تصاعدت وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة، واتخذ أشكالا متعددة ومس مستويات مختلفة غايتها صناعة بؤر متصهينة داخل المجتمع المغربي عن طريق تقديم خدمات الدعاية والترويج لصورة مزيفة للكيان الصهيوني لدى الجمهور المغربي الأبي، كان من أقبح صورها تصدي بعض الإعلاميين المغاربة لهذا الأمر بما يفوق في خطورته مستويات التطبيع الأخرى الاقتصادية والسياحية والثقافية، نظرا لدور الإعلامي في صناعة الرأي العام، ولما فيه من تحويل للمنابر العربية للتعبير عن آراء صهيونية، وهو بذلك تجاوز مرحلة التخفي إلى مرحلة الظهور للعلن واستفزاز مشاعر المغاربة. في هذا الصدد استقيت آراء قيادات نسائية إسلامية في الموضوع : قالت الناشطة الأستاذة حفيظة فرشاشي : “الكيان الصهيوني جسما لقيطا زُرع وسط الأمة يبحث عن المشروعية من كل عديم ذمة خائن لانتمائه وللإنسانية”. وعدّت المطبعين “مرتزقة تلعنهم دماء الفلسطينيين المراقة من قبل الصهاينة ظلما وعدوانا وتتبرأ منهم أرض فلسطين التي وطأتها أقدامهم غدرا وخيانة”. وأضافت: “هؤلاء لا قضية لهم ينصرونها سوى مصالحهم الدنيئة وإن على حساب كل القيم والمبادئ. هؤلاء يخرقون الإجماع المغربي على نصرة ومساندة قضية فلسطين العادلة”. بدورها الأستاذة نادية بلغازي قالت إن “التطبيع جريمة لن ينساها التاريخ”، وتساءلت باستنكار “كيف يبنون العلاقات المتنوعة مع كيان مجرم ويهرولون لكسب رضاه ووده رغم جرائمه النكراء ضد الإنسانية وشعبنا الأعزل في فلسطين!”؟ ولفتت الناشطة الانتباه إلى خطورة نتيجة هذا التطبيع على القضية الفلسطينية قائلة: “إنهم يسلمون لهذا الكيان الغاصب بحق موهوم في أرض الأجداد ومهبط الرسالات وأرض الإسراء ومنطلق المعراج… يبيحون له بذلك تهجير أهل الأرض وبناء المستوطنات الخبيثة على أشلاء أبنائنا وأعراض نسائنا وأنقاض بيوتنا وأشجار الزيتون”. وأرجعت الناشطة الأستاذة مليكة مجتهد ، أس بلاء التطبيع إلى الحكام العرب مقابل ثبات الشعوب الأبية على مواقفها الناصرة للقضية الفلسطينية، قائلة: “إذا كان بلاء هذه الأمة في حكامها المتواطئين المطبعين مع الكيان الصهيوني المستخفين بشعوبهم، فإن العزاء كل العزاء يا أمة العزة والكرامة والنصرة والإباء.. في شعوبك الأبية الوفية لمقدساتها الثابتة على مواقفها الباذلة للغالي والنفيس من أجلها”.