بعد ما سمي بالانتخابات الأخيرة في شقها النيابي ، استنتج كثير من المتتبعين بناء على نتائج الاقتراع ، أن الرئيس المقاول السابق ، له حضور كبير بين قرى و مداشر و تخوم بني بوزرة ، رفغ البساط الفسيح الواسع الذي سحبه من تحت قدميه توفيق ابن فصيلتهالبيولوجية ، لكن و في المقابل عكس ذلك نجد للنتائج المحصل عليها بينهما تراجعا مخيفا لحضور الرئيس الحالي بين الساكنة ، على الأقل على مستوى الأرقام الورقية ، لأنه من الصعب حقيقة كما يقول متتبعون أن نحكم على مستقبل أي فاعل بناء على نتائج اقتراع تتحكم فيها عوامل شتى ، منها المال و التعصب للنسب و الانتماء الجغرافي و العلاقات مع دواليب السلطة و غيرها ، لكن المستفاد أن الجماعة لم تصل بعد إلى مرحلة النضج في الاختيار و القرار ، بل و لم يعف جل البزراتيين ماذا يريدون و ما المطلوب في النائب البرلماني أو رئيس الجماعة . كلامنا صدى من أصداء الشارع البوزراتي الغماري ، لا علاقة له بحملة “سابقة ” و لا “لاحقة” ، ضد أو مع من لهم في التدبير “الأخطاء الماحقة” و الاختلاسات الشاهقة” و "العشوائية الفاسقة" ، إنما هو كلام يردده الخاص و العام من أبناء بني بوزرة الذين اكتووا بنيران تدبير سيئ للغاية ، على يد رئيس أسبق قيل أن زمنه كان بداية لسلطة فعلية و لصلاحية مطلقة لرئيس الجماعة ، رئيس لا هو ترك الأهالي يبذرون في تربتهم مما فاض كيله ، من شتى أنواع الخيرات الموروثة أبا عن جد ، و لا هو حافظ على أواصر المحبة و الأخوة بين شتى تلاوين الأنساب و المداشر و القرى ، قائمة قوية ، كما أسسها الرعيل الأول ، اجتهادا لتحصيل العلم و دفاعا عن أحواز الوطن ، و تقاربا و تعاونا و تآخيا . مثل هذا الكلام و غيره يروج في كل ربوع بني بوزرة ، و منه أن الجماعة عادت إلى الوراء على مستوى التنمية المحلية عقودا من الزمن ، من فرط ما فعل بها الرئيس الأسبق من محق و سحق ، الذي لم يراعي في براءة أجيالها إلا و لا ذمة ، مفضلا مصلحته الخاصة الصرفة ، على مصلحة الجماعة و مصلحة الوطن و الأمة . و الآن ، و بعد مضي أشهر من عمر الولايةالرئاسية الجديدة ، هل تحقق شيئ مما تحتاجه و تطلبه الساكنة ، على الأقل من خلال التواصل المباشر و المستمر بين الرئيس الحالي و الساكنة ؟ يجيب الأهالي ، إن ما مارسه الرئيس الأسبق من إهمال ودمار عوص عملية الإقلاع بالنسبة للرئيس الحالي ، في حين يقول البعض الآخر أن هذا ليس بعذر علمي و لا منطقي و لا واقعي لأن كل الأدوات و الوسائل و الفرص بين يدي الرئيس الحالي و بإمكانه استثمارها و تحريكها وقت ما شاء ، و إن كان أن ما سيفعله فسيكون مبنيا على على ما بناه الرئيس السابق من وهم كاذب ، و مشاريع غير ذات نفع كبير ، حيث لم ينجز سوى شارعا “ثانويا” معوجا مثله مثل أفعى آدمية ، شارع كان الأولى ألا يشتغل فيه ، لأنه أنجز على حساب أولوية الشارع الرئيسي المؤدي إلى “الحي الإداري” و إلى كافة المرافق الموجودة بالمركز البزراتي ، انطلاقا من “كنترول” بواحمد ، من هنا لا يستغرب السكان من استمرار سياسة التدبير السيئ لشؤون الجماعة ، المسيئ لساكنتها ، فقط قد يحسب للرئيس الحالي الفرص المتاحة كإنجاز شارع كرنيش بين مركز اشماعلة و بواحمد و إصلاح و تعبيد الشارع الرئيسي . و أما عن مشروع “القاذورات” المؤذية لصحة الساكنة ، المنتشر دودها و سمومها ، بين سواقي و أراضي الأهالي ، فالروائح المنبعثة منه المشروع كفيلة بأن تذيق الباحث عن الحقيقة ، مذاق التنمية الحقيقية التي لامسها المواطن ببني بوزرة على يد الرئيس السابق . و بعيدا عن “إنجازات” هذا و ذاك ، هناك نخبة من البزراتيين تسود الرأي العام و تغمره ، تتحدث عن أمل دخول فاعلين جددا إلى المعترك ليخلقوا المفاجأة ، سواء عبر الصناديق أو عبر الممارسة اليومية الميدانية ، رغم ما يتعرضون له من تضييع ممنهج على يد بعض رجال السلطة الفاسدين ، حاملين لأبنائها مشاريع أفكار كبرى ، قابلة للتطبيق . و بالمختصر المفيد إن جماهير بني بوزرة تدرك أهمية المرحلة و دقتها ، و تعي جيدا أن هناك غموضا داكنا عمن هو الشخص المناسب لها الكفيل بتدبير شؤونها ، بعد خيبات أمل طويلة ، متأسفة على ما ضاع من فرص تنمية ثمينة . ليست مطالب البزراتيين حلما غير قابل للتحقق ، بل في كثير من الأحيان تجري رياح التغيير في الاتجاه الذي تختاره سفن الجماهير ، التواقة للحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، هربا مما مورس عليها من فضاعة التهميش و الإقصاء و سوء تدبير شؤونها العامة ، على يد “بزنازة” و “سماسرة” و “عنصريين” ، و مسؤولين عديمي الضمير ، لا يجيدون سوى تعكير مناخ التنمية المحلية ليصطادوا فيه كما شاؤوا ، شططا و نهبا ، دون مراعاة مطالب الجماهير و آمالها و آلامها و طموحاتها . التغيير ممكن ، تردد جماهير بني بوزرة المنكوبة ، إن كان حياد “ السلطة الوصية” حقيقيا ، حتى لا يجد السيد الدكتور مبررا لفشله و عدم قيامه بالواجب ، و إن توقف المال الحرام عن تلويث الجو العام ، و إن حجم نفوذ المفسدين و السماسرة قبل و أثناء التفكير و الممارسة لأي مشروع تنموي ، مع يقيننا بعدم “استسلام” أعداء تقدم و تنمية بني بوزرة ، ولا بتسليمهم للأفضل منهم الحق في ممارسة ما هو أهله ، إلا إن هبت عليهم صحوة ضمير ، تؤنبهم و تحثهم على دعم الأكفأ و الأحسن و الأجدر . مرحبا ب”الدال” ذات المدلول ، تردد الغالبية العظمى من البزراتيين الغماريين ، إن أراد فعلا أن يخدم بني بوزرة ، الذين لم يكتب بعد أن مثلهم إطار نخبوي من الحجم الكبير ، و كلهم شوق في تحقيق تنمية طالما حلموا بها ، على الأقل حتى لا يحرم الجيل الصاعد من أبنائهم ، من التمتع بما يلزم من مواصفات و شروط و ظروف العيش الكريم و المواطنة الكاملة ، و إلم يقم بشيئ يذكر يخدم المنطقة و يعيد لها الاعتبار التي هي أهله فسيطرد شر طردة كما طرد الأسبق و السابق . فهل بزغت فعلا إشارات ذات مدلول فعلي ، تدل البزراتيين على معالم طريق التخلص من الفقر و الأمية و التخلف و هدر المال العام و تضييع فرص التنمية ، و تضع بأيديهم مشعلا ينير مستقبل أبنائهم ، بأضواء العلم و العمل و التقدم و الازدهار و السعادة ؟