أسست الزاوية الوزانية بتطوان المعروفة بزاوية مولاي محمد في القرن 17 على يد القطب الأشهر مولاي محمد "اليملاحي" الوزاني نجل الغوث الأظهر مولاي عبدالله الشريف ، و لعبت منذ ذلك الحين أدوارا طلائعية على أصعدة عدة ملامسة حياة الساكنة ، و أثرت بذلك تأثيرا بليغا في ثقافة أهل تطاون جنبا إلى جنب مع فاعلين آخرين عربا و أندلسيين و ريفيين ، و غيرهم من الأجناس الذين عمروا تطاون و أغنوها في حقب متلاحقة . و تولى الإمامة و الخطابة في هذه الزاوية العريقة المباركة فقهاء و أئمة مباركين ، آخرهم الفقيه سيدي محمد البحري الرجل الصالح الذي اعتنى أيما اعتناء بالشأن الداخلي لهذه الزاوية و أولى زوارها و الذين يقصدونها للصلاة و التبرك أيما اهتمام توجيها و دعاء و إرشادا ، كما اضطلعت بدور اجتماعي كبير تمثل في إيواء و احتضان طلبة العلم الوافدين من قرى نائية . و بعدما اعترت بعض جوانبها عوامل التصدع و التآكل أقدم والي تطوان على إعطاء أوامره بأن تهدم صومعتها التي بالفعل كانت بعض التصدعات بادية على جوانب عدة منها بقصد إعادة بنائها ، إلا أن أمر الإصلاح و الترميم توقف نهائيا مباشرة بعد هدم الصومعة ذات الفن المعماري الجميل جدا ، لتبقى الزاوية بدون صومعة التي بها و بباقي أركانها الجميلة عرفت على مدى التاريخ . من ينقذ الزاوية الوزانية - زاوية مولاي محمد بتطوان - إذن من دمار شامل يهددها ؟؟؟!!! فبعد أن تم هدم الصومعة المذكورة بدعوى تشققها و تصدعها ، لم يتم الالتفات لوضعها العمراني البنيوي الشامل ، بحيث تتعرض كثير من جدرنها لرطوبة متزايدة ينتج عنها انتفاخ و تشقق و غير ذلك . فمتى سينهض المعنيون بهذه الزاوية قصد إصلاحها و ترميمها و تجديد بنائها و إعادة الصومعة إلى موقعها في حلة تليق بهذه المعلمة الوزانية العظيمة ، لتؤدي رسالتها الملقاة على عاتقها و التي قامت بها لعقود طويلة على أحسن وجه مساهمة بذلك في بناء الإنسان التطاوني و النواحي ، نفسيا و روحيا و عقليا .؟؟ إن المسؤولية ملقاة بالدرجة الأولى على الوزارة الوصية ممثلة في وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المسؤولة الوصية المباشرة على المساجد و الزوايا و الأضرحة ، ثم يليها في تحمل المسؤولية أهلها من الأشراف الوزانيين ، و يأتي في مقام موال في تحمل المسؤولية كل الهيئات و الجمعيات المهتمة بتراث تطاون الذي عد كتراث إنساني عالمي .