مرسى اشماعلة أو ما اصطلح عليه يوم تدشينها رسميا من طرف ملك البلاد بقرية الصيادين ، تعيش في ظلام دامس و انعدام أسباب الدينامية و الحيوية التجارية و الاقتصادية ، و ذلك إثر الانقطاع الكلي للكهرباء منذ أسابيع طويلة و إلى حد كتابة هذا المقال . لقد استبشر السكان و خاصة منهم المزاولين لمهنة الصيد التقليدي خيرا ، لما قام الملك محمد ال6 بتدشين قرية الصيادين ، حيث رأوا أثناء التدشين آليات و وسائل مهمة جدا خاصة بمجال الصيد البحري ، إلا أن الأخطر و الأغرب في الأمر ، خلو مرافق قرية الصيادين غداة التدشين من كل تلك الآليات و التجهيزات ، بل و أكثر من هذا فإن القرية تدهور حالها تدريجيا إلى أن أصبحت الآن تعيش في ظلام حالك . و يتكبد الصيادون و أصحاب محلات تصبير السمك خسائر باهضة ، حيث لا حركة في الثلاجات الحافظة للأسماك على طراوتها ، إذ تتعرض الأسماك التي توزن بأطنان كثيرة حسب المحصول للفساد و التعفن ، مما يضاعف خسائر أصحاب المحلات و يعود ذلك بنتائج سلبية للغاية على الصيادين عموما على مستوى دخلهم اليومي . هذا و يتداول الرأي العام بالمنطقة الغمارية بأن انقطاع الكهرباء عن المرسى يتم بشكل متعمد ، حيث يشتبه بأن عمليات تهريب ضخمة للحشيش تتم باستمرار من نفس النقطة الشاطئية ، و يتكرر على ألسنة جل أبناء المنطقة خبر تنفيذ عملية شحن بين ليلة و أخرى ، و يتم قطع الكهرباء من أجل تيسير عمليات التخفي و التستر و التضليل حسب السائد على ألسنة غالبية ساكنة الشريط الساحلي . من ناحية أخرى يحمل البعض مسؤولية عدم التعجيل بإصلاح الأعطاب و باسترجاع الكهرباء بشكل فوري ، و بعدم توفير كثير من المستلزمات ، لعنصر أو بعض العناصر التي توجد على رأس جمعيات و تعاونيات الصيد البحري ، نظرا لما يحوم حولهم من شبهات فيما يخص اختلاسات و تبذير مبالغ مالية هامة ، كان الأحق بها شريحة من البحارة الحرفيين و غيرها من الخروقات ، بحث و الحالة هاذه لا يستطيعون رفع صوتهم في وجه المسؤولين مطالبين بتوفير ما سلف ذكره ، لضعف شخصيتهم و فقدهم للقدرة على الإلحاح و طرق أبواب المسؤولين لتحقيق المطلوب من تجهيزات و كهرباء و غير ذلك . و يعرف مرسى اشماعلة بشكل عام و قرية الصيادين بمرافقها و مصالحها كسادا تاما ، إلى حد أنه يوصف بالموحش و الخلاء بل و يشبه بالمقبرة لانعدام مواصفات و شروط الحياة فيه . فإلى متى ستبقى مرافق قرية الصيادين باشماعلة بدون كهرباء ، و من المسؤول في المقام الأول عن هذه المهزلة ، هل الجمعيات و التعاونيات ذات الصلة بالصيد ، أم مندوبية الجبهة أم العمالة أم الجماعة ؟