عضو لجنة تتبع الشأن العام المحلي : دخل الرئيس الجديد لجماعة بني بوزرة ، محملا برزمة أفكار مشاريع ، منها البسيط الخاص بأحوال الساكنة العادية ، و منها الكبير المتعلق بالمشاريع الكبرى الممكن تحقيقها للجماعة ، في الفترة الرئاسية الجديدة و ما يليها ، فعلا قد سجل ملاحظون شراسة أطوار الحملة الانتخابية الجماعية الأخيرة ، التي عبر أثناءها "سيادة" الدكتور ، عن رغبة جامجة في رفع الحصار عن المنطقة و تخليص ساكنتها مما هم فيه من فقر و أمية و خوف و جهل و مرض ، إلا أن آخرون و خاصة خصومه اعتبروا تصريحاته مجرد خطاب انتخابوي استهلاكي عابر . و الأخطر في الأمر ما يشاهد الآن عيانا ، المتعلق باصطدام آمال الرئيس الدكتور بصخرة عصية على الإقتلاع أو التفتيت ، عبارة عن تراكمات عقود سالفة من "حكم" أشخاص لم يستحضروا على الإطلاق مصلحة الساكنة في حساباتهم ، بل عملوا المستحيل للاستغناء و جمع الثروة و تمرير الملفات المشبوهة ، مما كان له الأثر العميق في تشكيل و توغل لوبي فاسد خطير ، لم يستحضر و لا يستحضر لحد الآن أفراده هو الآخر سوى مصالحهم الشخصية ، المتمثلة في التحريض على البناء الرشوائي مقابل مبالغ ، و توظيف أفراد من أقاربهم قصد الاستقواء بهم و فرض الأمر الواقع ، و المتمثلة في العبث بمصالح الجماعة بسبب انعدام كفاءة و غيرها من مظاهر تجذر الفساد في الجماعة . لحد الآن ، حسب ما توصلنا إليه ، فإن الرئيس الدكتور لم يستطع التخلص من "العليق" المغروس و المترعرع في بعض مكاتب جماعته ، و الدليل أنه كلما هم بتطهير جزء منه للتقدم إلى الأمام خطوات ، إلا و اصطدم بأشواك "العليق" المذكور أو بصخرة صلبة ، أو حفرة سحيقة ، خلفها السلف الطالح ، لكن و حسب ما توصلنا إليه في لقاء مع السيد الرئيس و أحد أعضاء حزبه ، فإن المسؤول الأول عن الجماعة و الممثا اساكنتها ، يتوفر على مخطط مدروس بعناية ، يعمل على تنزيله على أرض الواقع وفق ما تمليه الظروف ، متكيفا و مجتهدا مع حجم و خطورة و توسع أشواك ذلك "العليق" المقيت . دون أن ننسى بأن الذين أسسوا في بعض ردهات الجماعة مظاهر الفساد سيئ الذكر ، لم يغيبوا بمجرد أن طردتهم الساكنة من تدبير شؤونها العامة ، بل لا زالت أذرعهم ممتدة داخل أقسام و مصالح جماعة بني بوزرة ، و يتواصلون باستمرار مع عملائهم و عبيدهم ، قصد ضمان استمرارية إفسادهم ، و في الآن ذاته بغية نسف تجربة الرئيس الدكتور الجديد . وحدها حيادية السلطة الوصية ، ما يدل على إمكانية أجرأة مشاريع الرئيس الجديد ، و تطبيقه لما يصبو إليه من مصالح الساكنة ، لكنها حيادية تبقى سلبية ما دام المسؤول الأول للداخلية بالمنطقة ، يتواطئ و بشكل علني مع وجه من وجوه لوبيات الفساد في الجماعة ، الذين شوهوا الهندسة المعمارية لشوارع و ساحات و مرافق كل ربوع الجماعة ، و آخرون يشكلون تجمعا من الأصهار يستنزفون ميزانية الجماعة الهزيلة أصلا دون طائل ، و غير ذلك من المسكوت عنه من طرف السلطات . و تبقى نقطة الضوء في جماعة بني بوزرة ، تتمثل خصيصا في عمال النظافة الساهرين بوسائل بدائية على تنقية و تنظيف نقاط متباعدة كثيرة ، و كذلك بعض الموظفين النبلاء الأنقياء ، و بعض الأعضاء الغيورين ، الذين جميعهم بفضل مجهوداتهم المضاعفة يعملون على الحفاظ على صورة و سمعة جماعة بني بوزرة . هي عقبات و حواجز "شوكية و صخرية" تعترض طريق الرئيس الجديد حسب ما توصنا إليه قد تجعل من الفترة الرئاسية الجديدة سنوات بيضاء إلم نقل سوداء ، لما يعتريها من مؤشرات دالة لحد الساعة على عدم جلب المصالح للساكنة و عدم تحقيق مراد شريحة عريضة من شباب المنطقة ، في ظل انتفاء و غياب فرص الشغل و المرافق الصحية و الاجتماعية كاملة التجهيز ، و أما الأعضاء المتحلقون حول الرئيس الجديد ، فلا يهمهم من "هم" ، سوى الاستفراد بالرئيس ليعرضوا عليه طلباتهم الشخصية و احتياجاتهم العائلية ، و قليل منهم و في قليل من الحالات ما يلتمس أحد الأعضاء من السيد الرئيس العمل على تحقيق مصلحة من مصالح المواطنين ، و من هؤلاء الأعضاء قلة قليلة ذات غيرة على المنطقة و مصيرها . لم نرد الخوض في إمكانيات الجماعة المتاحة و أخرى الممكن جلبها ، لأن ذلك يتطلب الحصول على أرقام صحيحة من السيد الرئيس مباشرة ، و إلا أمكننا تحديد ما يمكن للرئيس إنجازه و ما لا يمكن إنجازه ، لكن الأدهى في السياق ذاته أن مشروعا لا يتطلب الكثير من المال حسب مختصين ، لم يستطع لا الرئيس السابق و لا الحالي تحقيقه ، يتمثل في تعبيد و إصلاح و تبليط شارع المركز الرئيسي المشوه ، الذي يعطي انطباعا سيئا للغاية عن مركز الجماعة و عن ساكنتها ، فضلا عن الأضرار الجسيمة التي يصاب بها مستعملوه و القاطنون جواره يوميا . نفس الكلام يقال عما بات يعرف بمرسى الموت المطبوع باختلالات هندسية مفضوحة ، و حالة مركز اشماعلة الشاطئي الساحلي ، ذي المواصفات الموقعية الاستراتيجية الجذابة ، حيث تطغى على وجه اشماعلة مظاهر البداوة و التخلف و الفراغ ، و على نفس المقاس توجد مراكز أخرى استراتيجية ك"جنانيش" و "إعرابن" مثلا . فمن أين يبدأ سيادة الدكتور عمليات التطهير ، من داخل مكاتب الجماعة ، أم من داخل المراكز و القرى و المداشر ، و متى ينتقل لمرحلة الإنجاز الفعلي لمشاريع تخدم الساكنة ، و تنقذ المنطقة مما هي فيه من إهمال و تهميش و ضياع ؟؟؟