يعزى الخبراء أسباب تطور اليابان الى عشرة عوامل بسيطة جدا في مظهرها، لكن قيمتها وأثارها كبيرة فعلا، ففي البساطة أسرار لا يدركها إلا الفاهمون: لنلقي نظرة على الأسباب العشرة ولنتأمل فرص الإصلاح والتحول من مدرسة عمومية عرجاء خرقاء، لا تنتج إلا العنف والبطالة والسخط والتذمر والتمرد، الى مدرسة وطنية شعبية وديمقراطية، تزرع قيم التسامح والعمل والعطاء والتطوع والإبداع وتنتج الرفاهية والجمال والتقدم. 1- في اليابان تدرس مادة من أولى ابتدائي إلى سادسة ابتدائي اسمها "طريق إلى الأخلاق" يتعلم فيها التّلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس !! 2- لا يوجد رسوب من أولى ابتدائي إلى ثالث متوسط، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس فقط التعليم والتلقين !! 3- اليابانيون، بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسؤولان عن البيت والأولاد !! 4- الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدى إلى ظهور جيل ياباني متواضع وحريص على النظافة !! 5- الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلّمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة !! 6- مديرو المدارس يأكلون أكل التّلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته، لأنّهم يعتبرون التلاميذ مستقبل اليابان الذي تجب حمايته !! 7- عامل النظافة في اليابان يسمى "مهندسا صحيا" براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خطية وشفوية !! 8- يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، والمسمى في الجوال لوضعية الصامت هي كلمة: "أخلاق" !! 9- إذا ذهبت إلى مطعم بوفيه في اليابان ستلاحظ أنّ كلّ واحد لا يأخذ من الأكل إلاّ قدر حاجته، ولا يترك أحد أيّ أكل في صحنه !! 10- معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوان في السنة، لأنّه شعب يعرف قيمة الوقت، ويحرص على الثواني والدقائق بدقة متناهية !! أتمنى أن يستيقظ القائمون على بلادنا من سباتهم، وأن يعملوا على إحياء مؤسسة دستورية اسمها المجلس الأعلى للتعليم، ويقوموا بمحاكاة مثل هكذا دولة، فالإصلاح لا يحتاج إلا مخططات استعجالية أو رباعية أومواثيق وطنية بالاسم فقط، بقدر ما يحتاج الى روح وطنية وقوة تنظيمية وإجراءات ميدانية وكم أنت حلوة يا اليابان في انتظار أن تحلو بلادنا في السنوات المقبلة.