نفذت السلطات الأمنية بأكادير، في الآونة الأخيرة، عملية ترصد لضبط أنشطة كازينوهات سرية بحيي الخيام والداخلةبأكادير، وأوقفت العشرات من المراهنين وأصحاب المحلات، وحجزت 6 آلات للقمار، تم استيرادها. وأفادت مصادر»الصباح» أن أحد عناصر الشرطة بلباس مدني تقمص دور شخص مقامر، ثم شرع في الرهان ضد خصمه داخل المحل المخصص للقمار، حيث توجد آلات الرهان المسماة ب»الرياشة»، وحين انخرط الحاضرون في اللعبة، داهمت عناصر الشرطة محل القمار السري، وحاصروا قاعة ألعاب القمار، واعتقلوا الممارسين ومالك»الكازينو السري» في حالة تلبس. وجاءت مداهمة المحل إثر الحملة التي نظمتها رجال أمن تابعين لمصلحة الاستعلامات العامة. وشملت الحملة حي الخيام وحي الداخلة، وتمكنت من مداهمة أقبية ثلاث مقاه، اثنتان بحي لخيام، والثالثة بحي الداخلة. وقررت السلطات الأمنية استهداف المحلات العشوائية السرية لأنشطة القمار، إثر ورود معلومات حول وجود آلات للقمار بعدد من المقاهي، داخل أماكن سرية لا يعرفها إلا القمارون ورواد تلك المقاهي. وقالت المصادر ذاتها إن السلطات الأمنية نفذت عملياتها بتنسيق مع النيابة العامة بابتدائية أكادير، وقررت مداهمة المحلات ما بين الساعة الثامنة والعاشرة ليلا، عندما ينهمك المراهنون، بعد أن يتسللوا داخل تلك الأقبية السرية المعدة للقمار. وأسفرت عمليات التدخل عن حجز 6 آلات للقمار، وإيقاف المراهنين وأصحاب تلك المحلات، وأحيلوا على النيابة العامة ابتدائية أكادير في حالة سراح. من جهة أخرى، حجزت السلطات الأمنية بإنزكان، أخيرا، آلة قمار إلكترونية خاصة بالكازينوهات بداخل أحد المنازل المعدة لأنشطة القمار بالدشيرة، تم جلبها من الخارج. وأحالت صاحبها على ابتدائية إنزكان. وعلمت»الصباح» أن السلطات الأمنية بإنزكان نظمت حملات أمنية مركزة بالأحياء الشعبية لمحاربة دور ومقاهي ومحلات القمار العشوائية التي انتشرت بأحياء تاراست والجرف والدشيرة، إذ أوقفت العديد من أصحاب تلك المحلات، وقدمت العشرات من روادها إلى العدالة. وإذا كانت محلات لعبة القمار بالورق العشوائية منتشرة بجميع أحياء المدن والمراكز الحضرية والقروية بمنطقة أكادير، وتستهوي العاطلين واللصوص والراغبين في الربح السريع من الفئات الشعبية، فإن مدينة أكادير تعتبر مدينة القمار بامتياز، لاحتوائها على ثلاثة من كبريات الكازينوهات بالمغرب، قيل إنها تساهم في انتعاش قطاع السياحة بأكادير. وبعد أن تحولت أكادير إلى قبلة لكبار القمارين ومركز استقطاب عالمي للقمار، لاحتضانها ثلاثة كازينوهات داخل الكيلومتر المربع، أصبحت تستهوي السياح الأجانب بعد أن وصلت شهرة تلك الكازينوهات عبر إشهار الشبكة العنكبوتية إلى المهووسين بلعبة القمار من أوربا وأمريكا وآسيا. غير أن تلك الكازينوهات التي خصصت بالأساس حسب القانون ودفاتر تحملاتها للأجانب، إذ يمنع حسب بنود دفاتر تحملاتها ولوجها من قبل المغاربة، أصبح المغاربة يشكلون أزيد من 90 في المائة من زبنائها. ويتم ذلك بعلم، وأمام الجهات المسؤولة عن تطبيق بنود دفتر التحملات، خاصة مسؤولين وزارة الداخلية والمالية والأمن الوطني والبلدية وإدارة الضرائب وغيرهم من الذين وردت أسماؤهم بتلك الدفاتر. ويعتبر مناهضو انتشار القمار بأكادير، وجماعة أنشأت صفحة على الفيسبوك التلكؤ في تطبيق بنود دفتر تحملات كازينوهات أكادير وغيرها، سببا في انتشار القمار بالأحياء، خاصة لعبة القمار بالآلات نفسها التي تنصب بالكازينوهات، يتم استيرادها وإدخالها إلى المغرب خلسة عبر طرق التهريب، مما يجعل القمار يحصل على المزيد من الشعبية بين السكان المحليين. على صعيد آخر، تستعد "مجموعة شركات لاس فيغاس الدولية للملاهي" إنشاء مشروع كازينو ضخم بجهة سوس ماسة درعة، بورزازات ليكون بذلك رابع كازينو بالجهة، أي نصف كازينوهات المغرب، وسيحول أكادير إلى نقطة جذب القمارين ومبيضي الأموال. هذا، وتعرف الكازينوهات الثلاثة بأكادير تنامي عدد مرتاديها وضحاياها من المغاربة، خاصة أن أنباء تتحدث عن معدل الخسارة للفرد الواحد كل ليلة بأكادير ينحصر ما بين 500 درهم و5000 درهم في الليلة، فيما تقدر أرباح كازينو واحد بمليار سنتيم سنويا، حيث تتراوح ما بين مليار و200 مليون سنتيم ومليارين و200 مليون سنتيم سنويا بكازينوهات أكادير، نصفها يوجه للمصاريف، والنصف الآخر أرباح توجه للخارج.