توافق وزارة العدل وجمعية المحامين    السكوري: الحكومة تخلق فرص الشغل    مغاربة يتضامنون مع فلسطين ويطالبون ترامب بوقف الغطرسة الإسرائيلية    إقصائيات كأس إفريقيا 2025.. المنتخب المغربي يحقق فوزا عريضا على مضيفه الغابوني (5-1)    حملات تستهدف ظواهر سلبية بسطات    "باحة الاستراحة".. برنامج كوميدي يجمع بين الضحك والتوعية    السكوري يبرز مجهودات الحكومة لخلق فرص الشغل بالعالم القروي ودعم المقاولات الصغرى    المنتخب المغربي يقلب الطاولة على الغابون ويفوز بخماسية خارج الديار    مقابلة مثالية للنجم ابراهيم دياز …    "طاقة المغرب" تحقق نتيجة صافية لحصة المجموعة ب 756 مليون درهم متم شتنبر    فيضانات فالنسيا.. المديرة العامة للوقاية المدنية الإسبانية تعرب عن امتنانها لجلالة الملك على دعم المغرب لإسبانيا    حماس "مستعدة" لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب "للضغط" على إسرائيل    لقجع يهنئ سيدات الجيش الملكي    لقجع: في أجواء التوترات الجيوستراتيجية التي تطبع العالم مافتئ المغرب يؤكد قدرته على التعاطي مع الظروف المتقلبة    سانشيز يشكر المغرب على دعمه لجهود الإغاثة في فالنسيا    جثة متحللة عالقة في شباك قارب صيد بسواحل الحسيمة    وزيرة مغربية تستقيل من الحكومة الهولندية بسبب أحداث أمستردام    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2025    زخات مطرية مصحوبة بتساقط الثلوج على قمم الجبال ورياح عاصفية محليا قوية بعدد من أقاليم المملكة    جائزة المغرب للشباب.. احتفاء بالإبداع والابتكار لبناء مستقبل مشرق (صور)    شراكة مؤسسة "المدى" ووزارة التربية    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    الصحراوي يغادر معسكر المنتخب…والركراكي يواجه التحدي بقائمة غير مكتملة    جورج عبد الله.. مقاتل من أجل فلسطين قضى أكثر من نصف عمره في السجن    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت" (فيديو)    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن قائمة الأسماء المشاركة في برنامج 'حوارات'    خناتة بنونة.. ليست مجرد صورة على ملصق !    المغرب: زخات مطرية وتياقط الثلوج على قمم الجبال ورياح عاصفية محليا قوية اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    جدد دعم المغرب الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة :جلالة الملك يهنئ الرئيس الفلسطيني بمناسبة العيد الوطني لبلاده    إجلاء 3 مهاجرين وصلوا الى جزيرة البوران في المتوسط    حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب للضغط على إسرائيل    مكتب الصرف يطلق خلية خاصة لمراقبة أرباح المؤثرين على الإنترنت    "السودان يا غالي" يفتتح مهرجان الدوحة    اقتراب آخر أجل لاستفادة المقاولات من الإعفاء الجزئي من مستحقات التأخير والتحصيل والغرامات لصالح CNSS    قتلى في حريق بدار للمسنين في إسبانيا    المركز 76 عالميًا.. مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية يصنف المغرب ضمن خانة "الدول الضعيفة"        هذه اسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    كارثة غذائية..وجبات ماكدونالدز تسبب حالات تسمم غذائي في 14 ولاية أمريكية    الطبيب معتز يقدم نصائحا لتخليص طلفك من التبول الليلي    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة        تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقال جله افتراء و مغالطات عن شيخ الزاوية الوزانية و علاقته بزوجته الإنجليزية و طلبه الحماية من فرنسا
نشر في شورى بريس يوم 30 - 05 - 2016

قصة الحب الذي زلزل المغرب: عندما تزوج كبير شرفاء وزان موظفة بريطانية وأغضب القصر : عنوان مضلل لموضوع خطير
نشر موقع “فلاش بريس”، الذي يصدر بالتوازي مع جريدة “الأخبار” الورقية، مقالا مطولا لكاتبه يونس جنوحي يحمل عنوان: “قصة الحب الذي زلزل المغرب“، تناول بالتفصيل قضية زواج كبير شرفاء وزان مولاي عبد السلام بن العربي بموظفة بريطانية تدعى إيميلي كيين، حيث كانت أحداث هذه القضية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
فيما يلي النص الكامل للمقال المذكور:
«قبل طي آخر صفحة من كتابها باللغة الإنجليزية العتيقة، لا يسعك إلا أن تشد الرحال إلى طنجة بحثا عن قبرها بدار الضمانة. روايات كثيرة تروج عن شريفة وزان، إيميلي كيين، الموظفة البريطانية التي حلت بالمغرب وتعلق بها قلب أقوى رجل بالبلاد. ترك كل شيء بما في ذلك رضا القصر، وآثر الحياة إلى جانبها بطنجة. هذه قصة حب عنيف يقال إنه أول زواج مختلط في المغرب».
إيميلي ومولاي عبد السلام .. الحب الذي زلزل المغرب
في الأزمنة التي كان فيها البارود يلعلع فوق كل بناية وأرض، كان الحب محتشما خلف الأسوار. لم يدر بخلدها أنها ستسقر بالمغرب الذي جاءت إليه على مضض مستقبلة الحياة بروح بريطانية، علمتها أن بريطانيا دولة تسود العالم وتحكمه، إيميلي كيين، والتي ستصبح فيما بعد سيدة من شرفاء الزوايا، شريفة وزان، كما لقبت بعد اعتناقها الإسلام.
شكك الكثيرون في أن السيدة البريطانية التي سرقت قلب أكثر الرجال نفوذا في مملكة الدولة العلوية وسلاطينها، اعتنقت الإسلام، وقالوا إنها دفنت في مقبرة عادية بطنجة، لكن أحد أحفاد الشيخ الحاج عبد السلام شريف وزان، أكد لنا أن العائلة تتوفر على شريط فيديو يؤرخ للحظة التي تلت فيها الشهادتين على يد العالم والمؤلف المغربي عبد الله كنون، بعد سنوات من الارتباط بشريف وزان وأكبر زعماء القبائل في المغرب، وهي على دينها الأصلي، وهو ما جر على الرجل وبالا كبيرا.
شريفة وزان، تنام اليوم في موقع يحكي علاقتها بالبحر وحياتها التي انقسمت على مشارفه، لتودع أصولا بريطانية عريقة، وتتبع قلبها إلى وزان لترتبط بزعيمها الروحي، بكل ما يحمله اسمه من دلالة بالنسبة للمسلمين وأعلى سلطة بالبلاد، ويعلن من وزان عن زواج أثار سخطا كبيرا.
عاشت أول أيام الزواج بطنجة، ورافقت شريف وزان في جميع مراحل حياته منذ زواجه بها وفق عقد زواج يضم شروطا على الطرفين الالتزام بها، وعاشت معه أزماته مع القصر والعرش ورجال الزوايا في مختلف المناطق، منها الزوايا التي توجد اليوم في نفوذ الجزائر أو في محل النزاع الحدودي بين المغرب والجزائر، وكذا موريتانيا جنوبا.
رجل بكل هذا الثقل، يطلق نساءه الثلاث، ويقامر بثقل كاد أن يهوي به إلى القاع، لولا موازين القوى التي كانت تهتز في المغرب. هكذا أصبح مولاي عبد السلام شريف وزان واحدا من المحميين التابعين لفرنسا، وقيل حينها إن اسمه ارتبط بخيانة عظمى، تنازل بموجب صفته الروحية على رأس الزوايا والقبائل، عن أراض مغربية لصالح فرنسا، وأصبحت تلك الأراضي محط نزاع مغربي جزائري إلى اليوم.
لكن ما يهمنا في كل هذا، هو ملامح الرجل القوي، الذي يستمد تلك القوة من شجرة عائلية ضاربة في القدم، تجمعه قرابة مع الدولة العلوية، ليغامر بكل شيء من أجل قلب امرأة.
إيميلي من جانبها لقيت معارضة شديدة من عائلتها في بريطانيا، واضطر والدها ووالدتها إلى الدخول على الخط راغبين مرة، ومستعملين لغة الوعيد تارة أخرى، لكن إيميلي كانت قد وعدت شريف وزان بالزواج به وأعلنت موافقتها لرجل لا يمكن التراجع عن قرار مصيري أمامه.
في كتابها My Life Story تسرد إيميلي بإنجليزية عتيقة تعود إلى حقبة العز البريطاني، تفاصيل أيام بدأت باقتراح شريف وزان الزواج بها، لتستمر في سرد العراقيل التي واجهت الزوجين، وكيف استطاعا الاستقرار في طنجة، والقيام برحلات كثيرة اكتشفت من خلالها إيميلي عمق حياة المغاربة والجزائريين في الشمال كما في الجنوب.
إيميلي تقرر الدخول في دين الإسلام، دون تدخل من شريف وزان الذي يمثل رمزا من رموز الدين الإسلامي والنسب الشريف المرفوع إلى آل البيت، لكن بعد أن لقي شريف وزان حربا ضروسا من وجهاء القبائل وأعيانها والسلطان العلوي مولاي محمد بن عبد الرحمن بكل ثقله، ليصبح شريف وزان محاصرا في طنجة التي كانت وقتها، لحسن حظه منطقة دولية.
كانت طنجة تعج بالفرنسيين والإسبان والبريطانيين والألمان وبعض الإيطاليين. إيملي ليست غريبة هنا على كل حال. لهذا قررت الانزواء بصفة نهائية في طنجة، وتختار لنفسها بيتا قبالة مقبرة العائلة، وكأنها تستعد للرحيل، بنافذة صغيرة تطل على بحر واسع تحده من الجهة الأخرى الأراضي الإسبانية، لتتأمل إيملي هناك عبورها الأول إلى أرض وزان، ويقترن اسمها، واسم الشريف مولاي عبد السلام، بقصة حب، اهتز لها المغرب.
أول زواج مختلط في المغرب
ليست كقصص الجدات والعجائز، رغم أنها تبدأ ب«يحكى أن…» فالحكاية بدأت قبل وقت طويل، لاكتها ألسن كثيرة وأضافت إليها من البهارات ما يسمح بأن تكون الرواية في صنف الأساطير. لا تخلو من تشويق، لكنها تحمل أبعاد كثيرة ارتبطت بأحداث تاريخية حقيقية. ما سيأتي في هذا الملف ليس من وحي الخيال، وأي تشابه بينه وبين القصة الحقيقية لشريفة وزان البريطانية.. فهو الحقيقة.
قصة الحب الذي زلزل المغرب
من يكون هذا الرجل الواقف بثقة، ينظر إلى الكاميرا، بلباسه الرسمي الذي يختلف كثيرا عما كان يرتديه المغاربة ذلك الوقت. هو شريف وزان الكبير، سليل الأسرة التي اشتهرت بنسبها الشريف وشجرتها المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. تجمع عددا كبيرا من القبائل التي تدين لها بالولاء، تستمد قوتها من السلطة الدينية والمكانة العظيمة التي تمثلها في ميزان القوى داخل المملكة التي كانت تعيش عهد السيبة. بكلمة منه، تجتمع قبائل وزان وما جاورها وتصطف تحت لوائه، ولهذا السبب كانت له مكانة كبيرة في نفس السلطان. اسمه الكامل هو مولاي عبد السلام بن العربي، راج عنه الكثير، خصوصا وأنه كان يتمتع بصفة الحماية الأجنبية التي كانت توزعها كل من فرنسا وبريطانيا، واستفاد منها الكثير من كبار التجار المغاربة والشرفاء، وأصبحوا خارج قانون المخزن، محميين من طرف الأجانب، ولا تسري عليهم القوانين التي تسري على المغاربة. لكن قصة شريف وزان، الذي كان صيته، يضاهي وقتها صيت السلطان، تختلف عن قصص بقية الكبار.
إيميلي كيين (Emily Keene) أو قل شريفة وزان، هي المرأة التي شكلت منعطفا حاسما في حياة مولاي عبد السلام. بالغوص في قصة حياتها، وجدنا قصة امرأة ليست كبقية الأجنبيات الشقروات اللواتي جئن إلى المغرب قبل الحماية الفرنسية، استهواها المغرب بعد أن جاءت إليه في مهمة عمل كونها تشتغل في الإدارة البريطانية، وحطت الرحال بوزان قادمة إليها من طنجة، وكان آخر ما تفكر فيه وقتها هو الاستقرار بالمغرب، فكيف الزواج من مغربي؟ وكيف إذا كان الزوج المغربي هو شريف وزان الأكبر.. المولى الحاج عبد السلام.
تقول إيميلي كين في بداية كتابها إن الزواج من مغربي كان ضربا من الخيال. في العام 1872، جاءت إيميلي إلى المغرب في مهمة عمل عينتها فيها الإدارة البريطانية بالمغرب، مرت من طنجة، والمهمة كانت في وزان..
في ذلك الوقت، كانت وزان عبارة عن معقل وقلعة نفوذ كبير لأسرة شريف وزان المولى عبد السلام. ورث عن أجداده زاوية يحج إليها الناس من كل حدب وصوب، من جهات المغرب الأربع، وهو ما جعل أسرته تدخل في معادلة السلطة المعقدة في زمن السيبة وفرض هيبة المخزن. آل شريف وزان، يحشدون القبائل، ومبايعتهم للسلطان تعني مبايعة المغرب له، هذا ما ذكرته بعض المصادر التاريخية، على ما يبدو فيها من تبجيل لدور شرفاء وزان، لكن البحث في أصول العائلة يفضي إلى أن هناك قرابة عائلية تجمعهم بالعلويين، وهو ما جعلهم يكونون سندا دائما لهم. غير أن أمورا كثيرة تطورت قبيل فرض الحماية الفرنسية على المغرب، والتي وقع عليها المولى عبد الحفيظ، وحتى قبلها عندما بدأت فرنسا توزع صفة «المحميين» على أعيان المغاربة، وكان المولى عبد السلام واحدا من المحميين.
كيف ساءت علاقته بالقصر، وكيف وجد نفسه في موضع آخر غير ذاك الذي كان فيه؟ هذه قصة الحب التي عصفت بقلب شريف وزان، أو إيميلي التي اختارته واختارت طنجة، كآخر مقام.
اللعنة التي طاردت شريف وزان
في أوج قوة الزوايا المغربية، كان المولى عبد السلام على رأس الزاوية بمدينة وزان، ومنها يستشرف مغربا من القبائل، القلاقل السياسية كانت تحيط بالبلاد من كل صوب، ففي عز أزمات قصر فاس، بين الشرفاء العلويين، كانت الزوايا تلعب دورا محوريا وأساسيا في تحديد الوريث المقبل للعرش العلوي. قوة شريف وزان، تكمن في أن بمقدوره إخضاع جميع القبائل القوية بكلمة، كما يمكنه أن يؤجج المعارضة ضد العرش بكلمة أخرى.
«سلطته كانت تضاهي سلطة السلطان»، بهذه الوصف المتكرر في أكثر من كتاب، كان كتاب التاريخ يرسمون ملامح شريف وزان المثير للجدل.
في الفترة العزيزية، وما تلاها من صراع حول الحكم في المغرب، بين أبناء المولى الحسن، والذي كانت تجمعه علاقة وثيقة بشريف وزان، قبل أن تتدهور تلك العلاقة بفعل التطورات السياسية التي عرفتها البلاد، والثورات التي قامت في أكثر من منطقة ضد السلطان أو أمرائه على المدن الأخرى. البعض يتحدث عن سوء فهم كبير من المولى الحسن وشريف وزان، وآخرون يتحدثون عن قطيعة تاريخية بين الرجلين، وكيف أن شريف وزان تحول من ولي وزعيم زاوية، إلى صديق مقرب من فرنسا وبريطانيا. وما زاد من قوة تلك التأويلات، زواجه من سيدة بريطانية تدعى «إيميلي»، وحصوله على الحماية الفرنسية، والتي مكنته من البقاء خارج سلطة دائرة المخزن، واحتماؤه بالقوة الفرنسية كباقي الأجانب الفرنسيين المقيمين بالمغرب. يقول الدكتور محمد اليملاحي الوزاني، وهو حفيد المولى عبد السلام شريف وزان، إن جده كان ليحصل على الحماية البريطانية لو أراد ذلك، خصوصا وأن زوجته شريفة وزان، إيميلي كيين، بريطانية الجنسية وظلت محتفظة بجنسيتها البريطانية إلى أن توفيت، لكنه رفض الحصول على الحماية البريطانية واكتفى بالفرنسية. تقدير الأمور يقول إن مولاي الحاج عبد السلام، كان يحتاج إلى دعم، وجده في فرنسا، بعد أن تزعزعت مكانته في وزان، على إثر قراره الزواج من «نصرانية» كان ينظر المغاربة وقتها إلى جنسها، نظرة العدو القادم من الشمال، من وراء البحر لنهب المغرب. في ما بعد، وبعد أن أصبحت زوجته إيميلي وأبناؤه يعيشون في طنجة، لعب الاثنان أدوارا حاسمة في فض النزاعات الكبيرة، مسترجعين مكانة العائلة في ميزان القوة السياسية بالمغرب، وتقلبوا في المناصب الكبرى للدولة، وأصبحوا ممثلين للقصر في منطقة طنجة. لكن النقطة التي شهدت منعطفا في علاقة أسرة شرفاء وزان بالعرش، تعود إلى عهد المولى الحسن، خصوصا وأن هناك اتهامات موجهة إلى شريف وزان، بشأن تعاونه مع الفرنسيين وتخليه عن مناطق مهمة من المغرب لصالح فرنسا. يقول الدكتور سيدي محمد اليملاحي الوزاني، إن جده، شريف وزان، كان يمثل قوة في مغرب ما قبل الحماية الفرنسية، وأن فرنسا كانت تحاوره بصفته ممثلا لقوة قبلية كبيرة في المغرب. ويمضي الدكتور اليملاحي الوزاني في حديثه بالقول إنه يزور مناطق كثيرة، تشهد اليوم نزاعا حدوديا بين المغرب والجزائر، ويجلس إلى شيوخ الزوايا هناك ومريدي مولاي عبد السلام، ويؤكدون له أنهم مغاربة وأن الشيخ لم يبعهم لفرنسا وأن المسألة الحدودية مختلقة من أساسها. نفس الأمر، حسب اليملاحي الوزاني ينطبق أيضا على موريتانيا والسينغال، حيث لا تزال زوايا هناك تدين بالولاء لمولاي عبد السلام شريف وزان. حتى أن الدكتور الوزاني، يضيف، لديه أوراق ملكية لأراض في الجزائر وفي موريتانيا، وينتظر تسوية النزاع الحدودي بين المغرب والجزائر حتى تعود تلك الأراضي والزوايا إلى حظيرة المولى عبد السلام. يقول اليملاحي أيضا إن هناك مغالطات كبيرة بخصوص ما يروى وينسب إلى شريف وزان، ومن المؤسف حسبه، أن هناك من يذهب إلى روايات مغلوطة في التواريخ، إذ يقول إن المفكر عبد الله العروي قد تحدث عن شريف وزان، وأرخ لمسألة أراض ومناطق تنازل عنها شريف وزان في فترة زمنية معينة، والحال أن مولاي عبد السلام شريف وزان كان قد توفي قبل ذلك التاريخ.
الإشكال المطروح هنا، يرتبط بأوراق الملكية التي تتوفر عليها العائلة، إذ أنه لا توجد وثيقة واحدة تفيد بأن شريف وزان تنازل عن أراض نفوذ زاويته لصالح فرنسا، وإلا لما وجدت أوراق الملكية في أرشيف العائلة بطنجة، حيث استقر أبناء شريف وزان إلى آخر أيامهم رفقة أمهم إيميلي كيين.
إيميلي تحكي عن انفتاح الحاج مولاي عبد السلام الشريف
لم يكن سهلا على الموظفة الإنجليزية، القادمة إلى المغرب من بلاد الحضارة وقطب أنظار العالم المتقدم والمتخلف، عندما كان البريطانيون يكتبون في كتبهم وجرائدهم أنهم أسياد الأرض وحكام الاقتصاد والمال، أن تتخلى عن بلد بكل هذه الحمولة وتستقر نهائيا بالمغرب. اختارت لكتابها أن يبدأ حيث بدأ التحول الصارخ في حياتها التي لم تعرف إليها الرتابة طريقا. تقول إن صباح 17 يناير من العام 1873، كان صباحا جميلا، حيث توجه والدها إلى غرفتها ليجلس معها محاولا إقناعها بالتخلي عن فكرة الزواج من شريف وزان. عائلتها كانت ترفض بالقطع أن تزوج بنتها من رجل مغربي حتى لو كان سيد قومه، ونفوذه يضاهي نفوذ السلطان، أمها عارضت الزواج بشدة، وأرسلت إليها من ينبئها بأنها توشك أن تقترف خطأ العمر، وهي التي جاءت في ريعان شبابها، بداية عقدها الثاني، إلى المغرب. حاولت إيميلي أن تتفهم تخوف أهلها في البداية، لكنها لم تستطع مقاومة رغبتها في الارتباط بشريف وزان. تقول في أحد مقاطع كتابها My Life Story إنها عندما رأت شريف وزان أول مرة، لم يكن ليدور بخلدها لوهلة أن الماثل أمامها سيكون زوج المستقبل، وأبا لابنيها الاثنين مولاي أحمد ومولاي علي، واللذين يرقدان قربها اليوم بمقبرة للعائلة في أعلى مناطق طنجة وأقربها إلى البحر الأبيض المتوسط.
بعض الروايات تقول إن أول لقاء لإيميلي بشريف وزان، كان عندما كادت إيميلي أن تسقط عن صهوة فرسها، حيث كانت تتجول في حقول وزان، ليظهر الشريف وينقذها في آخر لحظة، ليتحول الحادث إلى بداية علاقة كللت بالزواج. لكن كتاب إيميلي كين، وما يرويه المقربون منها، يخالف هذه الرواية تماما، حيث تقول بنفسها إنها قابلت شريف وزان غيرما مرة في اجتماعات وحفلات كانت توجه لها الدعوة لحضورها، شأنها شأن بقية الأجانب.
بالعودة إلى الصفحات الأولى من الكتاب، فإن إيميلي بدأتها من حيث بدأت علاقتها تتوطد بالمغرب، قبل أن تبدأ في مهمة سرد تفاصيل علاقتها بشريف وزان. تقول إن والديها حلا بالمغرب من أجل ثنيها عن قرار الزواج من شريف وزان، وكيف أن هذا الأخير، أرسل مساعديه إلى الفندق الذي ينزل فيه والد إيميلي ووالدتها، للحصول على توقيع موافقة والدها بصفته وليا لها، وبذلك «أصبحت الآن زوجة شريف وزان». وفي الغد، كما وصفت ذلك الصباح بالجميل، جاءها والدها محاولا وضعها أمام آخر فرصة لها للتراجع عن قرارها، مقدما لها عرضا بمساعدتها على الفرار من المغرب. قال لها إن بإمكان بعض الناس أن يتدبروا أمر تهريبها بحرا إلى بريطانيا، لكنها آثرت المضي في تجربة الزواج من أقوى رجل في وزان، وأحد رجال المغرب الأكثر نفوذا.
تصف المرأة كيف أنها قررت أن تضع بعضا من قوانين حياتها الأوروبية في بيت شريف وزان، منذ الأيام الأولى للزواج. خصص لها شريف وزان شقة صغيرة كان من السهل تأثيثها، كما خصص لها خادمة جيئ بها خصيصا من بريطانيا، وطباخا إسبانيا، وسيدتين مغربيتين تقومان بالخدمة داخل البيت.
إيميلي انتبهت إلى أن بيت شريف وزان، لا يكف عن استقبال الفقراء والمرضى والباحثين عن لقمة عيش وسط موائد الطعام الكثيرة التي لا تفرغ منها ساحة بيته الكبير طوال اليوم. هكذا كانت بداية حياة إيميلي مع شريف وزان في طنجة، أضحت حاملا بابنهما الأول، وكان هو يقضي بعض الوقت في تعلم العزف على الكمان. تقول إن صوت شريف وزان يساوي ثروة فنية إن تم صقله، وأشادت بموهبته في العزف والغناء، والأكثر من هذا أنه كان يرافقها إلى الكنيسة أيام الآحاد، وتقول إنها في الوقت الذي تكون فيه هي منهمكة بتلاوة الصلوات مع بقية البريطانيين الذين اختاروا طنجة مقاما لهم، كان شريف وزان يجلس مطرقا، مرافقا زوجته لتمارس شعائرها الدينية.
قبل ميلاد ابنهما الأول، طلب المولى عبد السلام من زوجته إيميلي أن ترافقه إلى المفوضية الفرنسية، ليحصل على بعض المراسلات، لتقول إيميلي معقبة إن مسألة زواجها من شريف وزان لقيت معارضة شديدة من السلطان المغربي مولاي محمد بن عبد الرحمن، وأن من شأن اعتراضه على زواج شريف وزان من إيميلي أن يزيد الطين بلة! خصوصا وأن العلاقة بين العرش العلوي ومولاي عبد السلام قد بدأت في التدهور قبل زواجه بقليل.
ما كتب عن شريف وزان أنه طلق زوجاته من أجل إيميلي، ترد عليه السيدة البريطانية هنا بشكل غير مباشر، مسترسلة حديثها عن علاقتها بالشريف الوزاني في أول أيام زواجهما في طنجة، إذ تشرح كيف أن قراره العيش في أوروبا والسفر إليها خلال الأيام المقبلة للتاريخ الذي تتحدث فيه إيملي في بداية الكتاب، أوجب عليه أن يطلق زوجاته المسلمات الثلاث. في هذا الوقت كان الشريف لا يزال يسير أمور الزاوية خلفا لوالده المتوفى، والذي ترك على عاتقه أمر تدبير علاقة الزاوية بعدد كبير من زعماء القبائل، لكن المشاكل بدأت تطفو بشكل كبير عندما شاع خبر زواجه من سيدة بريطانية «نصرانية»، وهو ما بدأ يؤثر على طبيعة العمل الذي كان يقوم به، والذي تصفه إيميلي في كتابها بأنه من الأهمية بالدرجة التي أهلته ليكون أكثر الرجال تأثيرا في المغرب.
عبد الله كنون تولى تلقينها الشهادتين والعائلة وثقت الحدث في فيديو نادر
«شريفة وزان» اعتنقت الدين الإسلامي عند زواجها بالحاج عبد السلام كبير شرفاء وزان، هذه حقيقة يدافع عنها أحفاد الشريف، رغم أن بعض الذين تتبعوا تاريخ الرجل، شككوا في كون إيميلي قد اعتنقت الإسلام.
بالرجوع إلى بعض ما كتب عن شريف وزان، فإن زواجه من إيميلي قوبل برفض كبير لمريديه، ولم يستسغ الكثيرون أن يتزوج صاحب البركة والنسب الشريف من «نصرانية» بريطانية تتقن عزف البيانو ولباسها الأوروبي و “الكفر” الذي جاءت به من وراء البحر.
لكن حفيدها، الذي اهتم بتاريخ العائلة، يؤكد أن جدته، إيميلي كين اعتنقت الدين الإسلامي وعاشت إلى جانب أبنائها حياة شرفاء وزان، وتشبعت بالروحانيات. إقامتها التي أمضت فيها ما تبقى من حياتها منذ غادرت وزان إلى طنجة، لا تبعد إلا خطوات قليلة عن المقبرة.
يقول الأستاذ محمد الوزاني، إن جدته اعتنقت الإسلام، وتولى العالم المغربي عبد الله كنون، تلقينها الشهادتين بنفسه، ويفتخر ذ. الوزاني بأن أرشيف العائلة يتوفر على شريط فيديو يؤرخ للحدث، تظهر فيه إيميلي كيين تردد الشهادتين خلف عبد الله كنون.
قصة آل الشريف عبد السلام الوزاني مع الأرشيف غريبة، إذ أن ذ. محمد يقول إن أعمامه كانوا من بين أوائل الذين امتلكوا كاميرا للتصوير في المغرب، وهكذا استطاعوا توثيق عشرات اللحظات التاريخية المهمة في تاريخ البلاد.
زرقة السماء تنعكس فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، وقبر الراحلة إيميلي يحكي قصة امرأة غير عادية سكنت المغرب واختطفت قلب أهم رجل في مملكة السلطان. وحفيدها، سيدي محمد اليملاحي الوزاني، يشرح القرابة بينه وبين إيميلي كيين، ويقول إنها أم جده.
أهمية السلطان جاءت من التفاف قبائل منطقة وزان وجبالة حول الزاوية، وإيمانهم بأن لمولاي عبد السلام بركات أولها اصطفاف الناس أمام عتبة قصره طلبا للبركة وأهمها إيمانهم أنه «المخلص» القريب من القصر.
أشار حفيد إيميلي كيين، شريفة وزان، إلى أن الكثيرين يزعمون أنها مدفونة بمقبرة طنجة، وأن لها قبرا صغيرا كباقي أموات المدينة المسلمين، وذهب آخرون، بل وكتبوا أيضا، أنها مدفونة في مقبرة خاصة بالإنجليز. مما يعني أنها لم تدخل الإسلام، لكن الحقيقة، يقول ذ. محمد، أن جدته إيميلي كيين أسلمت وعاشت مسلمة في المغرب، وقبرها الآن موجود وبدأ بعض أفراد عائلتها في بريطانيا، من جهة الأب، بربط اتصالات مع العائلة بالمغرب، لزيارة قبر الراحلة والتعرف على أفراد العائلة المغاربة.
هكذا قضت إيميلي آخر أيامها قبل أن تدفن في طنجة
خارج المقبرة، حيث توجد منازل العائلة التي يتردد عليها الطالبون للبركة، يوجد باب موصد في وجه المارة، لكنه عالم مفتوح على مصراعيه أمام آخر أيام شريفة وزان.
مكتبة، كثيرة الرفوف، أمامها طاولة عليها صورة الأمير مولاي الحسن. بيانو قديم، اعتادت إيميلي أن تلاعبه ذات خلوة مطلة على البحر، ومن هذا البيت كانت تتأمل آخر أيامها مستشرفة الأرض التي جاءت منها إلى المغرب أول مرة. بين سنة 1849 التي ولدت فيها و1941 التي رحلت فيها عن الدنيا، دارت أحداث كثيرة في حياة إيميلي كيين، لعل أهمها سنة 1873، التي تزوجت فيها بشريف وزان الحاج مولاي عبد السلام.
منعها من الخروج مكشوفة الرأس والتدخل في دين الأولاد
حياة مولاي عبد السلام شريف وزان، بعد تعرفه على إيميلي كيين، عرفت تغيرات كثيرة، حيث جر عليه ذلك الزواج الكثير من الانتقادات. العائلة، ممثلة في الدكتور الوزاني، تقول إنها باتت تتوفر اليوم على نسخة من عقد زواج إيميلي بمولاي عبد السلام، وفي العقد توجد شروط الطرفين. بدت شروط مولاي عبد السلام شريف وزان، أكثر انغلاقا من تلك التي وضعتها إيميلي، إذ طالب في عقد الزواج بأن يعين لها من يرافقها في جولاتها في مدينة وزان، وألا تخرج مكشوفة الرأس. كما طالبت هي من جهتها بما كانت تريد المرأة الحديثة لنفسها أن تعيشه، ألا تقاسمها زوجة أخرى فيه. كما أن الطرفين ارتضيا أن يجعلا أبناءهما من الذكور يتلقون تربية إسلامية دينية وفق الشريعة الإسلامية، ويتولى تربيتهم مسلمون يعينهم مولاي عبد السلام. في حين أن الوضع سيكون مختلفا في حالة إنجاب الإناث، إذ أن إيميلي اتفقت مع شريف وزان في عقد الزواج دائما، على التكلف بتربية بناتها بنفسها، وأن تلقنهم الحياة التي تعلمتها. لكن إيميلي بعد زواجها بشريف وزان، لم تنجب إلا اثنين من الذكور، وهما مولاي أحمد ومولاي علي.
تقول إيميلي، بخصوص ديانتها، متحدثة في كتابها عن شريف وزان، إنه كان متفهما، وبما أنه مسلم الديانة فإنه يحل له أن يتزوج كتابية نصرانية، وشرحت أن الدين الإسلامي لا يقف في وجه المسلمين في حالة رغبوا في الزواج من كتابية.
المرأة التي سرقت قلب أقوى شرفاء الزوايا بالمغرب
هنا في أعلى التل ترقد إيميلي كيين شريفة وزان. قبرها يستقبل القبلة، ويطل على المضيق الذي يفصل إسبانيا عن المغرب. سفن بعيدة تبدو للواقف أمام القبر، ساكنة القبر أيضا قطعت نفس البحر قبل وقت طويل، وحطت رحالها هنا بطنجة، وآخر ظنها أنها كانت تمر قرب قبرها في بلد لم تكن لتتخيل يوما أنها ستموت فيه. هذا ما كتبته شريفة وزان في كتابها My Life story. لتروي فيه قصة حياة فريدة اختلط فيها الحب بتذوق الحياة في شمال المغرب وإيثارها البقاء هنا على العودة إلى أجواء بريطانيا الباذخة.
شاهد قبرها يقول إنها توفيت بداية أربعينات القرن الماضي، وتقترن فيه صفة «شريفة وزان» باسمها الذي لم تتخل عنه حتى بعد اعتناقها الإسلام. تحيط بها قبور العائلة من كل جانب، بين أرامل الحاج عبد السلام وبناته، وبين ابنيها منه، مولاي علي ومولاي أحمد، ترقد إيميلي كيين.
قبل الوصول إلى القبر، وفي الطريق إلى مقبرة العائلة بمنطقة مرشان بطنجة، تمر بقطع مندثرة من تاريخ المدينة الدولي، عندما كانت طنجة ملتقى لدول كثيرة تحاول الامتداد في التراب المغربي عبر وضع قدم لها بالبلاد. صف طويل من الذين ينتظرون قدوم أحد أحفاد المولى عبد السلام شريف وزان، لا يكاد يخلو منهم الزقاق في جميع أيام الأسبوع. ممر ضيق إلى بيت فسيح يحكي أيام عز قديم، أمامه مباشرة يأتي منظر ساحر للبحر الفاصل بين القارة الأوروبية والإفريقية، بين إسبانيا والمغرب. في مقابل الباب الذي يستقبل الطالبين لبركة الشرفاء الوزانيين، يوجد باب تعلوه خضرة حائلة بفعل أشعة الشمس، خشبه قد بدأ في التآكل وكأن رطوبة البحر شبح يهدده بالانقراض. وراء الباب الأخضر توجد مقبرة العائلة، في أعلى نقطة بطنجة، وفي تلك المقبرة ترقد إيميلي كيين وأبناؤها وأفراد من عائلة شريف وزان. يد الزمن تمتد إلى آخر شبر داخل المقبرة الصغيرة، وشواهد قبور بأسماء طويلة مرفوعة النسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. رهبة الموت تحل متثاقلة بين القبور، وحتى لو حاولت المرور على قبرها مرور الكرام، فإن اسمها يستوقف كل زائر.
تنبيه : ستكون لباحثين و كتاب ردود توضيحية حول المقال ، حتى لا يسقط القارئ فريسة الأضاليل و المغالطات الرخيصة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.