غمارة ليست بابرد وحدها أو الجبهة فقط ، أو اسطيحات أو باب تازة ، فالذين يتحدثون باسم الغماريين وأسسوا تنظيمات تحمل أسماء قبائل ضخمة يدعون من خلالها تبني مطالب الغماريين البسطاء لم يزوروا الغماريين في يوم من الأيام ، وإن سألتهم عن حدود غمارة التاريخية وعن دواويرها فلن يجيدوا الإجابة ، فما بالك بتمثيل ومساندة ساكنة كل هذه القبائل التي يصل عدد سكانها حوالي ربع مليون شخص ! من الجيد جدا أن يكون من بين الغماريين من يمثلهم ويملك غيرة حقيقية عن المنطقة ، مستعد بروحه وفكره وساعده لأن يضحي من أجل هذا العدد الضخم من المواطنين في رقعة لم يصلها قطار التنمية بعد ، ولكن يجب أن يرتكز الأمر على أسس وقواعد قانونية واضحة ، على اختيار أشخاص من ذوي الكفاءة والأخلاق ، على اختيار برامج عمل تخدم مصالح البسطاء بالأساس .. وما عدا ذلك مما نسمع ونرى اليوم من ندوات وملتمسات وتحركات لا علم للغماريين بها ولا استيعاب ولا حضور -وإن كانت تخصهم- ، فلن تعطي الثمار ما دامت ترتكز على وجهات خاصة وأهداف مجهولة وبصيغ غير قانونية ، هذا دون الحديث عن تبذير المال العام وما يحيط بهذه الهيئات من شبهات كالإستفراد بالقرارات والإهتمام بموضوع دون الآخر أو منطقة دون الأخرى !