على بعد شهرين من الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ستعتبر الأولى من نوعها بعد الصلاحيات الكبيرة التي فتحها الدستور الجديد للبرلمان، تتسابق الطموحات الفردية والجماعية ممثلة في الأحزاب السياسية ونخب الأعيان المختلفة للظفر بأكبر عدد من المقاعد داخل هذه القبة..وبإقليم اشتوكة ايت باها، أصبحت خريطة الترشيحات شبه واضحة الآن، بعدما حسمت أغلبية الأحزاب القوية في الأسماء التي سترشحها للتنافس على ثلاثة مقاعد هي عدد الدوائر الترابية المكونة للإقليم. ومن بين الأسماء التي حسمت أحزابها في تزكيتها نجد عبد الرحيم بنهمو مساعف، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة والذي يشتغل محاميا في العاصمة الرباط، حيث استقدمه الشيخ بيد الله إلى مدينة بيوكرى قبل أيام ليقدمه لمناضلي حزبه عضوا للمكتب الوطني، ينحدر من دائرة ايت باها ويتوفر على حظوظ الفوز بأحد المقاعد الثلاثة. كذلك، حسم حزب الاستقلال في مرشحه للاستحقاقات المقبلة في شخص سعيد ضور الذي سبق له أن حظي بالمرتبة الأولى في انتخابات 2007، كما يشغل منصب أمين مجلس النواب ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات باكادير إضافة إلى كونه نائبا ثالثا لرئيس مجلس الجهة..وهو المعروف بتحركاته داخل فريقه بمجلس النواب ونشاطاته الجمعوية المتنوعة منذ قدومه لحزب الاستقلال من الاتحاد الدستوري. حزب العدالة والتنمية بدوره يبدو انه سيعيد ترشيح محمد لشكر وكيلا للائحته بعدما تراجع رئيس جماعة ماسة عن طموحه في المنافسة، ولشكر هو أستاذ بمؤسسة تعليمية بايت اعميرة وناشط نقابي معروف سبق له حظي بأكثر من 4000 صوت في الانتخابات البرلمانية الماضية، كما انه ينشط رفقة فريقه في معارضة المكتب الجماعي لايت اعميرة. أما فيما يخص التجمع الوطني للأحرار، فقد تطلب الحسم في تزكية وكيل لائحته اللجوء إلى أعضاء المكتب التنفيذي بالرباط حيث كان التنافس حادا بين ابراهيم الحافيدي رئيس مجلس الجهة والملتحق أخيرا بعالم السياسة ورجل الأعمال المعروف الحسن عباد الذي قدم طلبه بالاستقالة من مجلس المستشارين بغية الترشح للانتخابات البرلمانية، وفيما حسمت التزكية لابراهيم الحافيدي الذي يعرف الكل انه ظل اخنوش في الجهة لا يستبعد أن يترشح عباد بلون أخر خصوصا وانه خبر تقنيات الانتخابات منذ زمن. حزب اليسار الاشتراكي الموحد الذي قرر مجلسه الوطني نهاية الأسبوع الماضي مقاطعة الانتخابات يبدو أن قادته المحليين سيتمردون على هذا القرار خصوصا بعدما اختلف الرفاق حول من له الأحقية في تصدر اللائحة بين لحسن فتح الله الذي يعتبر أن ولايته الحالية ناقصة ولم تكتمل بعد وبين الحسين ازكاغ الذي ينادي باحترام مبدأ " مول النوبة "، وهكذا فيترقب أن يترشح الأخير باسم التقدم والاشتراكية بعدما رفضت تزكيته من طرف الاتحاد الاشتراكي فيما لم تعرف بعد وجهة لحسن فتح الله الذي يعتمد على الجمعيات التنموية بانشادن التي يشغل رئيس كونفدراليتها في الدفع به لولاية ثانية. الاتحاد الاشتراكي بدوره ينتظر أن يخرج بمرشحه في الانتخابات المقبلة خصوصا وان مكتبه الإقليمي التئم قبل أسابيع ليندد بما اسماه حملات انتخابية سابقة تجتاح الإقليم، وفيما يبدو اسم محمد مسرور النائب الأول لرئيس بلدية بيوكرى مرجحا لترؤس اللائحة لازالت كل الاحتمالات الأخرى واردة. مصطفى جلوني بدوره، يرجح أن يترشح باسم الحزب العمالي بعدما لم تستقر به الحال في التجمع الوطني للأحرار ولجأ إلى الترشح في ايت اعميرة بعدما كان رئيس لبلدية بيوكرى...ويقال أنه في حالة ما ترشح للانتخابات القادمة فان اسما اخر سيعلن عن نفسه وهو مولاي علي خرازي الرياضي الأول بالإقليم ورئيس فريق أمل طلبة بيوكرى الذي كان إلى عهد قريب صديقا مقربا وسندا قويا لجلوني. وبمنطقة ماسة، يستعد بعض الشباب لترشيح من يمثلهم في مجلس النواب من خلال ترشيح احمد بلا وهو رئيس جمعية افراك ماست الامازيغية والمعروفة بانخراط أعضاءها في حركة 20 فبراير ونشاطها ضمن منظومة الحركة الامازيغية العالمية..ويبقى رهانهم هو تكسير العادة وهم يعولون في ذلك على دعم الجمعيات الامازيغية الأخرى وناشطي 20 فبراير. هذا، ولا يستبعد أن تترشح بعض الشخصيات الأخرى تحت ألوان مختلفة تسجل حضورها في كل محطة انتخابية بالإقليم، بما في ذلك حزب الوسط الاجتماعي عبر عضو مكتبه السياسي المتواجد بايت اعميرة والحزب المغربي اللبيرالي عبر مرشح غير معروف يقطن بمدينة اكادير. وفيما تبدو هذه اللائحة شبه محسومة وواضحة، تستقر احتمالات الفوز في محلها، مختلفة بين كل دائرة ودائرة وبين كل جماعة وأخرى، خصوصا وان الهياكل الحزبية لكل المترشحين متشابهة في الضعف إذا ما استثنينا حزب الاستقلال الذي يتوفر على مفتشية إقليمية قارة على رأسها مفتش إقليمي يمثل اللجنة التنفيذية ومكتب إقليمي ومكتب محلي في كل جماعة بالإضافة إلى تنظيمات شبابية ونقابية وتنظيم للمرأة وتمثيلية في شتى المجالس الجماعية التابعة للإقليم، كما يرأس الحزب أكثر من ثلث الجماعات بالإقليم بالإضافة إلى تمتعه برئاسة مجلس العمالة...فيما تبقى نشاطات الأحزاب الأخرى محدودة، لذلك سيعول في هذه الانتخابات على معيار شخص المرشح وبرنامجه الشخصي بدل يافطة الحزب والبرنامج الحزبي، خصوصا بالنسبة لابراهيم الحافيدي الذي سينزل بدعم من عزيز اخنوش وزير الفلاحة الحالي ، كما سيتكئ عبد الرحيم مساعف المحامي الرباطي الشاب والذي اختار أن يتوسط لقب خاله بنهمو اسمه الثنائي تيمنا بهذا الرجل الذي لا تخيب كلمته في منطقة ايت باها حيث تحكم القبلية وترجح كفة واحد لا غير، كما سيعول على مقاول العقار القوي والرجل الذي ينصاع له العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين بمدينة بيوكرى. إذن، فالانتخابات القادمة تعدنا بكثير من التشويق، فهل س بمدتكون محطة للقطع مع سلبيات الماضي وتجاوز الظواهر المشينة التي ترافق كل مناسبة انتخابية من توزيع للمال وشراء للذمم واستغلال للفقر والجهل المستشريان في مجتمعنا، وبالتالي محطة للإجماع وإنجاح الرجل المناسب في المكان المناسب؟...حتما، الجواب عن هذا السؤال لن يتأخر..فإلى ذلك الحين.