شهدت كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان,تنظيم ندوة وطنية تحت عنوان الهجرات الدولية والتغيرات الاجتماعية بالمغرب,الواقع و الآفاق .وذلك يومي 6-7 من دجنبر الجاري,أشرف على تنظيم هذا الحدث كل من شعبة الفلسفة,علم الاجتماع وعلم النفس. وانطلقت الجلسة الاولى بكلمة افتتاحية للدكتور مصطفى الغاشي عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان,وكلمة شكر لرئيس الشعبة الدكتور المعتصم الشارف,ثم كلمة لجنة تنسيق الندوة الدكتور عبد الرحمان الزكريتي.واحتفاءا منها بهذا الحدث السوسيولوجي افتتحت الندوة بمحاضرة قيمة للسوسيولوجي المغربي الدكتور محمد بودودو .وهو استاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط له أبحاث متعددة. اشتغل مع السوسيولوجي الفرنسي بيببر بورديو,حاليا يشتغل في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان. في حديثه عن الهجرة الدولية والاندماج الاروبي شرع محمد بودود من الخلفية التاريخية بين الاسلام وأروبا,وباقي العالم مستشهدا بالامبراطوريات الاسلامية وما تلاها من حملات صليبية ,وكيف ساهمت الحضارة الاسلامية في بناء الفكر الانساني ,ثم انتقل إلى المواجهة الجديدة بين الاسلام المعاصر واللقاء المباشر بين المسلمين والغرب, الذي كانت بدايتة مع أحداث 11 شتنبر ومساهمتها في بناء التصور الجديد حول العدو الاستراتيجي ,و واقع الارهاب الذي قدم نظرة مشوهة عن الاسلام كانت كفيلة لظهور ما يصطلح عليه بالاسلام الرديكالي. هذا وأثار الباحث مفاهيم جديدة تمثلت في الوعي بديمومة الهجرة ومأسسة الاسلام وإشكالية الهوية والاندماج عند المهاجرين, ليفسح مجال التساؤل والبحث حول علائقية الشتات في مفهوم المغرب للهجرة التي تفضل بها أستاذ النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسن بواشنطن الدكتور محمد الشرقاوي وهو محلل سياسي بالوحدة الانجليزية في مركز الجزيرة, وعضو لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة. هذا الأخير ركز في مداخلتة على مسألة هامة تتعلق بنحنية الشتات الجديدة على حد تعبيره لخصها في عبارة "الشتات رجل "هنا" والأخرى "هناك".في تحليله لعلائقية الشتات بين البلد الأصل وبلد الاستقرار ,المشكل لمجتمع الشتات عبر قوة الدفع داخل العلاقة. والنمو الديمغرافي والسوسيولوجي عند مغاربة ما وراء البحر الذين يعيشون شتات الهوية و الشعور المجتمعي "بنحن" الجديدة المركبة و المكتسبة كما وصفها الباحث , وفي ختام حديثه أشار محمد الشرقاوي إلى الرابط الغائب في تعامل المغرب الرسمي تجاه مغاربة العالم, وإلى ضرورة تأسيس سياسة جديدة للهجرة, وتجاوز مسألة الاندماج والتأقلم والحديث عن مواطن عالمي بصيغة جديدة. إلى جانب هذا فقد عرفت الندوة جلسات علمية أغنت النقاش بمداخلات مهمة لثلة من الأساتذة والباحثين في مجال الهجرة الدولية من مختلف جامعات المغرب .