوسط. واستدل على ما تتميز به الجهة من مؤهلات طبيعية وأيكولوجية وشاطئية وثقافية بعدة أمثلة منها أكَادير ونواحيها التي تتميز بموقع بحري وخليج يمتد على 40كيلومترا، وشاطئ رملي من ستة كيلومترات ومناخ معتدل وشمس دافئة على مدار السنة. وتتميز تافراوت بتراث ثقافي وطبيعي تتخلله القصبات والواحات، بينما ورزازات تنفرد بواحاتها الجذابة ومغاراتها الشهيرة بدادس وتودغا ووادي المنصور وجبال ساغرو. أما تارودانت والأطلس الشرقي الكبير، فهي مجال خصب للسياحة الثقافية نظرا لما تتوفر عليه من سور قديم وبنايات عتيقة، ورياضات ومآثر تاريخية تجعل منها مدينة عتيقة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي. وأشار أيضا إلى أن البرنامج العقدة الجهوي يرتكز على المنتوج السياحي والاستثمار في خلق وحدات وقرى ومآوى وتأهيل الفضاءات ،بحيث تقرر إنشاء 30 ألف سرير إضافي وجلب 2،2 مليون سائح في أفق 2020،وذلك للرفع من العائدات السياحية السنوية ثلاث مرات. وقال إن تطوير العرض السياحي يستند على التكوين والموارد البشرية والتنافسية القوية والحكامة الجيدة في التسيير، وعلى مجموعة من المشاريع يصل عددها 56 الى مشروعا منها 12 مشروعا مهيكلا و44 مشروعا إضافيا من شأنها جميعا إغناء نسيج العرض السياحي الجهوي، بحيث سيتم رصد مبلغ استثماري إجمالي يقدر ب 27 مليار ونصف من الدرهم. أما بالنسبة لسياسة الترويج، فسترتكز على تسويق مناطق الجهة وأنشطتها الرياضية والترفيهية بالأسواق العالمية من أجل جلب سياح على الخصوص من روسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا دون إغفال الأسواق الأخرى، وسيتم الرفع من عدد الرحلات الأسبوعية إلى 464 رحلة،376 منها نحو أكَادير،و88 رحلة نحو كَلميم، وستصل عدد الرحلات الأسبوعية نحو ورزازات وزاكَورة وتنغير الى حوالي 138 رحلة.