بعد أن امتنعت الخارجية المغربية عن نقله إلى المغرب قررت السلطات السويسرية إحراق جثة شاب مغربي وضع حدا لحياته داخل أحد السجون بالعاصمة بيرن بعد أن عجزت أسرته الموجودة ببني ملال عن نقل جثمانه إلى المغرب. وعزا مصدر مقرب من العائلة سبب عدم استلام جثة الشاب المنتحر إلى النفقات الباهظة التي تتطلبها عملية ترحيل الجثمان إلى المغرب، غير أن اللافت للانتباه في هذه القضية أن عائلة الفقيد، البالغ من العمر 23 سنة، أجرت عدة اتصالات عبر بعض الوسطاء مع وزارة الخارجية المغربية ومسؤولي السفارة المغربية من أجل التكفل بنفقات نقل الجثمان إلى المغرب، إلا أن هذه الاتصالات باءت بالفشل ولم تتلق العائلة أي رد. وحددت السلطات السويسرية اليوم الثلاثاء لتنفيذ عملية إحراق الجثة في فرن مخصص لهذا الغرض للتخلص من جثث ترفض عائلاتها استلامها، ذلك أن السلطات السويسرية، حسب مصدر مطلع، تمتنع عن الاحتفاظ بالجثث داخل مستودعات الأموات لمدة أطول. وحاولت «المساء» الاتصال بالسفير المغربي ببرن سعيد بنريان لمعرفة وجهة نظره في هذه القضية، غير أن هاتفه كان خارج التغطية طيلة صباح أمس، فيما نفى مسؤول بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في اتصال مع «المساء» علم الوزارة بقرار السلطات السويسرية القاضي بإحراق جثمان الشاب المغربي. وأشار المتحدث نفسه إلى أن حادث انتحار هذا الشاب المغربي ببرن يعود إلى بداية مارس قادما إليها من روما، مضيفا أن الوزارة قامت بالإجراءات الضرورية اللازمة لترحيل الجثمان قبل أن تتعثر هذه الإجراءات في منتصف الطريق، وامتنع المسؤول المعني عن إعطاء مزيد من التفاصيل حول ملابسات هذا الحادث. ودخل على الخط في هذه القضية بعض المغاربة المقيمين بسويسرا لتفادي إحراق جثمان الشاب المغربي، بل إن بعضهم انخرط في مبادرة تدفع في اتجاه جمع تبرعات مالية لتأمين نفقات نقل الجثمان إلى المغرب بعد أن امتنعت السفارة المغربية عن التكفل بهذه المهمة، فيما تحبس العائلة أنفاسها خشية تنفيذ عملية إحراق جثمان ابنها، وهو ما يعني حرمان ذوي الفقيد من أن يكون لابنهم قبر في مسقط رأسه ببني ملال.