احتج عشرات المواطنين على كل المبادرات التي ترمي إلى التطبيع مع إسرائيل، سواء عبر قيام بعض الأمازيغيين بتأسيس جمعيات للصداقة المغربية الإسرائيلية، أو إغراق السوق المغربية ببعض السلع الإسرائيلية، إضافة إلى عودة الحديث عن إمكانية فتح مكتب اتصال للدولة العبرية بالرباط الذي تم إغلاقه منذ انتفاضة 2001. ورفع المحتجون، الذين نظموا وقفة أول أمس بساحة البريد بالرباط، شعارات تصف المطبعين ب«الخونة والمجرمين»، وتدعو الحكومة المغربية إلى «نصرة غزة»، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات تضامنية مع غزة وتدعو الحكام العرب والمسلمين إلى تحمل مسؤوليتهم فيما يقع. وطالب خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، الحكومة المغربية بالرد على ما سربته الصحافة الإسرائيلية حول إمكانية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني رسميا. وقال السفياني، في كلمة له في الوقفة التي نظمتها كل من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بالمشاركة مع فعاليات المؤتمرات القومية الثلاث بالمغرب، «إن كل من يريد أن يطبع مع إسرائيل هو شريك لها في جرائمها التي ارتكبت في حق الفلسطينيين، وأدعو الحكومة المغربية إلى التطبيع مع أهل غزة والمقاومة ونسيان التطبيع مع «الإجرام والإرهاب الصهيوني». واعتبر منسق المجموعة أن مبادرة السلام الجديدة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسوأ بكثير من نظيرتها التي جاء بها سلفه جورج بوش، مشيرا إلى أن فلسطين تمر الآن بأسوأ مراحلها. وبدوره تطرق عبد القادر أزريع، ناشط حقوقي ونقابي، إلى محاولة بعض الأمازيغيين التطبيع مع إسرائيل عبر تأسيس ما يسمى بجمعيات المجتمع المدني، متسائلا «هل قام الإسرائيليون بتطبيع علاقتهم مع ألمانيا بالرغم من كل ما انتزعوه منها؟. ودعا أزريع ممثلي الأمة من البرلمانيين والحكومة المغربية إلى وقف كل أشكال التطبيع ومنها التطبيع الاقتصادي الذي له أوجه عديدة، وكمثال على ذلك إغراق السوق المغربية بالتمور الإسرائيلية. ومن جهته، أكد محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، أن هناك محاولات من أجل إخضاع الحكومات العربية بهدف التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل وقف الاستيطان، موضحا، في تصريح ل«المساء»، أن الشعوب العربية، ومنها الشعب المغربي لن تسمح بتحويل المعركة عن طبيعتها أمام كل الضغوطات ولا بد أن تناضل من أجل إيقاف الابتزاز ووضع حد للغباء السياسي الذي يمكن أن يرتفع لدى الحكومات العربية لدرجة أنها قد تنجح في عزل النضال الفلسطيني عن الشعوب العربية. واختتمت الوقفة بإحراق العلم الإسرائيلي وبتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين. وانضم إلى الوقفة بعض المعطلين من حاملي الشواهد العليا الذين كانوا يجوبون شوارع العاصمة من أجل المطالبة بحقهم في الشغل. يذكر أن هذه الوقفة تأتي في إطار انطلاق العديد من الأنشطة التي تعتزم العديد من جمعيات المجتمع المدني القيام بها من أجل تعبئة الرأي العام لمواجهة التطورات التي تستهدف حق عودة الفلسطينيين وتهدف إلى القبول بالدولة اليهودية من خلال مبادرة الرئيس الأمريكي أوباما.