يعتبر المسجد الجامع بقرية تندمان من جماعة بني بوزرة إقليمشفشاون قيادة بواحمد ، من أعرق جوامع العلم و تحفيظ القرآن الكريم بغمارة العامرة ، و يفضل كثير من أهل المنطقة بتسميته بمسجد "الإحسان"وبخصوص تأسيسه تذكر بعض المصادر بأن حفيد مولاي إدريس الثاني هو من قام بتأسيسه و بنائه لأول مرة على تقوى من الله ، بعدما حكم المنطقة سيدي عمر بن مولاي إدريس الثاني بن مولاي إدريس الأكبر ، و الجامع لا يبعد كثيرا عن مقام ضريح سيدي أحمد بن سيدي عمر الإدريسي . و فضلا عن تحفيظ القرآن الكريم التي اشتهر بها الجامع منذ تأسيسه و تدريس العلوم الشرعية في فصوله على يد فقهاء كبار ، فإن الجامع اشتهر أيضا بجمع الناس على الخير و تحريضهم على التعاون و الصلح بين المتخاصمين ، و كذلك الكرم و البذل و السخاء بين كافة أبناء المنطقة و الوافدين عليها . إن الجامع العتيق بقرية تندمان كان محجا للعديد من طلبة العلوم الشرعية من كل حدب و صوب ، لينهلوا من المعين العلمي الصافي المتفجر في شتى ضروب العلم و فنونه ، و كان للفقيه سيدي العياشي أعراب البصمة الجلية على هذا الجامع ، حيث تلقن على يده المئات من الطلبة قادمين من كل مناطق المغرب و لو في حالة الجامع التقليدية العتيقة حيث فاضت البركة و الأنوار الربانية و سطعت على كل الربوع ، بفضل إخلاص الفقيه المعلم و صدق الطلب لدى المتلقنين من عامة الطلبة الذين كانوا يقصدون الجامع و كلهم شوق و رغبة دفينة في النهل من المناهل الأصيلة . و يقوم حاليا الفقيد سيدي عبد الله الميموني بمحاولة الحفاظ على السر الرباني لهذا الجامع و مواصلة الرسالة التي بدأها الجيل النموذجي من الفقهاء الذين مروا منه ، و ذلك بتفانيه و حرصه على إشباع نهم الطلبة الذين أيضا يفدون من كل المناطق ملتمسين الزاد المعرفي ، ليصبحوا مستقبلا خير رسل لما حصلوا عليه من علوم شرعية و أحاديث نبوية و نمط تربية تشمل سلوكيات الإنسان السوي من شتى مناحيها . و يعبر كل من له إلمام بتاريخ هذا الصرح العلمي العظيم ، عن عظيم أملهم في أن يظل الجامع معلمة دينية و تربوية و تعليمية شامخة ، تشرق منه الأنوار الربانية و تنتشر انطلاقا من زواياه الأسرار العلمية العالية ، المنقذة للبشرية من الجهل السائد و الفساد الزائد . ملحوظة : في الصورة بعض طلبة الجامع في صورة جماعية تذكارية ، و في الثانية يظهر الفقيه سيدي عبدالله الميموني .