تلعب الأحزاب السياسية أدوارا طلائعية ، في الأنظمة التي تسود فيها الديمقراطية ، سواء كانت في الحكم أو في المعارضة . 1 : فإن كانت مقصية ، أي خارج الأجهزة ، فغالبا ما تأخذ على عاتقها مهمة التتبع و الرقابة على أعمال الطبقة السياسية الحاكمة ، الشيئ الذي يحد من استبداد القابضين بزمان الحكم و يقلص من نفوذهم و ينقص من توسع فسادهم . 2 : و تلعب الأحزاب دورا مهما في تمكين أفراد الشعب من الكشف عن رغباتهم بشكل منظم و سلمي و فعال . 3 : كما يساعد العمل الحزبي الأفراد و الجماعات على برمجة الوقت و صياغة برنامج قابلة للتطبيق محليا و وطنيا . 4 : إن الأحزاب تكون في البلاد رأيا عاما موحدا ، بما تقدم للشعب من مختلف المعلومات الاقتصادية و الاجتماعية بالطرق المبسطة الواضحة التي توقظ فيه الوعي السياسي .
5 : و بما أنها تعمل في كل جهات القطر ، فإن برامجها تساعد على تحقيق الوحدة الوطنية و المذهبية بالتوفيق بين وجهات نظر متباينة حد التناقض . 6 : كما أن الأحزاب تساعد الفرد على التفريق و الاختيار بين السياسات ذات الأهداف المختلفة ، كما تهيئ له فرص اختيار نوابه و حكومته استنادا إلى معايير معينة . 7 : الأحزاب مختبر مهم للنظريات السياسية و الاجتماعية ، و أطرها مسؤولون عن ترجمة هذه النظريات على أرض الواقع في المجالات المختلفة . 8 : إن وجود تعددية حزبية و سياسية في الساحة ، يمكن الشعب من الاختيار بحرية ، كما يمكنه عن طريقها من الاقتصاص من الحكام الفاسدين و التنويه بالمصلحين . 9 : الانتماء إلى الأحزاب التنظيمات و الحركات واجب لتحقيق “الذات المسؤولة في المجتمع” . 10 : إن الدور المنوط بالأحزاب السياسية من موقع المعارضة ، يعد أخطر من دورها و هي تدير دواليب الدولة ، لأنها تصبح رقيبة و مسؤولة و حريصة أكثر على ضمان استمرارية الدولة كلها ، و المحافظة على ثرواتها و ممتلكاتها و مدخراتها و طاقاتها ، من التبذير و الاختلاس و التهريب و التلاعب و الاستهتار ، و غير ذلك مما يمكن أن يعرض كيان الدولة ككل إلى منزلقات التشرذم و التخلف و التطاحن ، أو ما شابه ذلك ، من الآفات التي تصل إليها الدولة بسبب سوء تدبير شؤونها العامة من طرف الهيئة الحاكمة عن قصد او عن غير قصد . يذكر أننا تحدثنا عن مهمة و وظيفة الحزب السياسي ، الممارس لعمله في أجواب تطبعها الحرية و الاستقلالية ، و يتسع فيها مجال المبادرة و الإبداع ، بمعنى أننا ذكرنا بدور الحزب السياسي في المناخ المناسب لتصريف مهمته و رسالته .