بعد جدال حاد عرفه موضوع الحشيش المستنبت بالتراب الغماري و الكتامي بالمملكة المغربية الشريفة ، و الذي عرف البوح بمقترحات جريئة في كيفية معالجة هذا الخطر المحدق بالمغرب و المغاربة أمنيا و صحيا واقتصاديا ، تعالت أصوات جديدة تنتمي لفعاليات سياسية و مدنية و حقوقية من جديد ، مطالبة بوضع حد للسياسات المتذبذة اتجاه الموضوع، و ذلك لرفع الحيف الخطير الذي تتعرض له منطقة واسعة جدا متهمة بزراعة القنب الهندي الذي تستخلص منه مادة الحشيش المخدرة و الفتاكة جدا بصحة الشباب و عامة مستهلكيها . و الذي يزيد من أهمية التعجيل بالحسم في موضوع الحشيش ، ما يستورد مقابلها من سموم أكثر تدميرا تتجلى بوجه الخصوص في الهرويين و الكوكايين و القرقوبي و أنواع أخرى كثيرة ، و تحديدا بعدما تكون هذه المواد المخدرة المدمرة مقابلا لأطنان الحشيش التي تهرب عبر شواطئ بعينها ، بحيث يشتكي العامة من الأهالي من عدم توصلهم بالعمولات المادية نظير كميات الحشيش "المصدر" المهرب ، في حين تظهر علامات استيراد المواد الفتاكة بادية للعيان . و الأخطر في الأمر أن موضوع الحشيش أصبح مادة خصبة للمزايدات الانتخابوية ، بحيث تلجأ أحزاب حزب معين إلى التحريض المباشر على زراعة الكيف و توسيع رقعة زراعته ، بل و يدعو سياسيون إلى إنشاء مقاهي خاصة بالإدمان على الحشيش و ال"شقوفا" و ما يتبعهما من مستخلصات مخدرة و سامة . و يستفيد من زراعة الكيف على وجه الخصوص أباطرة و مسؤولون و سماسرة ، في حين يبقى عامة المزارعين في حالة فقر مدقع و تخلف كبير ، بسبب انتفاء فرص الشغل و سوء استثمار الموارد و المؤهلات المحلية ، الشيئ الذي يجعل من "السياسوي" ومن مروج الحشيش البزناز و من بعض المسؤولين المستفيد الأوحد بشكل واضح ، و تبقى أحوال الساكنة مسكونة بالرعب و الخوف و الهواجس ، جراء التهمة الملفقة إليهم بشكل ضمني ، دون إغفال الانعدام شبه التام للمرافق الاجتماعية و الثقافية و غيرها في ربوع المناطق المعروفة بزراعة القنب الهندي ، فلا المتضررين لهم ضمانات مادية من سكن و شغل و صحة و دراسة تشجهم على الهجرة نحو المدينة ، ولا هم يأمنون في مناطقهم الأصلية على مصيرهم و مصير أبنائهم . فمن سينصف الأهالي و من سينقذهم من هذا المستنقع الخطير الذي وضعوا فيه دون اختيار و لا إرادة منهم ، و من سيحررهم من شجع السياسويين و الأباطرة ، الذين يتاجرون في حياة و أحوال الساكنة و المنطقة كلها ؟؟؟ أملا في استقرار مادي و معنوي يضمن للمواطن الكرامة المطلوبة ، ينتظر المغرب الديمقراطي الجديد ، حلولا ناجعة للمعضة إنقاذا لأجيال بكاملها من ضياع محقق .