يهاتفنا بين الفينة و الأخرى أبناء منطقتنا الغالية غمارة منذريننا بحالات ظاهرة مخيفة آخذة في التنامي و الانتشار ، و يتعلق الأمر بإقدام أشخاص من أعمار مختلفة بوضع حد لأرواحهم بطرق متعددة و خاصة الشنق بواسطة الحبال ، مما يزيدنا قلقا على مصير أهالينا المواطنين المرابطين بهذا الثغر من وطننا العزيز . إن غمارة ذاع صيتها عبر المعمور بالعلم و التصوف و الجهاد و الفتوحات و غير ذلك من أمارات التمدن و التحضر ، في حين نجدها الآن تكاد تتصدر المشهد الوطني في عدد حالات الانتحار ، الشيئ الذي يفرض علينا كصحافيين و جمعويين و على السلطات بكل أجهزتها ، أن تقف وقفة مسؤولة مع الظاهرة ، قصد مدارستها و التعمق في معرفة دوافعها و أسبابها تشخيصا و وصفا للسبل الناجعة لوضع حد لما بات ينتشر بسرعة دون توقف ، أمام اندهاش الجميع بل و تخوفهم على فلذات أكبادهم .
ما دامت الأسباب متداخلة و متشعبة تقف وراءها عوامل مادية و نفسية أساسا ، ناتجة عن الحيف و الظلم و التهميش المهيمن على المنطقة بأسرها ، لصالح لوبي خبيث يتكون من جهات رسمية و غير رسمية تستنزف "آمال" الساكنة لتزداد غنى و تغولا ، و تزداد الساكنة المفقرة تفقيرا و مأساوية ، ليفرز كل ذلك ظاهرة نسميها بظاهرة الانتحار و غيرها من الظواهر الخطيرة . فكيف إذن سنعالج الأمر و كيف يمكننا أن ننور الرأي العام و نقوم بتعبئة شاملة عبر المنطقة لوضع النقط على الحروف ، و تحميل المسؤولية الكبرى للدولة فيما آل إليه الوضع العام بغمارة من تراجع على كل المستويات ، العلمية و المادية و الأخلاقية و الفكرية و السياسية ؟