تعيش منطقة هلالة بالمنطقة الجبلية وضعا إنسانيا متأزما لكونها محرومة من أبسط حق في الحياة والذي يكمن في نذرة وشح المياه ،التي جفت تماما من جميع مطفيات الدوار مما جعل ساكنته تعيش يوميا رحلات تدوم ساعات وتقطع عشرات الكليمترات عبر جبال شتوكة أيت باها لتنتهي في الأخير بقطرات قليلة من الماء، هذه المياه التي تبدو للناظر إليها وكأنها مستمدة من الأوحال لكونها ممزوجة بالتراب وهي لا تصلح حتى لسقي الدواب، والغريب أن ساكنة هذه المنطقة يشربون منها إذ لا سبيل لغيرها، أما الأخطر من ذلك هو أن هذه المياه تتسبب في تفشي المكروبات وبعض الأمراض لعل أبرزها مرض الإسهال الذي يصاب به معظم أطفال المنطقة . وما يحز في النفس أكثر هو أن هذه الظاهرة المتأزمة أفضت إلى مشكل أخر خطير هو ظاهرة الهدر المدرسي الذي أصبح شيئا عاديا لدى هذه الساكنة، إذ أن جل الأطفال ينقطعون عن الدراسة لأجل مساعدة أسرهم في رحلة البحث عن الماء مما يجعل هذا الدوار يعيش وضعا استثنائيا تنعدم فيه أبسط حقوق العيش. والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا العجز المهول هو : أين ساكنة دوار هلالة من الحاجيات الأخرى التي تستوجب الماء بالضرورة ؟ كالإستحمام والنظافة وغيرها، يقول تعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حيا " أي أن الحياة تستوجب بالضرورة وجود المياه، وقد يؤدي انعدامها إلى الجفاف وبالتالي إلى الموت . وهذا نداء إلى المسؤولين لإنقاذ أرواح الفقراء والمساكين الذين يعيشون في مناطق نائية ومنعزلة لأجل إيجاد حلول للتخفيف من أثار وبوادر الجفاف ، وذلك عبر اتخاذ إجراءات ضرورية كتخصيص مساعدات مالية ومادية لساكنة هذه المناطق ومحاربة الهدر المدرسي وتوفير آليات تخزين الماء وغيرها . أما الحل الأوسع فهو إتمام إنجاز السد الذي كان مبرمجا بهلالة منذ سنة 2008 إلا أنه ظل حبرا على ورق ونتمنى أن يخرج إلى الوجود ويدخل حيز التطبيق .