كل متتتبع لخرجات رئيس الحكومة,خاصة اطلالته الشهرية بالبرلمان,لاشك لاحظ كيف الرجل يختم كل سجال يجمعه بخصومه السياسيين,او حتى ببعض أغلبيته الحكومية,بعبارة'' ما تتخلعونيش'',وهي العبارة التي أنست المغاربة أخرى ارتبطت بخطاب بنكيران, حين أول عهده بالسلطة التنفيذية,أقصد عبارة ''واش فهمتيني ولالا؟ا'' فكأني برئيس الحكومة وقد يئس من أن يفهم المغاربة, بله يتفهموا سر انقلابه السريع ونكوصه على تلك الآمال العراض التي أغدقها وحزبه ايام الحملة الانتخابية,لم يجد بدا من ركوب لغة الاستفحال في وجه تماسيحه وعفاريته ,عله بذلك يحفظ بعض ود, كان المغاربة-وهذا ظني- يحملونه للحزب الاسلامي, لست أشك أن طريق الاصلاح شاق وطويل,يتطلب نفسا طويلا,وصبرا جميلا من الكل,وكم وددت لو أن بنكيران وحزبه هيأوا الناس في حملتهم الانتخابية الى ضرورة الاصلاح وتحمل تكلفته,بدل توزيع الوعود بسخاء,,, بنكيران وحزبه أغدقا على المغاربة من كرامات الأمل الجميل,في مستقبل ''مغرب الحرية والكرامة والتنمية والعدالة'',ما أنساهم سنوات''حكومات''عجاف,وكان للفئات الدنيا والمتوسطة الحظ الاوفر من وعود الحزب الانتخابية,ويكفي للتأكد من ذلك مطالعة البرنامج الانتخابي الأخير للحزب,,, مرت الأيام الأولى من عمر الحكومة, ولا شيء من المبادرات التي طالما تغنى بها الشوباني .تلك المبادرات القوية التي ستحسس المغاربة بتباشير الاصلاح المرجو,ثم سنة ويزيد,ليفيق المغاربة على السراب يحصون خذلانهم من الحزب الاسلامي,وزعيمه ذي الصوت الجهوري,لقد كانت أولى تباشير النكوص انقلابه على محضر عشرين يوليوز والقاضي بتوظيف عدد من حاملي الشواهد العليا المعطلين,حيث دخل البرلمان بعزة الفاتحين ,يعلن من على منصته أن زمن التوظيف المباشر قد ولى, وأن القانون يجب أن يسري على الجميع,فلا توظيف الا بالمباراة,حتى لو كلفه ذلك كرسيه وحكومته, شيء جميل أن يسري القانون على الجميع,وأن يتساوى الجميع في حظوظ التباري بنزاهة وشفافية,حتى وان أغضب ذلك حاملي الشواهد العليا واخرين لما يلحقوا بهم,لكن أن يسمح بادماج عدد من الصحراويين-ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان'',باسم قانون التمييز الذي يرفضه بن كيران فذاك مالم ولن يغفره أبناء الشعب المغربي المؤمنون بأن المواطنة درجة وليس درجات,,, ويتواصل مسلسل سحق المسحوقين,بالرفع من ثمن المحروقات كحل لأزمة صندوق المقاصة,وهي الزيادة التي زادت بها أوجاع ومعاناة من حملوا بن كيران وحزبه الى الحكومة,خاصة وقد صار االاقتطاع من أجور المضربين رجاء تحسين أوضاعهم,معركة الحكومة الجديدة,فقد رأينا كيف استقوى الرميد على كتاب الضبط ملوحا بالاستقالة في حال لم يتم انفاذه,, المصيبة أنه أمام هذا الاستئساد غير المسبوق على الفئات الدنيا والمتوسطة,وجدنا بن كيران وصحبه حمائل وديعة أمام من يسمونهم العفاريت والتماسيح,رأينا ذلك حين وقف بنكيران عاجزا أمام أخطبوط الفساد,موجدا حلا مهزلة,صار تنذر الناس''عفا الله عما سلف'',سابقة لم يسبق اليها وستبقى له ما بقي الناس,كما تأكد لنا ذلك حين تراجع صاغرا أمام الباطرونا والنائمين فوق أنهار المال,فلا تضريب للثرورة,ناهيك عن خرسه وحزبه حين تلويح الخلفي بدفاتر اصلاح القطب الاعلامي العمومي,,واخر المهازل ,ولن تكون الأخيرة,نشر وزارة الوفا أسماء التلاميذ الذين ضبطوا في حالة غش في بكالوريا 2012,في وقت كان المغاربة وعلى رأسهم المشتغلون بقطاع التربية والتكوين ينتظرون الكشف عن لصوص المخطط الاستعجالي,وأشباح التفرغ النقابي,وغيرها,,, انها جميعا ممارسات تؤكد أن بنكيران ''مخلوع وبزاف''وأن خياره الأوحد لتجنب مرعبيه هو الاستئساد على المسحوقين,في تجسيد لخيارات فوقية دكتاتورية تنال دائما من الحلقة الأضعف,انه منطق اغناء الغني وافقار الفقير,منطق يطرح من جديد السؤال حول كل هذا الاصلاح المدعى, وقادته,,منطق يؤكد ان ''أولاد عبد الواحد كاع واحد'' كما يقول المثل السائر انني أتذكر جيدا ما فاه به سائق طاكسي حين اعلان الزيادة في ثمن المحروقات,-وهو في أوج نقمته على السياسة والساسة,-''علاش كيصدعونا بهاد الانتخابات,وكيزيدو يخسرو في الفلوس , يديرو ليهم غير القرعة ,واللي جات فيه يحكم. ياك كاع بحال بحال؟''