وضع الوداد البيضاوي الأندية المغربية مجددا على الخريطة الأفريقية، بعد أن توج بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، بفضل كتيبة لاعبين مميزين بينهم مهاجم فذ، ومدرب أغلق مفاتيح لعب منافسه بشكل كامل وتفوق عليه نفسيا وفنيا. وبتتويج الوداد بطلا لأفريقيا، رفعت أندية المغرب ألقابها إلى 6 (3 للرجاء واثنان للوداد وأخير للجيش الملكي)، متساوية مع ألقاب الكونغو الديمقراطي، ويأتي الاثنان في المركز الثاني خلف 14 لقبا مصريا. ولعب أشرف بنشرقي، اللاعب الأبرز في تشكيلة « وداد الأمة »، دورا مهما في تتويج فريقه بالبطولة، حيث سجل هدف التعادل أمام الأهلي المصري في لقاء الذهاب في الإسكندرية، وصنع هدف الفوز إيابا على ملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء. إلا أن دور اللاعب صاحب ال23 عاما يتجاوز بكثير مجرد تسجيل هدف وصناعة آخر في الدور النهائي، فقد كان نجم الفريق الأول على مدار البطولة، وسجل 5 أهداف بينها اثنان في إياب نصف النهائي أمام اتحاد العاصمة الجزائري. وبنشرقي الذي انضم إلى الوداد العام الماضي قادما من المغرب الفاسي، تعتبره جماهير « أسود الأطلسي » واحدا من لاعبي المستقبل للمنتخب الوطني، الذي يتعين عليه الفوز على مضيفه كوت ديفوار بعد أيام من أجل التأهل لكأس العالم 2018. أما نجم الوداد الآخر فهو المدير الفني حسين عموتة، الذي أدار لقاءي النهائي أمام الأهلي – على المستوى النفسي قبل الفني – باقتدار. تمكن عموتة من استغلال إمكانات فريقه كما ينبغي، ولعب على الهجمات المرتدة ذهابا، وبلغ مبتغاه بخطف التعادل من فم الأهلي أمام أكثر من 60 ألف متفرج في ذهاب الإسكندرية. وعندما احتاج موقف الوداد إلى الدفاع، لم يعتمد عموتة (48 عاما) على خط خلفي تقليدي، بل نجح في إغلاق كافة المساحات أمام مهاجمي الأهلي الذين وجدوا صعوبة بالغة في بلوغ مرمى الوداد، وأصدر تعليماته لمدافعيه، فيما يبدو، بأن يكونوا بناة هجمات، لا مشتتي كرات. وفي لقاء الإياب تفوق عموتة على نظيره حسام البدري، وأعطى المباراة ما تستحق مستفيدا من أفضلية نتيجة الذهاب، وبنفس الطريقة استغل اندفاع منافسه للهجوم ولعب على المساحات خلف دفاعات الأهلي، ليسجل وليد الكرتي هدفا شديد الشبه بهدف بنشرقي في المباراة الأولى. أما فيما تبقى من المباراة، فقد عمد عموتة، الذي يمتلك خبرة تدريبية كبيرة جمعها من المغرب والخليج، إلى تحجيم مكامن الخطورة في الأهلي، عبد الله السعيد ووليد أزارو وجونيو أجايي ومؤمن زكريا، حتى خرج بالمباراة إلى بر الأمان وحقق منها المراد.