تأسس السوق المركزي بتطوان سنة 1945م ، على يد الحكومة الإسبانية . وذلك لإستيفاء حاجيات السكان من المواد الغذائية وغيرها . وقد شهد حركة تجاارية دائبة ونشيطة منذ تأسيسه ، وكان يتقاطر عليه التجار من كل حدب وصوب ، لبيع بضاعتهم أو للتزود منه لتصديرها لمدن أخرى ، كطنجة وسبتة التي كانت تستقبل يوميا عدة شاحنات محملة بالبيض . وخلال السبعينات والستينات من القرن الماضي ، وأمام إتساع رقعة المدينة واكتظاظها بالسكان ، ظهرت عدة أسواق بالأحياء الجديدة ، وظهرمعها الباعة المتجولون في الشوارع والأزقة بشكل ملفت . وهو ما شدد الخناق على تجار السوق المركزي آنذاك ، حيث أصيبت تجارتهم بالكساد والإفلاس ، فباع أغلبهم متجره أو أغلقه . قبل أن يظهر نشاط تجاري آخر ، لقي رواجا وإقبالا لدى الزبناء ، نظرا لجودته وطريقة عرضه ، كما هي عليه الحال الآن . وبنفس الرغبة والإعجاب ، يقبل الزبناء على شراء السمك والدجاج المذبوح والأرانب والبيض بالطابق الثاني ( في الوسط ) . ويرى الزائر لهذا السوق ، أن كل شي فيه قد تغير فيه ، الذي لم يتغير هو : بنيته التحية التي ما تزال تعاني من الإهمال والتهميش ، في السقوف المتشققة والجدران المهترئة . حول هذا الموضوع إلتقينا برئيس جمعة السوق المركزي ونائبه وسألناهما فصرحا لنا بماياتي : نحن كجمعية السوق المركزي بتطوان التي تأسست بتاريخ 2014 م . قمنا لحد الساعة بمجهودات جبارة في الإصلاح والترميم لمرافق السوق . بادرنا بادئ ذي بدء إلى الحفاظ على الأمن والنظافة داخله وفي محيطه الخارجي ( فالنظافة من الإيمان ) . ونظرا لإمكانيتنا المحدودة ، فقد إلتجأنا إلى الجماعة الحضرية ، التي لقينا من رئيسها الدكتور . إيدعمر كل ترحيب وتفهم لوضعيتنا ومطالبنا ، ووعدنا مشكورا خيرا ، بتقديم جميع أنواع الدعم والمساعدة ، ما دام الأمر يتعلق بخدمة الصالح العام وساكنة هذه المدينة التاريخية الأعزاء ، يقول السيد الرئيس رئيس الجماعة . وبالمناسبة يسعدنا ويسرنا ، نحن أعضاء جمعية السوق الركزي بتطوان ، أن نتقدم بتشكراتنا الحارة للسيد رئيس الجماعة الحضرية على تلبيته وقبول مطالبنا التي تصب في إنقاذ المعلمة التاريخية وسط مدينة تطوان . والله الموفق .