لدينا إنتخابات، نزيهة، غير نزيهة، ليس مهما. المهم أنها لدينا. فبعض الدول لا تزال تفتقر لها. وماذا لو أن الماء ينقطع من الساعة الخامسة مساءا إلى الخامسة صباحا. الحقيقة أننا لا نحس بأي نقص، فإثنى عشرة ساعة في اليوم هي أكثر من اللازم لتدبير المنزل و أيضا ملأ مخزون من المياه ليغطي احتياجات المساء و الليل. و في اليوم التالي نجد أن مخزون المياه لم يستهلك حتى نصفه أو ثلثه. الحمد و الشكر الجزيل على هذه النعمة، فالسوريون لا يحصلون على الماء إلا ساعتين كل ثلاثة أيام، و غالبا ما يكون ملوث. و لدينا البيض، الذي هو أغنى غذاء من حيث البروتين، فمعدل وزن البيضة هو 80 جرام، 50 جرام منها، و هو ما يمثله بياض البيضة كله بروتين. أي أن بياض 10 بيضات يشكل نصف كيلوغرام بروتين. و كم ثمن البيضة؟ درهم واحد فقط. صحيح أن ثمنها وصل هذا الصيف إلى درهم و نصف، إلا أنها كانت أزمة عرضية لم تدم طويلا، إذ تم علاجها بكل أولوية. مما يدفعنا إلى القول، بكل نزاهة، أن نصف كيلوغرام من البروتين يكلف 10 دراهم فقط. أليس هذا رائعا، أن يكون ثمن البيض في بلادنا هو نفسه في دول العالم الأول؟ و لدينا و لدينا ولدينا ... لا ينقصنا إلا قلب شاكر يحصي كل هاذي النعم. أليست هذه هي الطريقة التي يجب أن يفكر بها جيلنا؟ أن يرضى بما لديه، لأنه يوجد من هو أقل شأنا منه؟ الحقيقة أن جيلا من هذا النوع ليس مطالبا بأن يحرز أي ميداليات في الأولمبيات، لأنه حتما سينظر لمن هو أقل إنجاز منه