أطلق مسلح يرتدي زي الشرطة النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم في النرويج يوم الجمعة مما ادى الى مقتل 84 شخصا على الاقل وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية في العاصمة النرويجيةاوسلو. وذكر شهود ان المسلح الذي قالت الشرطة انه نرويجي يبلغ من العمر 32 عاما اطلق النار بشكل عشوائي على شبان تجمعوا لعقد اجتماع للجناح الشبابي بحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ينس شتولتنبرج في جزيرة اوتويا السياحية. وقالت محطة (تي في 2) التلفزيونية النرويجية ان المسلح الذي وصف بانه طويل القامة واشقر له صلة بجماعات يمينية متطرفة. وقالت الشرطة اليوم ان الرجل وجهت له تهمة تفجير القنبلة واطلاق الرصاص. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي اليوم "تحولت جزيرة كانت تمثل الفردوس الى جحيم." وأضاف انه لا يريد التكهن بشأن دوافع الهجمات لكنه أضاف "مقارنة بدول اخرى لن اقول انه ليس لدينا مشكلة كبرى مع المتطرفين اليمينيين في النرويج. لكن لدينا بعض الجماعات وقد لاحقناهم من قبل وشرطتنا تعلم بوجود بعض الجماعات اليمينية." وقال شهود عيان ان الشبان في المعسكر المقام على شاطئ بحيرة فروا يصرخون في فزع وقفز كثير منهم في المياه لانقاذ انفسهم عندما بدأ المهاجم يمطرهم بوابل من الرصاص. وقالت انيتا لين (42 عاما) التي تعيش بجوار بحيرة تيريفيورد الواقعة على بعد بضع مئات من الامتار من جزيرة اوتويا الواقعة شمال غربي اوسلو "لم ار سوى اشخاص يقفزون الى الماء ..نحو 50 شخصا يسبحون في اتجاه الشاطيء.الناس كانوا يصرخون ويرتعدون لقد كانوا مرعوبين. "كانوا صغارا جدا ما بين 14 و19 سنة." وقال يورجين بينون وهو احد الناجين وكان في الجزيرة في ذلك الوقت "رأيت اشخاصا يتعرضون لاطلاق النار. حاولت ان اجلس هادئا بقدر الامكان. اختبأت وراء بعض الاحجار. رأيته مرة على بعد ما بين 20 و30 مترا مني. فكرت في انني خائف على حياتي وفكرت في كل الناس الذين احبهم." وقالت ناجية تدعى هانا عمرها 16 عاما لصحيفة افتنبوستن النرويجية "لقد تجمعنا جميعا في المنزل الرئيسي للتحدث عما حدث في اوسلو. فجأة سمعنا طلقات رصاص. اعتقدنا في البداية انه سلوك احمق. وحينئذ بدأ الجميع في الركض. "شاهدت شرطيا واقفا هناك يضع سدادات في اذنيه. قال 'اود ان يتجمع الجميع'. ثم ركض وبدأ اطلاق النار على الناس. ركضنا ناحية الشاطئ وبدأنا السباحة." واضافت هانا ان المسلح اطلق النار على الناس في المياه. واحتمى كثيرون بالمباني مع تردد دوي اطلاق النار في انحاء الجزيرة التي كانت تستضيف المعسكر السنوي لجناح الشباب بحزب العمال القوة المهيمنة على السياسة منذ الحرب العالمية الثانية. وفر الشبان الخائفين الى الغابات او حاولوا السباحة للوصول الى مكان امن. وبحثت سفن عن ناجين حتى حلول الليل. وحلقت طائرات هليكوبتر في الجو. وحطمت القنبلة التي هزت وسط المدينة بعد الظهر نوافذ مبنى رئيس الوزراء والحقت اضرارا بمبنيي وزارتي المالية والنفط. واعتقلت الشرطة المسلح الذي تعتقد ان له صلة ايضا بالتفجير وعثرت في وقت لاحق على متفجرات لم تنفجر في الجزيرة الواقعة شمال غربي اوسلو. وكان هذا اكبر هجوم في اوروبا الغربية منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والتي ادت الى مقتل 191 شخصا. وقال جاكوب جودزيميرسكي الباحث الكبير في المعهد النرويجي للشؤون الدولية انه يشتبه في ان جماعة يمينية وليست جماعة اسلامية وراء ما حدث. ونشأت جماعات يمينية في النرويج ومناطق اخرى في شمال اوروبا حول قضية الهجرة. واضاف "سيكون امرا غريبا جدا ان يكون للاسلاميين زواية سياسية محلية. الهجوم على اجتماع شبان حزب العمال يشير الى انه شيء اخر. لو كان الاسلاميون يريدون شن هجوما لكانوا فجروا قنبلة في مركز تجاري قريب بدلا من جزيرة نائية." واسفر التشدد اليميني عن وقوع هجمات متفرقة في دول اخرى من بينها الولاياتالمتحدة. ففي عام 1995 قتل 168 شخصا عندما فجر تيموثي مكفاي شاحنة ملغومة عند مبنى اتحادي في مدينة اوكلاهوما. وتعرضت الدول الاسكندنافية الاخرى بالفعل للعنف او للتهديد به اذ احبط هجوم بقنبلة في العاصمة السويدية ستوكهولم في ديسمبر كانون الاول الماضي وتم قتل المفجر. وتلقت الدنمرك تهديدات متكررة بعدما نشرت صحيفة رسوما كاريكاتيرية تسيء للنبي محمد في اواخر 2005 مما اثار غضب المسلمين في انحاء العالم. وفي اوسلو تأثر ايضا مبنى دار نشر قامت في الاونة الاخيرة بنشر ترجمة لكتاب دنمركي بشأن الجدل المثير حول الرسوم الكاريكاتيرية ولكنه لم يكن هو المقصود على ما يبدو.