يأتي المتعلم اٍلى المدرسة وقد تعلم اللغة الأم اثر احتكاكه بمن يحيطون به. في حين تظل المدرسة بكل ما أوتيت من وسائل(سبورة وطباشير) عاجزة عن تمكين المتعلم من التعبير شفهيا أو كتابيا على مدى ست سنوات وقد يصل الأمر أحيانا اٍلى مرحلة الثانوي،وأمام هذا الاشكال، يلجأ الكثير من الأساتذة اٍلى مساعدة المتعلم في انجاز التمارين تفاديا "لصداع وتهراس الراس". فأين يكمن الداء؟ مما لاشك فيه، فجل العقلاء يؤكدون أنه لا يمكن للطفل أن ينشأ نشأة سوية ومتكاملة، الا بتضافر جهود كل من الأسرة والمدرسةوالشارع والمسجد والاعلام، لاكساب الطفل القيم النبيلة والسلوكات الحميدة. لكن مادام ما نادى به عقلاء هذه الأمة سفه من طرف شرذمة استمرؤوا الفساد وامتلكوا أسباب القوة، فلن نكف عن الجهر بما نراه حقا الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. بعدما درست اللغة العربية لأزيد من عشر سنوات في المدرسة الابتدائية، اكتشفت أن من أنزلوا المقررات الدراسية لا يريدون خيرا لأبناء الوطن. يقدمون ما ينبغي تأخيره، ويمررون فكر"كل غذاء متوازنا ونم نوما كافيا" لأن الغذاء المتوازن يقوي الجسم، والسهر يؤذي العينين والرقبة والظهرو....في حين لا يشجعون المتعلم على تعلم العلوم والجد والاجتهاد. أتساءل دائما لماذا لاتدرس قواعد اللغة العربية ضمنيا اٍلى غاية المستوى السادس؟ ستسألني أخي القارئ قائلا: ما المرتكزات التي اعتمدتها في طرح وجهة نظرك؟ أقول لك: لست فقيها ولا عالما، وحسبي أن أومئ اٍلى هذا الخلل، ليقوم أهل الاختصاص بدراسة هذا المشكل وعلاجه. أما الأسباب التي دفعتني اٍلى الاقتناع برأيي، فأوجزها فيما يلي: - بادئ ذي بدء، سل كل من درس قواعد اللغة العربية في الابتدائي هل مازال يذكرها. أغلب من درسها لم يفهمها واٍن كان قد فهم بعضها فقد نسيها. - لمواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم ،فنحن في حاجة لأفكار بالدرجة الأولى، أما مسألة صحة عرض هذه الأفكار من الناحية النحوية أو الاملائية، فتأتي في الدرجة الثانية. قد يتخلى المتعلم عن طرح فكرة معينة اٍذا طلب منه التقيد بهذه القواعد، لأنه صار مثل ذلك الشخص الذي طلب منه السير في حقل ملغوم. - يرهق الأستاذ نفسه ،ويضيع وقته في شرح ظواهر صرفية وتركيبية، يجد المتعلمون صعوبة في استيعابها. - يشعرالمتعلم بالاحباط اثر عدم فهمه لتلك القواعد. لهذه الأسباب فاٍنني أرى ضرورة اٍعادة النظر في اٍدراج تدريس قواعد اللغة العربية بالمدرسة الابتدائية، وتعويضها بما يلي: - بنصوص قرائية مشوقة. مع تعويد المتعلم على تلخيص ما قرأه. - قصص. - مسرحيات. -....