تباشر منذ أيام قوات الجيش الجزائري عملية تمشيط وملاحقة واسعة النطاق بمرتفعات جبال رأس عصفور المطل على ضواحي مدينة وجدة من ناحية الجنوب الشرقي بالاضافة الى سفوح بني سنوس القريبة من الشريط الحدودي المشترك بين المغرب والجزائر . وقالت مصادر صحفية أن العملية العسكرية الضخمة تهدف الى اقتفاء آثار جماعة إرهابية مسلحة عاودت نشاطها بالمنطقة بعد فترة طويلة من الهدوء، ورجحت ذات المصادر أن تكون المجموعة الارهابية من بقايا الخلية التي يرأسها أمير إرهابي يدعى “جمال قرقابو” ما زالت المعلومات متضاربة في شأن مصيره بين رواية جزائرية تفيد فراره الى داخل التراب المغربي في أعقاب أحداث شنآن حدودي بذات المنطقة قبل سنة ونفي السلطات المغربية المطلق لهذه المعلومة. وفي الوقت الذي تؤكد فيه المعلومات الواردة من الشريط الحدودي، قيام فرق الجيش الجزائري بمحاصرة كل المنافذ المؤدية إلى الحدود لمنع فرار أفراد المجموعة الارهابية نحو المغرب هربا من الحصار المضروب عليها تحدثت معلومات متواترة أخرى عن مبادرة السلطات المغربية بنشر تعزيزات أمنية وعسكرية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين أحفير وضواحي مدينة وجدة وهو ما قد يكون له علاقة بمخطط أمني وقائي يتزامن مع التحركات الارهابية المشبوهة بالبلد الجار. وكانت تحركات إرهابية نشيطة قد سجلت بداية السنة الجارية على مستوى جبل عصفورالذي يشكل امتدادا طبيعيا للشريط الحدودي المشترك بين الجزائر والمغرب حيث يطل على مدينة وجدة من جهة الشمال الشرقي. وتعتبر الصحافة الجزائرية منطقة رأس عصفور من أهم معاقل الإرهاب، بعد ”انسحاب” بقايا أتباع جماعة حماة الدعوة السلفية وزحفهم إلى مناطق آمنة بالجهة الغربية من الجزائر وانتشارهم في معاقل عبارة عن أدغال غابوية كثيفة لإعادة رص صفوفهم والفرار من الملاحقات العسكرية. وكان الجيش المغربي قد عزز الصيف الماضي وجوده بشكل مكثف على الشريط الحدودي مع الجزائر، خاصة على مستوى إقليم جرادة بالمناطق المقابلة لجبل عصفور في الجزائر، باعتماد عناصر إضافية ضمن دوريات المراقبة والاستعانة برادارات متطورة، وكذا الاستعانة بوسائل حديثة تعتمد على المراقبة بالأشعة تحت الحمراء في أعقاب مزاعم كاذبة عن مواجهات جمعته بعناصر إرهابية مسلحة متسللة من الجزائر وهو ما اعتبر في حينه محاولة فاشلة من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية لتوريط الجيش المغربي في مواجهة مفتوحة مع الارهابيين الذين تدعي السلطات الجزائرية أنهم يحصلون على المؤونة والسلاح من داخل التراب المغربي و هو ما تدحضه الحقائق الميدانية.